عواصم - (وكالات): دارت معارك عنيفة في مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا شملت للمرة الأولى منطقة المعبر الذي يصل المدينة الكردية بتركيا، في الوقت الذي دارت فيه معارك ضارية جنوب مدينة الرمادي التي استولى عناصــر «داعـــش» علـــى بعـــض أحيائها، بينما رأت دمشق أن غارات التحالف الدولي لم تضعف التنظيم المتطرف بسوريا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن انتحاريين من تنظيم الدولة الإسلامية يقود أحدهما سيارة مفخخة فجرا نفسيها «في منطقة المعبر الحدودي بين كوباني وتركيا ثم اندلعت اشتباكات عنيفة مع مقاتلي وحدات حماية الشعب» الكردية. وأضاف «هذه المرة الأولى التي تدور فيها معارك بين الجانبين عند المعبر». من جهته، قال مسؤول محلي في كوباني إن «تنظيم الدولة الإسلامية صعد هجماته في محيط المعبر، ووقعت هجمات عنيفة فجراً قرب هذا المعبر الذي لا يزال تحت سيطرة وحدات حماية الشعب».وأكدت هيئة الأركان التركية في بيان وقوع تفجير بسيارة مفخخة عند المعبر، نافية في الوقت ذاته أن تكون السيارة قد عبرت من الأراضي التركية نحو عين العرب المعروفة باسم كوباني بالكردية كما ذكرت وسائل إعلام كردية.وإلـــى جانــب أحــداث المعبـر، ذكر المرصــد الســـــوري أن «معـــــارك طاحنـــة» دارت جنـــوب ووســـط المدينة وعند أطرافها الشمالية شملت تفجير مقاتلين جهاديين نفسيهما، في ظل عمليات قصف من قبل تنظيم الدولة الإسلامية شملت إطلاق أكثر من 100 قذيفة على مواقع للأكراد.وبدأ تنظيم الدولة الإسلامية زحفه على عين العرب سبتمبر الماضي وتمكن من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في محيطها، وصولاً إلى دخولها في أكتوبر الماضي واحتلال أكثر من نصف المدينة التي تتراوح مساحتها 6 كلم مربع. إلا أن تدخل الطيران التابع للائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي شن غارتين جديدتين على كوباني، ودخول مقاتلين من الجيش الحر وقوات البشمركة العراقية إلى المدينة للمساندة، أوقفت تقدم التنظيم الجهادي المتطرف. وفي هذا السياق، رأى وزير الخارجية السوري وليد المعلم في لقاءين صحافيين أن غارات التحالف الدولي على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية لم تضعف المجموعة الجهادية المتطرفة في سوريا.وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قتل في الغارات منذ بدئها وحتى الآن 963 شخصاً هم 838 من مقاتلي التنظيم، و72 من مقاتلي جبهة النصرة «الفرع السوري لتنظيم القاعدة» و52 مدنياً، ومقاتلاً إسلاميا آخر.من جهة أخرى، قال المعلم لقناة «المنار» التابعة لحزب الله الشيعي اللبناني عقب زيارته الأخيرة إلى روسيا حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين «خرجنا بنتائج مرضية بين الطرفين أبرزها إيجاد آلية لوضع أسس الحوار وأهدافه وللمضي قدماً فيه»، في إشارة إلى حوار بين السلطة في دمشق والمعارضة.وأضاف «الجانب الروسي يريد الحوار مع المعارضة الوطنية، بمعنى حوار سوري سوري بعيداً عن أي تدخل خارجي، وهو ما نصبو إليه، لكن العملية قد تحتاج إلى مزيد من الوقت وإلى إعادة نظر من قبل مجموعات المعارضة بمواقفها الجامدة السابقة إذا كانت جادة في إيصال الحوار إلى نتائجه المرجوة».وتتمسك المعارضة بطلب إقصاء الأسد عن السلطة، وهو ما يرفضه النظام رفضاً قاطعاً.