شارك في تأسيس «صحيفة القافلة» منذ العام 1952 حتى 1954 أخرج رواية تمثيلية تاريخية مقتبسة من «أهل الكهف» للكاتب توفيق الحكيمولد في المنامة بالبحرين ثم سافر إلى العراق مع والدته وتعلم بمدارسها حتى 1930 عاد إلى البحرين مُهتماً بالثقافة وراح يقرأ الكثير من المجلات والصحف العربية عُين مُدرساً في مدرسة البديع عام 1943 وأسس «فرقة الشباب» في العام نفسهبعد غياب عشر سنوات عاد للبحرين والتحق بمدرسة الصناعةعام 1954 عُين مديراً لمدرسة عالي الابتدائية كما عمل مديراً بمدرسة الجسرةدرّس جلالة الملك المفدى عندما كان مُديراً لمدرسة الجسرة للبنينتلميذه غازي القصيبي قال إن أحمد يتيم وراء تأثره وحبه للكتابة في مجال الروايةأخرج أحمد يتيم اسكتش «ابن فلاح» الذي عرض بمسرح حديقة الأندلس بالقضيبيةكتب - علي الشرقاوي: في الكثير من الأحيان، وأنت تتابع سيرة إحدى الشخصيات المؤثرة بالساحة الثقافية أو الاجتماعية أو السياسية لا ترى له الكثير من اللقاءات أو الحوارات، ومن هذه الشخصيات الزاهدة، الكاتب والإذاعي أحمد يتيم، والذي أثرت قصصه الإذاعية على حياتنا الثقافية والاجتماعية، وحسناً فعلت هيئة شؤون الإعلام حينما كلفت الباحث بشار الحادي للكتابة عن تجربة الكاتب والإذاعي أحمد يتيم، فهو أحد الشخصيات المتميزة على صعيد الصحافة والمسرح والإذاعة، كما أنه أحد مؤسسي «فرقة الشباب» عام 1943م، والتي قامت بتمثيل الروايات التاريخية والدينية، ومن أشهر الروايات التي مثلتها رواية «أهل الكهف» التي ألفها توفيق الحكيم، كما أنه أحد مؤسسي «جمعية التمثيل» بالمدرسة الشرقية عام 1948م، والتي كان يشرف عليها ويتولى تدريب الطلاب على تمثيل الروايات والقصص المسرحية، كما أنه أحد مؤسسي «صحيفة القافلة» منذ عام 1952م حتى عام 1954م، وكنت أراه في أواخر الخمسينات يسير وحيداً، وكنت أتساءل بيني وبين نفسي لماذا هذا الإنسان يسير وحيداً، ومن الآخرين عرفت أنه أحمد يتيم الذي يقدم قصة الأسبوع بإذاعة البحرين، وكنت من المتابعين له، في دكان يوسفوه العمي «يوسف قاسم محمود»، والذي كان شريك أخي حسين في الدكان، وكان أول مقر لفريق الناشئين المقابل لجدار مدرسة عائشة أم المؤمنين للبنات في فريج الفاضل. الولادة والدراسة يقول الباحث بشار الحادي، إنه هناك اختلاف في تحديد سنة مولد أحمد يتيم، فقد ذكرت صحيفة «أخبار الخليج»، في تأبين أحمد يتيم، في عددها رقم 36 الصادر بتاريخ الجمعة 12 مارس 1976م، أن سنة مولد أحمد يتيم هي 1922م، أما خالد البسام، فذكر أن مولده كان عام 1921م، ولا أدري أيهما أصح، وذلك لعدم وجود مرجع موثق لذلك.ويضيف الحادي أن أحمد محمد يتيم ولد في المنامة بالبحرين، ودرس بها دراسته الأولية، ثم سافر للعراق مع والدته، واستقر بها وتعلم في مدارسها، وذلك حتى عام 1930م، فأخذه والده محمد يتيم معه إلى البحرين وبقي بها لفترة، لكن يظهر أن الوضع في البحرين لم يعجبه، حيث إن والده دائم الأسفار بالكويت، وفي سوريا، فرجع للعراق حيث تقيم والدته، وأكمل دراسته بمدارسها، لكن تلك السنوات القليلة قد غيرت حياته كلياً، فقد عاد إلى البحرين مهتماً بالثقافة وراح يقرأ الكثير من المجلات والصحف العربية التي أطلع عليها بالعراق، أثناء بقائه فيها ثم عاد للبحرين عام 1939م، بعد غياب دام حوالي عشر سنوات عنها، والتحق بمدرسة الصناعة.