عواصم - (وكالات): اعتقلت الشرطة الأمريكية عشرات المتظاهرين، واستخدمت قنابل الغاز المسيلة للدموع، وقنابل الصوت، لتفريق المحتجين، فيما شهدت مدينة فرغسون بولاية ميزوري أعمال شغب مع إحراق مبان وتعرض شرطيين لرصاص كثيف بعد إسقاط هيئة المحلفين، الملاحقات القضائية بحق الشرطي الأبيض دارين ويلسون الذي قتل الشاب الأسود الأعزل مايكل براون في أغسطس الماضي.وأتت أعمال العنف بعد يوم من مقتل طفل أسود آخر من أصول أفريقية بنيران رجال الشرطة في ولاية أوهايو، عندما كان يلهو بمسدس «لعبة» يطلق الكرات اشتبهوا بأنه سلاح حقيقي، رغم أن الطفل تمير رايس، لم يصدر عنه أي تهديدات لفظية ضد عناصر الشرطة أو يصوب المسدس نحوهم، بحسب نائب رئيس شرطة كليفلاند، إد تومبا.وفور الإعلان عن الحكم في قضية براون الذي أصدرته هيئة محلفين، اندلعت أعمال العنف في المدينة فيما نزل آلاف الأمريكيين في عدة مدن أمريكية من سياتل إلى نيويورك مروراً بشيكاغو ولوس أنجليس إلى الشوارع للتنديد «بالعنصرية». وفي فرغسون حيث سبق أن تسبب مقتل الشاب مايكل براون «18 عاماً» بست رصاصات أطلقها الشرطي، باضطرابات خطيرة، جرت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن أمام مركز للشرطة أولاً ثم توسعت إلى أنحاء أخرى في المدينة. وقامت الشرطة بحملة اعتقالات بتهمة التجمهر غير المشروع والإحراق والنهب، بينما استخدمت القنابل المسيلة للدموع وقنابل الصوت لتفريق المتظاهرين. وأغلقت المدارس في المدينة، كما أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية تقييداً مؤقتاً للرحلات الجوية فوق فرغسون بسبب الاحتجاجات العنيفة. وبدأت أعمال العنف منذ إعلان القرار القضائي وتعرض الشرطيون إلى حوادث إطلاق نار كثيرة ورشق بالحجارة وغيرها من المقذوفات، فيما كانت النيران مشتعلة في 12 بناية وفق ما أعلن قائد شرطة مقاطعة سانت لويس جون بلمار في مؤتمر صحافي. وقال بلمار إنه أحصى 150 طلقة نارية لكن الشرطة لم ترد ولم يسقط أي قتيل.وبما أن أعمال الشغب استمرت ليلاً طلب حاكم ميزوري جاي نيكسون تعزيزات إضافية من الحرس الوطني لمساعدة الشرطة. وبعد 3 أشهر من المداولات، أعلن مدعي دائرة سانت لويس أن الشرطي دارين ويلسون لن توجه إليه التهم بعدما خلصت هيئة المحلفين إلى أنه تصرف بموجب الدفاع المشروع عن النفس بعد حصول مشادة بينه وبين براون. وقال المدعي روبرت ماكولوخ أمام الصحافيين «ليس هناك من شك بأن الشرطي ويلسون تسبب بموت» مايكل براون متحدثاً عن «وفاة مأساوية». لكن أعضاء هيئة المحلفين الـ12، 9 بيض و3 سود، أجروا تحقيقاً «كاملاً ومعمقاً».وأضاف «لقد خلصوا إلى أنه لا يوجد سبب كاف لإطلاق ملاحقات قضائية ضد الشرطي ويلسون». تابع «واجب هيئة المحلفين هو الفصل بين الوقائع والخيال» مذكراً بأنهم استمعوا إلى 60 شاهداً وتفحصوا مئات الصور واستمعوا إلى إفادات 3 أطباء شرعيين. وقال رجل في أحد شوارع فرغسون «إنه أمر قاموا به على الدوام. أنا في الثالثة والستين من العمر لقد شهدت هذه الأمور في فترة مارتن لوثر كينغ. لم يتغيروا ولن يتغيروا أبداً».من جهتها قالت بات بايلي وهي من سكان سانت لويس إنها كانت تتوقع هذا القرار. وقالت «لقد عشت لفترة كافية لكي أدرك أن الأمريكيين المتحدرين من أصول أفريقية لا يعتبرون كبقية البشر».