عواصم - (وكالات): أعلنت قيادة شرطة سانت لويس في تغريدة أن الشرطة أوقفت 15 شخصاً أمس الأول في فرغسون التي شهدت تظاهرات جديدة احتجاجاً على إسقاط التهمة الموجهة إلى الشرطي الأبيض دارين ويلسون الذي قتل الشاب الأسود الأعزل مايكل براون بالرصاص في أغسطس الماضي في الضاحية الواقعة بالمدينة في ولاية ميزوري وسط الولايات المتحدة. واعتقلت الشرطة الأمريكية مئات المتظاهرين على خلفية أحداث فرغسون كما استخدمت قنابل الغاز المسيلة للدموع وقنابل الصوت لتفريق المحتجين.وجرت الاعتقالات بعدما أجبر متظاهرون مركزاً تجارياً في سانت لويس على إغلاق أبوابه لساعتين في أوج موسم التنزيلات، لإلزامه بالمقاطعة في ذكرى مقتل الشاب الأسود. وقامت الشرطة بهذه الاعتقالات بعدما رفض متظاهرون التفرق كما طلب منهم حسبما ذكر المصدر نفسه الذي أوضح أن المتظاهرين كانوا «مسالمين» بشكل عام. وقالت إن «شرطة فرغسون طلبت من المتظاهرين الانسحاب من الشوارع. وبعضهم تجاهل التحذيرات وتم توقيفهم». وقالت تغريدة ثانية «تأكيد توقيف 15 شخصاً في فرغسون».وإن كانت التظاهرات الجديدة سلمية شهدت فرغسون ومدن أمريكية أخرى تظاهرات عنيفة منذ أن قررت هيئة محلفين في ميزوري الإثنين الماضي إسقاط التهم عن الشرطي الأبيض دارين ويلسون الذي قتل الشاب الأسود الأعزل مايكل براون «18 عاماً» في أغسطس الماضي في فرغسون.ورأت هيئة المحلفين أنه ليس هناك عناصر كافية لإحالة ويلسون للمحاكمة.وردد المتظاهرون وبينهم فتية ظلوا ساعة في مركز التسوق «أوقفوا التسوق وانضموا إلى تحركنا».وتمدد 100 متظاهر على الأرض وكأنهم جثث هامدة لمدة 40 دقيقة للتذكير بالساعات الأربع التي بقيت فيها جثة مايكل براون في الشارع بعد قتله بالرصاص. وتخوفاً من حصول تجاوزات أغلقت بعض المحال التجارية أبوابها في المركز التجاري. وفي نيويورك اعتقل عدد من الأشخاص بعد أن تظاهروا داخل متجر مايسي في قلب مانهاتن الذي يعج عادة بالمتسوقين بمناسبة عيد الشكر. وفي أوكلاند بكاليفورنيا أغلق المتظاهرون محطة للقطارات تؤمن رحلات إلى سان فرانسيسكو لمدة ساعتين. وقد تأججت مأساة فرغسون من جراء مقتل صبي أسود في الثانية عشرة من عمره السبت الماضي في كليفلاند بولاية أوهايو برصاص شرطي، بينما كان يلهو بسلاح زائف. فقد أطلق عليه الشرطي النار بعد ثوان على وصوله، كما تبين من شريط فيديو بثته الشرطة.وأعلنت شرطة منطقة سانت لويس أنها تبحث عن بندقية هجومية من نوع آي آر 15 سرقت من إحدى سياراتها خلال تظاهرات الإثنين الماضي، كما ذكرت الصحافة المحلية. وخفف من غضب سكان فرغسون عدد من المشاهير منهم نجم الهيب هوب راسل سايمونز، الذين أيدوا دعوة إلى مقاطعة «الجمعة الأسود» وهو اليوم السنوي للمبيعات في المتاجر غداة عيد الشكر، للاحتجاج على تبرئة الشرطي. ومساء الثلاثاء الماضي، تظاهر آلاف الأشخاص في 170 مدينة في الولايات المتحدة للمطالبة بإنصاف مايكل براون. وكانت هذه التظاهرات سلمية بالأجمال لكن الشرطة في لوس انجلوس اعتقلت أكثر من 180 شخصاً أغلقوا طريقاً سريعاً. واعتقل أيضاً عشرات الأشخاص في نيويورك. وأدت التظاهرات المشحونة بالتوتر العرقي إلى زيادة استثنائية لمبيعات الأسلحة إلى أشخاص من البيض خصوصاً في أحد أبرز مراكز الرماية في البلاد قرب المدينة الأمريكية الصغيرة. وفي مركز «اولتيمايت ديفانس فايرينغ رانج اند ترايننغ سنتر» في سانت بيتر قرب سانت لويس بولاية ميزوري، بات عدد قطع الأسلحة التي تباع يومياً يتراوح بين 20 و30، في مقابل 3 إلى 5 قطع يومياً في السابق. وأتت أعمال العنف في فرغسون بعد يوم من مقتل طفل أسود آخر من أصول أفريقية بنيران رجال الشرطة في ولاية أوهايو، عندما كان يلهو بمسدس «لعبة» يطلق الكرات اشتبهوا بأنه سلاح حقيقي، رغم أن الطفل تمير رايس، لم يصدر عنه أي تهديدات لفظية ضد عناصر الشرطة أو يصوب المسدس نحوهم، بحسب نائب رئيس شرطة كليفلاند، إد تومبا. من جانبها، دعت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب الولايات المتحدة للتحقيق بشكل كامل واتخاذ إجراءات قانونية ضد بطش الشرطة وإطلاق النار على شبان سود عزل وعدم استخدام مسدسات الصعق الكهربائي إلا في المواقف التي تمثل خطراً على الحياة.