وفي عام 1943م، عين مدرساً بمدرسة البديع، كما أسس «فرقة الشباب» في نفس العام، وهي الفرقة التي تقوم بتمثيل الروايات التاريخية والدينية، ومن أشهر الروايات التي أخرجتها رواية «أهل الكهف» التي ألفها توفيق الحكيم، وأخرجها أحمد يتيم، والرواية تعتبر التجربة الأولى معه في مجال الإخراج المسرحي، والتي لاقت نجاحاً كبيراً.بعد فترة نقل أحمد يتيم إلى المنامة حيث المدرسة الشرقية، وأسس بها «جمعية التمثيل» والتي كان يشرف عليها ويتولى تدريب الطلاب على تمثيل الروايات والقصص المسرحية، وفي عام 1954م عين مديراً لمدرسة عالي الابتدائية، كما عمل بعدها مديراً بمدرسة الجسرة.وورد في «جريدة البحرين»، لعبدالله الزائد، إشارة إلى الرواية المسرحية التي قام بإخراجها أحمد يتيم في سبتمبر 1943، يقول الخبر في عنوانه «تمثيل رواية أهل الكهف»، وفي تفاصيله «تقدم لكم «فرقة الشباب» مقتبس رواية تمثيلية تاريخية دينية كبرى عنوانها «أهل الكهف» بقلم توفيق الحكيم، وإخراج الشاب أحمد يتيم ، وذلك مساء الجمعة الموافق 2 شوال 1362هـ 1 أكتوبر 1943م تذاع عليكم من دار الإذاعة في الساعة الثامنة إلا عشر دقائق إفرنجي حسب توقيت البحرين فنلفت الأنظار إليها».في مدرسة البديعوكان لأحمد يتيم الكثير من التلاميذ الذين درسهم وتعلموا على يديه، بمدارس: البديع، والشرقية بالمنامة، وعالي، والجسرة، ومن أبرزهم: جلالة الملك المفدى، ويشير نجله محمد أحمد يتيم إلى أن والده كان يدرس جلالة الملك المفدى، وذلك وقت أن كان يتيم مدير الجسرة للبنين، كذلك تعلم على يد أحمد يتيم: وزير العمل والسفير سابقاً والأديب غازي القصيبي، فقد أشار إلى ذلك في إحدى المقابلات التي أجريت معه، وكذلك الطبيب حسن بن محمد فخرو، وأحمد بن سلمان كمال الكاتب والصحفي ورئيس تحرير أخبار الخليج ومدير إذاعة البحرين سابقاً وغيرهم.ويشير تلميذه غازي بن عبدالرحمن القصيبي في حوار أُجري معه بتاريخ 8/12/2006م إلى أن سبب تأثره وحبه للكتابة في مجال الرواية هو تأثره بأستاذه المرحوم أحمد يتيم، الذي كان يدرسه مادة اسمها «القصص» إضافة إلى ذلك، فقد وصف الأستاذ القصيبي أستاذه بـ»المدرس النادر» حيث يشير إلى أنه كان يحول المادة إلى جولة مثيرة في روائع الأدب العربي والعالمي، مبسطة بما يتناسب مع عقلية الأطفال، ومروية بما يشبه التمثيل، وكان ممثلاً بارعاً، وورد في الحوار الذي أجري معه: «سوف أقص عليك أشياء قد تجد فيها الجواب، أو جزءاً منه، أيام طفولتي، بالمدرسة الابتدائية بالمنامة، كانت هناك مادة اسمها «القصص»، وكان هناك مدرس نادر، هو أحمد يتيم -رحمه الله-، وكان هذا المدرس يحول المادة إلى جولة مثيرة في روائع الأدب العربي والعالمي، مبسطة بما يتناسب مع عقلية الأطفال، ومروية بما يشبه التمثيل «وكان ممثلاً بارعاً» في الثامنة، أو نحوها، دخلت عالم القصص، ولا أحسبني غادرته إلى الآن».