وبعيد إعلان القرار حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما وكذلك عائلة براون الحشود على الهدوء والشرطة إلى إبداء «ضبط نفس». وأمام البيت الأبيض كان متظاهرون يحملون يافطات تطالب «بالعدالة من أجل مايك براون». وذكر وزير العدل الأمريكي إريك هولدر أن التحقيق الفيدرالي مستمر. وقال «التحقيق مستقل عن التحقيق المحلي منذ البداية وسيبقى كذلك» مؤكداً أن السلطات الفيدرالية تمتنع عن استخلاص «نتائج متسرعة».ودعا أوباما من البيت الأبيض إلى الهدوء وقال «نحن امة تقوم على احترام القانون» طالباً من كل الذين يطعنون في القرار أن يفعلوا ذلك «بطريقة سلمية» مشدداً على أن عائلة مايكل براون نفسها دعت إلى تفادي كل أعمال عنف.وأضاف «يجب أن نفهم هذه المشاكل وأن نرى كيف يجب أن نحقق تقدماً. ولكن هذا لن يتم برمي الزجاجات وتحطيم زجاج السيارات، وبالتأكيد بالتعدي على أي كان». ورداً على سؤال حول إمكانية زيارة منطقة فرغسون، لم يكن أوباما واضحاً في جوابه وقال «لنرى كيف ستتطور الأشياء». وأعربت عائلة الشاب براون عن «خيبة أملها العميقة لكون قاتل ولدنا لن يتحمل نتائج أفعاله» ولكنها دعت إلى الهدوء. وقد أثار مقتل مايكل براون في أغسطس الماضي الجدل مجدداً حول موقف قوات الأمن والعلاقات العرقية في الولايات المتحدة بعد 22 عاماً على قضية رودني كينغ والاضطرابات التي وقعت في لوس أنجليس بعد تبرئة 4 شرطيين بيض صوروا وهم ينهالون بالضرب على الرجل الأسود. وقد قتل مايكل براون الذي لم يكن مسلحاً برصاص دارين ويلسون في أحد شوارع فرغسون في 9 أغسطس الماضي. وقبل 30 دقيقة أظهرت كاميرا مراقبة الشاب وهو يسرق علبة سيجار.وقال شهود إنه كان قد رفع يديه حين أطلق الشرطي النار. لكن بحسب المدعي فإن عدة شهود عيان نقضوا هذه الرواية أمام هيئة المحلفين. وأعلن المدعي أن عناصر التحقيق التي درستها هيئة المحلفين ستنشر بكاملها تقريباً. وعمت التظاهرات عدة مدن أمريكية بعد إعلان قرار هيئة المحلفين.وتوجه مئات المتظاهرين إلى ساحة تايمز سكوير في نيوروك حاملين لافتات سوداء كتب عليها «العنصرية تقتل» و«لن نبقى صامتين» وتندد بـ«عنصرية الشرطة». وردد المحتجون «لا عدالة لا سلام» فيما شبه البعض الشرطة بمنظمة «كو كلاكس كلان» ووجهوا إليها شتائم. وصاحت امرأة عبر مكبر للصوت موجهة حديثها إلى ضباط شرطة مجهزين بمعدات مكافحة الشغب «قتلة.. أنتم لستم إلا قتلة». وتجمع المتظاهرون أيضاً في ساحة يونيون سكوير إلى جنوب مانهاتن فيما قررت مجموعة ثالثة من المحتجين التوجه إلى هارلم سيراً على الأقدام فتقدمت في الجادة السابعة خلف لافتة تطالب بـ«العدالة من أجل مايكل براون». وفي واشنطن تجمع بضع مئات من المحتجين أمام البيت الأبيض، ورفعوا لافتات كتب عليها «أوقفوا ترهيب الشرطة العنصري» و«حياة السود لها أهمية» في البيت الأبيض الذي رأى الموكب يتوجه نحو مبنى الكابيتول.كذلك جرت تظاهرات في بوسطن وفيلادلفيا ودنفر وسياتل وكذلك في شيكاغو وسولت ليك سيتي. وفي أوكلاند بولاية كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة، قام ألفا شخص بحسب شبكة سي بي إس بقطع طريق سريع ما أدى إلى «العديد» من الاعتقالات، بحسب صحيفة «سان فرانسيسكو كرونيكلز».وفي لوس أنجليس حاول متظاهرون عبثاً سلوك الطرقات العامة لكن الشرطة منعتهم من ذلك وتظاهر 200 شخص في الأحياء الجنوبية حيث غالبية السكان من السود.