الرياض – الوفد الإعلامي: لا تبدو غريبة الروح القتالية العالية والكتلة الصلبة التي يلعب بها منتخب قطر لكرة القدم غائبة عن أذهان المدرب الجزائري جمال بلماضي، ذلك أن هذا الأخير يقود العنابي بروح محاربي الصحراء في ظهورهم الأخير بكأس العالم في البرازيل!.المنتخب الجزائري الذي شرف العرب في المونديال، يتجسد في نظيره القطري بالروح والعزيمة والأداء الممتع، ولو ألقينا نظرة على هذا الفريق الذي يعد العدة لارتداء حلة كأس العالم التي ستستضيفها بلاده بعد ثماني سنوات لوجدنا أنه بحق أشبه ما يكون بذاك الفريق الساحر الذي وقف سداً منيعاً لأبطال العالم في منافسات الدور الأول بالمونديال لولا أن خبرة الماكينات الألمانية حسمت الأمور في نهاية المطاف لصالحها لتنجو بشق الأنفس من كارثة كادت تغير مسار البطولة برمتها.وفي ظل فقدان اثنين من أبرز الأسلحة الهجومية في صفوفه، والتي أحرجته أمام شباك الخصوم في ثلاث مباريات بالدور الأول من كأس الخليج بالعاصمة السعودية الرياض، وجد العنابي ضالته أمام المنتخب العماني الشاب ليصل إلى شباك الحارس علي الحبسي المحترف في نادي برايتون الإنجليزي في ثلاث مناسبات، فكانت الأهداف الثلاثة أشبه بالتعويض لحالة الصيام التي عرفها الفريق في مباراتين بعد أن تذوق لمرة واحدة فقط طعم التهديف أمام المنتخب السعودي في مباراة الافتتاح التي ستتكرر في مباراة النهائي مساء اليوم لخليجي 22.وبعد الثلاثية في الدور نصف النهائي لن يشعر بلماضي بأي حرج من غياب المهاجمين سباستيان سوريا وخلفان إبراهيم، فقد نجح لاعبوه أخيراً في معرفة طريق الشباك التي كثيراً ما كانت عصية عليهم برغم أن العنابي وحسب إحصاءات المباريات أكثر المنتخبات قدرة على خلق فرص التسجيل، إلا أن الرعونة والاستعجال عادة ما تصاحب لاعبيـــه في إنهاء الهجمة وخصوصــاً داخل الصندوق.ويـــرى المراقبون أن المنتخب القطــري قادر على الثأر للخسارة التي تعرض لها أمام الأخضر السعودي بالذات وعلى ملعب الملك فهد الدولي في نهائي الدورة الخامسة عشرة عندما فاز أصحاب الأرض بثلاثة أهداف لهدف، لكن قدرة العنابي ستصطدم أيضاً بفريق يسعى لأن يرد اعتباره أمام جماهيره الغاضبة مــن سوء أدائه وتدني مستواه حســـب وصفها.