أما تلميذه الدكتور حسن بن محمد فخرو، فيشير في لقاء أجري معه بأنه عندما التحق بالمدرسة الشرقية، فقد درس على يد أحمد يتيم الذي وصفه بأنه «أحب المعلمين إلى الطلاب»، وأنه «كان ينعم بثقافة واسعة تشع من ذهنه المتوقد أثناء التدريس» ورد في الحوار الذي أجري معه: «أما حسن محمد فخرو فقد انتقل من المحرق إلى القضيبية ليلتحق بالمدرسة الشرقية على أيام أن كان مديرها المربي الفاضل حسن جواد الجشي ثم الأستاذ الأتاسي وسكرتيرها المرحوم خليل زباري. ويتذكر حسن فخرو أن أحب المعلمين إلى الطلاب كان المرحوم أحمد يتيم الذي كان ينعم بثقافة واسعة تشع من ذهنه المتوقد أثناء التدريس». وقال عنه تلميذه حسن سلمان كمال: «أحمد يتيم ونحن طلاب في الروضة وأوائل الابتدائي كان يدرسنا الأناشيد والقصص، يدخل الفصل وبيده كراسته ومنديله الذي لا يفارقه، فهو يعرق بكثرة، ويبدأ في القصة مباشرة بمقدمة تشد الأسماع، ونبقى منصتين له طيلة الحصة مأخوذين بأسلوبه في السرد، وكان يأتي بقصة جديدة في كل حصة.. وكان مدرساً نشطاً، فهو يقوم بتدريب الطلاب على التمثيليات المدرسية التي كان يختارها، ويشارك في تصميم ديكورات المسرح، وله دور في الرحلات المدرسية التي يقوم بها الطلبة أيام الجمع، حيث يلتقون حوله تحت طلال الأشجار يستمعون لحكاياته المشوقة ونوادره المختلفة، وكنا نحبه ونحترمه ونسعد إن لاقيناه في طريقنا، بعد أن كبرنا وتخرجنا من المدرسة».يتيم والمسرح البحريني ويشير الباحث الحادي، إلى أنه «من شخصيات الأندية المسرحية، نذكر الكاتب المسرحي البحريني أحمد يتيم الذي كان عضواً بارزاً في النهضة المسرحية البحرينية، حيث عمل في المسرح المدرسي، والمسرح الجماهيري، والمسرح الإذاعي». وفي عام 1952م، أوفد أحمد يتيم إلى بيروت للدراسة، وفي نفس العام أصدر أحمد يتيم «جريدة القافلة» بالتعاون مع كل من علي سيار، ومحمود المردي، ويوسف الشيراوي، وناصر بوحميد يشير الأستاذ منصور سرحان في كتابه «الصحافة في البحرين رصد الصحف المتوقفة والجارية» إليها بقوله:»القافلة 1952 – 1954: جريدة أسبوعية جامعة صدرت مرة كل أسبوعين وكانت تطبع في مطابع دار المؤيد في البلاد. صدر عددها الأول في 19 صفر 1372هـ الموافق 7 نوفمبر 1952م في قطع تابوليد (29 × 43 سم) وتغيرت ابتداء من عددها الثاني الصادر في 21 نوفمبر 1952م فأصبحت بالقطع العادي (43 × 58 سم) وكان عدد صفحاتها أربع صفحات على ورق صحف عادي، علماً بأن العدد الأول جاء في 8 صفحات». وأخذت ملامح التطوير ترتسم على صفحات الجريدة بدءاً من العدد السادس الصادر في 17 يناير 1953م. فقد شمل التطوير ترويستها وعناوين أبوابها الثابتة، حيث استخدمت خلفيات سوداء وإطارات مزخرفة، وزاد عدد صفحاتها إلى ست صفحات خالية من الصور عدا بعض الإعلانات القليلة. وجاء في