كتبت - عايدة البلوشي: في وقت يشكو فيه مواطنون من تفاوت أسعار رياض الأطفال، «رغم أنه لا اختلاف ظاهر بين الرياض من حيث الخدمات المقدمة»، يرجع بعض أصحاب الرياض، هذه الزيادة إلى رسوم الإيجارات ومتطلبات التعليم، ورغبة الرياض في تجويد الخدمات المقدمة، خصوصاً مع اشتراطات وزارة التربية وتشددها في هذا المجال. وزارة التربية أكدت لـ «الوطن» أنها استحدثت لجنة خاصة بدراسة تعديل الرسوم التي تطلبها رياض الأطفال، بحيث يتم التأكد من توفر الشروط والمعايير التي تعزز الطلب، ومنها زيادة الرسوم بنسبة مناسبة، وخلال فترات متباعدة، لكنها لفتت الى ان مؤسسات رياض الأطفال تعتبر من القطاع الخاص، ويكفل لها القانون أن تفرض الرسوم الخاصة بها بحسب الخدمة التي تقدمها. يقول ولي أمر علي محمد بهذا الصدد أن رياض الأطفال أصبحت اليوم مقراً للأطفال، فولية الأمر تذهب إلى وظيفتها، آمنة على طفلها في مكان يحتضنه ويعلمه، لكن الرياض مكان آمن للأطفال أكثر مما هي مؤسسات تعليمية. ويضيف: سألت عن أكثر من روضة وقارنت بينها من حيث مستوى المناهج والخدمات المقدمة والأسعار، ووجدت تفاوتاً في الأسعار، ففي منطقة واحدة- على سبيل المثال- تجد روضة بسعر مرتفع وأخرى أقل سعراً، ولو حاولت أن تعرف سبب ارتفاع بعض أسعار الروضات فلن تجد جواباً شافياً. ويتابع ولي الأمر: أدخلت ولدي روضة ذات رسوم (45) دينار شهرياً إلى جانب رسوم التسجيل (45) وملابس البدلة الواحدة (10) لأنها تناسب ظروفي المادية أكثر من غيرها، لكن ما تقدمه الروضة مجرد مناهج تعليمية للأطفال واللغة الإنجليزية. بدورها تقول ولية أمر سمية أحمد: أدخلت ولدي في إحدى الرياض برسوم (65) ورسوم المواصلات (10) ليصل المجموع شهرياً (75) ديناراً، وهناك في الحقيقة ارتفاع في أسعار رياض الأطفال، فإذا كان في العائلة طفلين يصل المبلغ شهرياً (150)، مردفة: اخترت هذه الروضة لقربها من منطقة السكن إلى حد ما، وابن أخي في روضة أخرى برسوم (55) ديناراً!، رغم أنه لا يوجد ما يميز الروضة الثانية عن الأولى سواء من حيث المبنى أو حتى ما يقدم في الصف الدراسي والبرامج الترفيهية. وتضيف: هناك إذن تفاوت في أسعار رياض الأطفال رغم أن الخدمات والمناهج نفسها، لذلك نرجو أن تكون هناك رقابة حقيقة للرياض الأطفال من حيث الأسعار ومستوى السلامة، والحق أني وجدت بشأن سلامة الأطفال، أن الروضة حريصة على الأطفال، لكن مع تداول بعض القصص، بدأت أخشى على ولدي. من جهتها ترجع مديرة مركز براعم الهدى للأطفال ما قبل المدرسة عائشة يعقوب، الاختلاف في أسعار رياض الأطفال إلى عدة عوامل منها رسوم إيجارات المباني والديكور والموقع، وأيضاً المادة المستخدمة، فالمعلم الأجنبي يحتاج إلى راتب أكثر مقارنة بمدرس بمادة اعتيادية أخرى. وتقول يعقوب: إن المركز براعم الهدى تابع لوزارة الشؤون الإسلامية (إدارة القرآن) ويعتني بالأطفال ما قبل المدرسة، فعندما وجدنا فئة الأطفال تحفظ سريعاً فتحنا المركز لتحفيظ القرآن إلى جانب ما يحتاجه الطفل من مهارات أخرى، أرقام، حروف، مفاهيم معرفية الخ. وتبلغ الرسوم لدينا 45 ديناراً شهرياً للطفل وهي لا تغطي قيمة إيجار المبنى الذي يصل شهرياً 1650 ديناراً، ومع هذا الوضع لا يمكن تقليل من أسعار الروضة، في الوقت الذي لا نجد فيه إلى من يقدم لنا الدعم سوى الوزارة التي تساعد برواتب المعلمين الحاصلين على شهادة من مركز الفاتح، بتدفع 80 ديناراً وراتب المعلمة (100) دينار، ويبلغ عدد المعلمين في الفترة الصباحية (8) وكذلك في الفترة المسائية أيضاً. وتؤكد يعقوب: نحن حرصون على تعليم الأطفال وتقديم أفضل الخدمات لهم ونهتم بالجانب التعليمي والقرآن الكريم وأيضاً اللغة الإنجليزية، كذلك نكفل عدد (10) أيتام شهرياً تبرعاً من المركز لأسر الأطفال الذين غير قادرين عن سداد الرسوم والأيتام. أما بشأن الأسر القادرة، فنواجه مشكلة في بعض الأحيان فهناك بعض الأسر لا تلتزم بالدفع رغم أن هناك مرونة في الدفع، حيث أن المركز يتبع نظام التقسيط في بعض الحالات. أما بشأن السلامة، فان الروضة تحرص على سلامة الأطفال وتوفير لهم بيئة امنة.