أثبتت التجربة البرلمانية الرابعة في مملكة البحرين أن الوعي السياسي للمواطنين لم يعد مجرد هدف تسعى إليه المؤسسات المعنية، وتتضافر الجهود من أجل تحقيقه، لم يعد الوعي السياسي خطة سطرت بنودها على أوراق، وما إن أتى المحك الحقيقي، حتى بعثر الكثير من هذه البنود في الهواء، فالواقع الذي شاهدناه يومي 22 ،29 نوفمبر جسد أهدافاً لشعب البحرين فاقت كل الخطط، والآمال والطموحات. كانت مشاهد حقيقية، لا يستطيع أقوى مونتاج أن يخرجها للعالم، لأنها نابعة من القلب والروح معاً، المسن الذي أتي إلى مركز الاقتراع مرتكزاً على عصاه، والمقعد الذي أصر على أن يصطحبه ولده ليسجل اسمه في كشوف الناخبين، العروس التي جاءت لتنتخب قبل موعد طائرتها بساعات، أطفال شاركوا في هذا العرس ببراءتهم الجميلة، واعتلت الوجوه ابتسامات تتشابه مع ابتسامات الأعياد، ابتسامات ناخبين فخورين بأنفسهم وبأنهم قادرون على المساهمة في نهوض وتقدم الوطن، حقاً كان عرساً بحرينياً ديمقراطياً بمعنى الكلمة.وكان للمرأة البحرينية دور كبير في هذا العرس الديمقراطي، فقد وعت المرأة بأهمية مشاركتها في هذه التجربة البرلمانية، وفي صنع القرار السياسي، وعت بأهمية حقها في اختيار من يمثلها، فذهبت إلى لجان الاقتراع للتصويت لمن توسمت فيه الوطنية والإيجابية والمقدرة على تمثيلها، ذهبت المرأة إلى لجان التصويت، ذهبت لتضع صوتها في صندوق الاقتراع، ومعه وضعت كل ما تعلمته خلال السنوات الماضية من وعي وثقافة سياسية خلال هذه المرحلة، وتمكنت 3 نساء في الوصول إلى مقاعد مجلس النواب ومثلهن إلى المجالس البلدية، وبذلك تكون المرأة البحرينية قد واصلت مشوارها في وضع أقدامها على النهج الصحيح للمشاركة في صنع القرار السياسي.وكان لمعهد البحرين للتنمية السياسية دور كبير خلال هذه التجربة البرلمانية للمملكة، في دعم جميع المترشحين، رجالاً ونساء، من خلال برامج التهيئة السياسية خلال الربع الأول من العام الحالي، حيث اشتملت على دورات تدريبية، وندوات جميعها تصب في تحقيق أهداف المعهد من خلال نشر الثقافة السياسية المجتمعية، وترسيخ أسس الديمقراطية السليمة، بالإضافة إلى تقديمه للحزمة الثانية من برنامج التدريب الانتخابي التي عملت على بث ثقافة تدريبية وتوعوية سياسية ودستورية تخدم المجتمع بأكمله، كما وعمل المعهد أيضاً مع الجهات المعنية على رفع مستوى الوعي السياسي لدى الشباب، بالإضافة إلى تنمية قدرات أفراد المجتمع البحريني للخروج من دائرة العمل الفردي إلى دائرة العمل الجماعي المنظم.وعلى الجانب الآخر كان يوماً 22 و29 نوفمبر بمثابة الثقل الذي أفرزته التجربة البرلمانية للعالم العربي والدولي، ليشهد الجميع الوعي الشبابي لأبناء وبنات البحرين، فقد قررت جموع الشباب التصويت والإعلان عن تضامنهم إلى جانب مصلحة الوطن وشهد العالم أجمعه كيف أثبت شباب البحرين في ذلك اليوم، أنه يمتلك وعياً سياسياً تمثل في سعيه ليشارك في مسيرة التنمية لمملكة البحرين، فهذا التصويت كان بمثابة جسر جديد تضعه المملكة لتعبر من خلاله إلى مرحلة متقدمة أخرى، تسهم في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هذا الجسر يتطلب أن يشارك في تشييده مختلف فئات الشعب المخلصة، وقد كان، فقد تنافس المواطنون في حلبة الإخلاص ليحققوا الفوز لصالح الوطن من الجولة الأولى.معهد البحرين للتنمية السياسية
الانتخابات.. والفوز لصالح الوطن
04 ديسمبر 2014