ترويسة العدد التاسع الصادر في 17 إبريل 1953م العبارة التالية: «جريدة أسبوعية جامعة تصدر مؤقتاً مرة كل أسبوعين». وتم استخدام الصور لأول مرة في عددها التاسع، ثم توالى استخدامها للصور بكثرة حتى أنها أصدرت في العدد 15 عدداً خاصاً مصوراً بمناسبة عودة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين آنذاك من لندن حيث شارك في حضور احتفال تتويج الملكة إليزابيت. أما عدد صفحاتها فهو غير ثابت، فقد بدأت بأربع صفحات، ثم زادت إلى ست صفحات بدءاً من العدد السادس وإلى عشر صفحات في العدد 28 الصادر في 4 فبراير 1954م. وبعد ذلك أخذ عدد صفحات الجريدة تتراوح بين 10 صفحات و12 صفحة. ثمن الجريدة ست آناتوذكر في العدد الأول للجريدة، أن الثمن ست آنات، وقيمة الاشتراك السنوي في الداخل أربع روبيات، وفي الخارج نصف جنيه استرليني. وقد زادت قيمة الاشتراك بدءاً من العدد السادس الصادر في 17 يناير 1953م فأصبح 8 روبيات في الداخل، وجنيهاً استرلينياً في الخارج. صدرت الجريدة على شكل شركة مساهمة مكونة من أحمد يتيم، وعلي سيار، ومحمود المردي، ويوسف الشيراوي، وناصر بوحميد. وأشارت ترويسة الجريدة إلى أن أحمد محمد يتيم المدير المسؤول، وعلي سيار سكرتير التحرير.وكتب افتتاحية العدد الأول محمود المردي الذي بين في افتتاحيته توجهات الجريدة مركزاً وجوب الوحدة الوطنية قائلاً: في غمرة الحوادث وصخب الهزات الاجتماعية التي انتابت العالم العربي والإسلامي يقف شباب البحرين متفقداً سبيله إلى الفجر الجديد متطلعاً بالثمالة من قواه التي أبقتها له أعاصير الألم إلى انتفاضة تعيد له الثقة بكيانه وتحرره وتربط رواسب العز في أعماقه بالطافح من مهانة العصر وانحلال الحاضر.. والطريق أمام أولئك الساعين الدائبين، وهم قلة، وعرة وشائكة يزيد من وعورتها الشوائب الراسبة في نفوس بعض أبناء هذا الشعب والتي تأبى أن تماشي التطور وتساير العصر فتفضل البقاء في جمود عصورنا المظلمة ورجعيتنا العتيقة.. والقافلة هي رمز الاتصال المتواتر بين السابق واللاحق، قد أنشئت لتحقيق هذه الانتفاضة وتصل الماضي بالحاضر لتخلق فيه مزيجاً يتقبله روح الحوادث الحالية في الشرق وانتفاضة الوعي فيه.. وقد اخترنا هذا الاسم لما يختلج بين طياته من معان وما يكتنفه من ظلال تتمثل فيها الحياة عند العرب وصلة الوصل بين أقطار الإمبراطورية الإسلامية، وهي علاوة على كونها رمزاً للاتصال المادي فإن فيها معنى روحياً عميقاً ما أحوجنا اليوم إلى تفهمه فيه معنى الاتحاد والتضامن بين أفراد هذه القافلة التي لا يستطيع فرد منها أن يتنكب الطريق ويخرج على المجموع وإلا ضل السبيل وتلقفته شواظ الصحراء ونارها لتفقده الصلة بهذا الوجود الحي..