أكد وزير الداخلية الفريق الركن راشد بن عبد الله آل خليفة أن ما يتعرض له رجال الأمن من اعتداءات أثناء قيامهم بالواجب هي عمليات إرهابية تستهدف حياتهم، إضافة إلى إلحاق الضرر بهم وبأمن المجتمع وسلامة المواطنين والمقيمين كافة، لافتا إلى أنه جرى "تقديم من ثبت عليه التورط في هذه العمليات إلى القضاء وصدر (760) حكم قضائي بحق من تمت إدانته".واستعرض الوزير خلال لقائه اليوم الخميس بعدد من السادة أعضاء مجلس النواب في مقر المجلس الإجراءات والخطوات التي اتخذتها الوزارة في التعامل مع الأحداث الأمنية والسيطرة عليها وما يتمتع به رجال الأمن من ضبط للنفس والتمسك بالمعايير التي تضمن احترام حقوق الإنسان والتقيد بتطبيق القانون والنظام على الجميع بدون استثناء.وأشار وزير الداخلية إلى أن وزارته تلقت بعض الملاحظات من السادة النواب والمواطنين حول ما يلقونه من مضايقات من استخدام الغاز المسيل للدموع وتجاوز بعض أفراد الأمن بصورة فردية، في استخدامه، كما تلقى معاليه رسالة من جمعية "الوفاق" في هذا السياق، حيث أكد معالي وزير الداخلية أن الموضوع محل دراسة وتدقيق للتأكد منه، مشددا على اهتمامه بكل ما يحافظ على سلامة المواطنين والمقيمين في المناطق التي تكون محلا لأعمال شغب أو عنف، وأن "غايتنا المحافظة على أمن الناس وليس الإضرار بهم بأي شكل من الأشكال، فالحرص على سلامة الجميع واجب أساسي من أهم واجبات رجال الأمن العام".وأشار الفريق الركن خلال الجلسة التي خصصت لبحث ومناقشة الأوضاع الأمنية في البلاد وما تقوم به وزارة الداخلية من جهود وإجراءات لحفظ الأمن والاستقرار إلى أن ما تعرضت له البحرين من حملات إعلامية مضلله استهدفت تشويه الصورة وقلب الحقائق مؤكداً على ضمان حرية التعبير التي كفلها دستور البحرين مع التقيد بالضوابط القانونية لممارسة التعبير دون التعدي على حرية وحقوق الآخرين وأكد أن وزارة الداخلية تهتم بالحفاظ على تقاليد المجتمع البحريني وقيمه الإسلامية من خلال الجهود المبذولة للتصدي لكل الظواهر المنافية للأخلاق والآداب العامة وقضايا الفساد واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتورطين في مثل هذه الأعمال ، حيث عرض معاليه الإجراءات التي تقوم بها الوزارة بشأن ضبط مخالفات وتجاوزات متعلقة بقضايا الفساد وكذلك قضايا الآداب العامة التي تقع في الأماكن المشبوهة.وبين أن مسؤوليات وأدوار وزارة الداخلية لا تقتصر على الجانب الأمني فقط بل هناك العديد من الأجهزة التابعة للوزارة تقوم بتقديم أعمال خدمية للمواطنين، كما نجح رجال الأمن بدورهم في مكافحة الجريمة والحد منها بكافة أشكالها كما تشير الإحصائيات والتقارير الصادرة عن الأجهزة المختصة، فانخفضت قضايا السرقات والاعتداء على سلامة جسم الغير والمخدرات، كما أسهمت الخطط المنفذة في انخفاض حوادث المرور والوفيات الناشئة عنها.وقال معالي الوزير إن هذا اللقاء يشكل فرصة طيبة لعرض الإجراءات الأمنية أمام نواب الشعب الذين يحملون أمانة المسؤولية في الحفاظ على مصالح الوطن وأمن مواطنيه، مؤكدا على التعاون والرغبة في التواصل والاستفادة من كافة الملاحظات والاقتراحات التي يبديها السادة النواب لما فيه مصلحة الجميع ، فالأمن يظل مسؤولية الجميع مؤسسات وأفراد، والعمل من أجله جهد وطني يستحق التقدير والإشادة.وأكد أن وزارة الداخلية التزمت بتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق كما وردت مباشرة، وأخرى تحتاج إلى وقت وهي قيد التنفيذ، وفي هذا الإطار، استعرض الوزير خطط التطوير والتحديث في المجال الأمني سواء على مستوى تدريب وتأهيل القوى البشرية والتركيز على العمل الشرطي أو الاستفادة من الخبرات العالمية أو اعتماد مدونة السلوك للعمل الشرطي وفق المعايير الدولية التي تضمن حسن الأداء والارتقاء به.وأكد الوزير أن الموقف الأمني مطمئن ولله الحمد والاستقرار النفسي موجود بالرغم من بعض الحوادث المتفرقة، منوها إلى أن ملامح التهديد تتضح يوما بعد يوم وهو ما يساعد قوات الأمن على تطوير أسلوبها، وأن الوقت كفيل بتحديد مصادر التهديد بصورة أدق حتى نتمكن من اتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجة ذلك.وفيما أشاد وزير الداخلية بـ "المعاني النبيلة التي يعكسها هذا اللقاء، الذي يأتي انطلاقا من حرص السادة النواب على متابعة الأوضاع الأمنية"، ثمَّن رئيس مجلس النواب خليفة بن أحمد الظهراني الجهود التي تقوم بها وزارة الداخلية في حفظ الأمن والسكينة للمواطنين والمقيمين، ومقدرا تضحيات رجال الأمن الهادفة إلى تعزيز الاستقرار وإشاعة الطمأنينة في كافة ربوع الوطن.