لاشك أن التجربة البرلمانية في مملكتنا الغالية مازالت تخطو خطواتها نحو التطور ولكن ليس بالمستوى المأمول وذلك لعدة أسباب منها قلة الخبرة في الممارسة النيابية لدى أغلب النواب، كذلك ضعف المستوى التعليمي والثقافـــي لدى فئة ليست بقليلة من النواب مما يؤثر على سن التشريعات والقوانين رغم ما تؤكده الحكومة من التعاون المثمر بينها وبين المجلس، إلا أننا كمواطنين لم نلمس في الفصل التشريعي الماضي أي عمل برلماني يصب في مصلحة المواطن بشكل مباشر بل على العكس رأينا تخبطاً برلمانياً وضعفاً في تلبية وتعطيل كثير من التشريعات التي يرنو إليها المواطن وكثرة الوعود الكاذبة وغير المجدية التي لا يستطع النائب تحقيقها مما أثر على مجموع ما تم إنجازه في الفصل التشريعي المنصرم.ومما لا شك فيه أن كثيراً من النواب السابقين قد عزف عن خوض الانتخابات القادمة وذلك لإحساسه في إخفاقه وتقصيره أمام الناخبين في دائرته، مما قد أضعف فرص نجاحه، وهذا راجع إلى قلة الخبرة في طرح المستطاع تحقيقه من المطالب الشعبية التي يوقن رفض الحكومة لتمريرها رغم علمه بذلك ولكن لدغدغة مشاعر الناخبين في دائرته.لذلك شاهدنا كثيراً من النواب قد أحجموا عن الترشيح، وفي المقابل نرى كثيراً من المترشحين الجدد يستعدون لخوض المعركة الانتخابية القادمة. ونتمنى أن نجد جيلاً برلمانياً مثقفاً واعياً يحمل الشهادات العليا والثقافة الكافية مما يساعد على تطوير العمل الانتخابي، كذلك البعد عن النعرة الطائفية والحزبية في اختيار المترشحين. نحن لا نريد نواب خدمات يتهافتون وراء الوزراء من أجل تمرير هذه المعاملة أو تلك، نحن ننتظر من النواب القادمين إنجاز العمل وسن القوانين والتشريعات التي تخدم المواطن والوطن على حد سواء لا تحقيق بعض المكاسب البسيطة والآنية. كذلك نتمنى من إخواننا الناخبين حسن الاختيار دون النظر إلى المصالح الضيقة في اختيارهم لمرشحيهم، والابتعاد عن المحاصصة وكذلك عدم إغراء الناخبين ببعض المكاسب في حالة انتخابهم والابتعاد عن شراء الأصوات بما يخالف الذمم، وديننا الحنيف وقيمنا الإنسانية، نحن مقبلون على عرس انتخابي جميل نتمنى أن توفق الحكومة بإدارته بكل شفافية وأمانة حتى يظهر بالصورة التي يتمناها كل مواطن لبلده.لا شك أن صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى أحرص الناس على إنجاح هذا العرس الديمقراطي وكذلك صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الذي من خلال مجلسه الأسبوعي يحث على أن يكون العمل الوطني ومصلحة الوطن من أولويات أعضاء البرلمان.نتمنى من الله جلت قدرته أن يحفظ بلادنا ومليكنا ورئيس الوزراء وولي العهد الأمين من كل سوء ومكروه. حنان بنت سيف بن عربي