أما مديرة روضة الطفل المحظوظ هدى سهوان فتجد أن التفاوت في أسعار رياض الأطفال يعتمد على جودة الخدمات المقدمة لها والمبنى، مشيرة إلى أن هناك رياض أطفال تعمد إلى تقليل نسبة جودة الخدمات نوعاً ما بتقلل الرسوم الدراسية لتناسب الأسر، وهناك رياض أطفال رسومها الدراسية مرتفعة وهو ما يعود إلى مواصفات وزارة التربية والتعليم التي تطلبها بأن تتوفر في هذه الرياض. وتضيف سهوان: شخصياً لا أجد هذه المواصفات ضرورية مثل الألعاب والحديقة والكاميرات، فإن الهدف من الروضة ليست مجرد جدران ملونة، وإنما تأهيل الطفل لدخول امتحان القبول للمدرسة سواء للمدارس الحكومية أو حتى الخاصة، والطفل اليوم بحاجة إلى تعليم واكتساب مهارات في وقت مبكر وليس كالسابق يتعلم في السادسة من عمره، هذا بلحاظ أن ارتفاع السعر ليس بالضرورة دليلاً على جودة الخدمات، فروضة مثل «الطفل المحظوظ» أسعارها أقل مما هو مسموح، لأن الروضة تقع في منطقة قروية، ومن الصعب على الأهالي ذوي الدخل المحدود سداد الرسوم الدراسية لأبنائهم خصوصاً إذا كان لديهم طفلان، ورسومنا تبلغ 50 ديناراً و55 للتسجيل والقرطاسية. في السياق نفسه تؤكد وزارة التربية أنها إدارة رياض الأطفال تتخذ عدداً من الأمور لمتابعة إجراءات الأمن والسلامة داخل مؤسسات رياض الأطفال، من خلال زيارات المتابعة والتي يتم التأكد فيها من إجراءات الأمن والسلامة التي يجب توافرها في مبنى الروضة على أن تكون في بيئة آمنة بعيدة عن مناطق التلوث، وأن يكون المبنى مطابق لشروط ومواصفات الجهات المعنية الثلاث (إدارة الدفاع المدني وإدارة المرور بوزارة الداخلية وإدارة البلديات في محافظات مملكة البحرين) وأن يكون المبنى مستوفى لشروط الأمن والسلامة.وتوضح بخصوص اشتراطات إدارة الدفاع المدني، أنها تتمثل في وجود خطة سنوية لتدريب الأطفال والعاملين في الروضة على إخلاء المبنى في حالة الطوارئ، وضع نظام جرس إنذار يعمل على الكسر، مصابيح الطوارئ تعمل عند انقطاع التيار الكهربائي، طفايات الحريق اليدوية المثبتة في أماكن في أكثر من موقع مع مراعاة وضع علامات إرشادية تدل على مخارج الطوارئ، ووجود صندوق للإسعافات الأولية في مكتب الإدارة أو غرفة الإسعافات، ووضع حاجز أمان مثبت أمام مدخل الروضة ليفصله عن الشارع العام حفاظاً على سلامة الأطفال، كذلك وضع منحدرات عند المدخل الرئيسي للروضة ومخارج الطوارئ لتسهيل حركة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وضع جهاز للحريق وأخر للإنذار للتنبيه في حالات الحريق والسرقة، وصباغة الجدران بطلاء غير قابل للاشتعال ويسهل تنظيفه، وصيانة المبنى بشكل دوري والتأكد من خلو الجدران والأرضيات من التصدعات والتشققات، والتأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية في المبنى، مع مراعاة تغطية مقابس الكهرباء عن الأطفال، وسلامة أنابيب وخزانات المياه وبخاصة توصيلات مياه المكيفات والتأكد من عدم تسربها في الممرات الفرعية في مبنى الروضة، وسلامة دورات مياه الأطفال ونظافتها والالتزام بالمسافة ما بين الأرض وأبواب مراحيض دورات مياه الأطفال بترك مسافة (15سم)، مع مراعاة عدم وضع أدوات التنظيف في دورات المياه.وبشأن غرف التعليم، يجب أن تتناسب مساحتها مع عدد الأطفال حسب موافقة إدارة رياض الأطفال كما هو موافق عليها في التقرير الفني المعتمد، وأن تتوافر قضبان حديدية آمنة على نوافذ غرف التعليم في الطابق الأرضي والتأكد من أحكامها، واتباع المواصفات والمعايير في اختيار الأثاث المناسب والألعاب والتجهيزات والمواد المخصصة لاستخدام الأطفال مع مراعاة شروط الأمن والسلامة في ذلك وتجنب الألعاب التي تحتوي على مواد سائلة أو أجزاء صغيرة يسهل تفكيكها فيبتلعها الطفل أو تسبب حروقاً عند ملامستها لأجزاء الجسم. بالإضافة إلى ساحات لعب الأطفال والتي يكون فيها اتباع المواصفات والمعايير في اختيار الألعاب الخارجية الثابتة والمتحركة بحيث تتوفر فيها اشتراطات الأمن والسلامة ومنها اختيار الألعاب المناسبة من حيث جودتها ونوعيتها تتناسب مع الفئة العمرية المناسبة بحيث تكون مثبته على الأرض بأحكام مع مراعاة الظروف المناخية والبيئية، وتغطية الأعمدة الخارجية بمادة أسفنجية للتقليل من إخطار الإصابة عند اصطدام الأطفال بها، وأيضاً يجب تظليل 50% من ساحة اللعب الخارجية، وتوفير رمل نظيف ومغسول في مناطق لعب الأطفال. كما يتم إصدار إنذار للرياض التي لا تلتزم بشروط الأمن والسلامة.