وما أحوجنا اليوم -كحاجتنا في كل عصر- إلى السير متضامنين متحدين متآخين نحو أهدافنا لنصل بالقافلة إلى مستقرها، ونبلغ بها الشاطئ المأمون.. وما أحوجنا أن نحرص على هذا التآخي والتضامن بين أفراد هذه القافلة بكل ما نملك من قوة وسعي فنضرب على أيدي العابثين بوحدتها، ونجند قوانا وإمكانياتنا لصيانة هذه الوحدة بكل ما أوتينا من قوة وعزم. واختتم المردي افتتاحيته بقوله: بقي أن أول لقارئنا الكريم بأن هذه الجريدة قد أنشئت لتكون منبراً حراً لآرائه وخطراته ونقداته. ولسنا نقتصر في إعطاء هذا الحق لقارئنا البحريني فحسب بل تتعداه إلى جميع قرائنا في البلاد العربية فما نحن فيها إلا حلقة في سلسلة متصلة مترابطة تكون في مجموعها القافلة.القافلة تسير مع القراءوانصب اهتمام الجريدة، على توعية الشعب البحريني عن طريق الأخبار والقضايا التي كانت تطرحها للمناقشة وتهم المواطن، كما اهتمت الجريدة بمتابعة أخبار الوطن العربي، وكانت تعتمد على المقال السياسي والاجتماعي مع وجود أبواب ثابتة منها: القافلة تسير، مع القراء، كما كان للجريدة عدة أبواب غير ثابتة أضيفت إليها ابتداء من العدد السادس، وكرست الجريدة اهتمامها بالدعوة إلى نبذ الطائفية، وكان لها دور بارز في تأييد فكرة إنشاء ناد للسيدات، ومؤازرة الصحف الوطنية وتبني قضاياها، ومن ذلك مؤازرتها لمجلة «صوت البحرين» في موقفها من شركة بابكو وامتناعها عن نشر إعلانات لهذه الشركة، واستمرت الجريدة تصدر مرة كل أسبوعين رغم ما جاء في ترويستها بأنها جريدة أسبوعية جامعة. وجاء تعليل رئيس تحريرها في العدد الأول بقوله: حاولنا عبثاً أن نرتب إصدارها أسبوعياً ابتداءاً من العدد الأول ولكن إمكانية الطبع في الوقت الحاضر حالت دون ذلك، ونعاهدك أننا سنحقق ذلك في المستقبل القريب، ويرى هلال الشايجي أسباباً أخرى حالت دون صدور الجريدة مرة في الأسبوع فهو يرى صدورها أسبوعياً يحتاج إلى بذل الجهد ومواصلة العمل وهو الشيء الذي لم يكن موجوداً عند القائمين عليها. وحصر الأسباب التي أدت بالقافلة إلى الصدور مرة كل أسبوعين في أمرين هما: الأول عدم تفرغ القائمين عليها لشؤون التحرير الصحفي، فعلي سيار رئيس تحريرها كان يعمل في مطبعة المؤيد، ومحمود المردي كان يعمل في خارج البحرين، إضافة إلى قلة المحررين وعدم استمرارهم في مكاتبة الجريدة، فالمشكلة تنحصر في التحرير إذن، والثاني: إن الجهة المسؤولة عن إصدار التراخيص حالت دون صدورها مرة في الأسبوع، بعد أن تفرغ رئيس تحريرها للقيام بها فقد جاء أن الحكومة غير مستعدة لمنح الجريدة تصريحاً يخول لأصحابها أن يصدروها مرة كل أسبوع. وكانت الجريدة تنشر مقالات تمنعها الرقابة فتترك مساحتها بيضاء في حين يبقى العنوان موحياً بمضمون المقالة. وكانت الجريدة تعد من الصحف المعارضة للسياسة الداخلية في ظل الحماية. وتم إيقافها عن الصدور في نوفمبر سنة 1954م أي بعد سنتين من بداية صدورها. فاستصدر القائمون عليها امتيازاً آخر باسم الوطن».وظيفة حكومية وخاصةولم يستمر أحمد يتيم طويلاً في تحرير صحيفة «القافلة»، حيث تم الضغط عليه من دائرة المعارف آنذاك لترك الصحيفة، بحجة عدم جواز الجمع بين وظيفة حكومية وخاصة، ومعلوم ما كانت تشكله صحيفة «القافلة» من معارضة في وجه المستعمر، وبالتالي فلم يستطع أحمد يتيم مواصلة المشوار وترك الصحيفة لـ علي سيار، الذي تحمل ذلك العب الثقيل لوحده، يشير إلى شيء من ذلك علي سيار في حوار أجريته معه، فيقول: «أتذكر أننا عندما كنا نجتمع لتأسيس جريدة القافلة كنا نجتمع في منزل أحمد يتيم وذلك لكوني أعمل في المنامة، ومحمود المردي كذلك يعمل في المنامة، أما منزل أحمد يتيم فكان في فريج الفاضل، لكنه ويا للأسف لم يستطع الاستمرار في الجريدة كثيراً، حيث تم الضغط عليه من قبل دائرة المعارف آنذاك «وزارة التربية والتعليم لترك الصحيفة، وبالتالي فقد قام بترك صحيفة القافلة واستمريت -علي سيار- وحدي في المسير وفي إدارة الصحيفة إلى أن توقفت عن الصدور، ثم صدرت بعد ذلك باسم الوطن.الصوت في الفضاء ويقول الحادي إن أحمد يتيم التحق بإذاعة البحرين بدوام جزئي وذلك في عام 1956م وقام إلى جانب بعض رفاقه بتأسيس «فرقة التمثيل» بإذاعة البحرين كما تولى رئاستها، والتي كان فيها عدد من الممثلين من أشهرهم: عيسى صالح عبدالرزاق القحطاني، ومحمد صالح عبدالرزاق القحطاني، وحسين غلوم شرفي، إضافة إلى إبراهيم علي كانو. ويقول محمد صالح القحطاني: «وكنا مع الأخ أحمد يتيم رحمه الله رئيس فرقة التمثيل بالإذاعة نتناوب أسبوعياً على تقديم التمثيليات الإذاعية وبصورة منتظمة، رغم ندرة النصوص آنذاك وقلة الممثلين، إلا أن إصرارنا وحبنا للتمثيل جعلنا نذلل الكثير من الصعاب».20 عاماً في الإذاعةأما البرامج التي قدمها أحمد يتيم في إذاعة البحرين فهي عدة برامج بدأت بعام 1957م، ولم يكن حينها تفرغ للإذاعة، بل كان يحضر بدوام جزئي ويقوم بالتدريس بالمدرسة، وفي عام 1964م التحق بالإذاعة بشكل رسمي وقدم برامج عديدة وقد انتهى إنتاجه بعام 1976م أي أنه قد قضى حوالي 20 عاماً في إذاعة البحرين منذ دخولها أول مرة، وقدم ضمنها عدة برامج منها: برنامج «موكب الخالدين»، و»تمثيلية على حلقات»، و»من كل قطر أغنية»، و»في دنيا العلم والاختراع»، وهو برنامج يخبر فيه عن العلم وعن بعض المخترعات التي يستفاد منها في الأعمال البيتية وما إليها. كذلك قدم برنامج «حكايات وطرائف»، وبرنامج «بساط الريح»، يتحدث فيه عن بلدان العالم وعادات الشعوب وتقاليدها وتقوم مذيعة بمساعدته في تقديم مادة البرنامج، ومن برامجه أيضاً «ركن المرأة» و»شهرزاد» و»تمثيلية الفداء»، ومسرحية «السد الأخير» و»تمثيلية عبد يحرر حراً!» و»نافذة على التاريخ» ومسلسل «كفاح طبيب» ومسلسل «وا إسلاماه»، و»قصة البؤساء» المأخوذة عن الرائعة العالمية لفكتور فيجو إلى غير ذلك. أما الاسكتشات المسرحية - وهي عبارة عن نشاط حركي كوميدي يقوم به الممثل في مقدمة الصف، ويؤدي حركة أو مجموع حركات يحاول عن طريقها التعبير عن مفردة أو جملة بسيطة وفي المقابل يحاول الجمهور استنتاج الفكرة التي يحاول إيصالها إليهم عن طريق التمثيل الصامت - ومن الاسكتشات التي أخرجها أحمد يتيم اسكتش «ابن فلاح» حيث كان العرض في مسرح حديقة الأندلس بالقضيبية، واشترك فيه حسين شرفي في التمثيل، أما الاسكتش فمن تأليف أحمد كمال.