عواصم - (وكالات): ينتشر مسلحون في شوارع وطرق قرى عدة في منطقة البقاع شرق لبنان، بينها قرية البزالية ذات الغالبية الشيعية التي يتحدر منها العريف علي البزال، العنصر في قوى الأمن الداخلي، الذي أعلنت «جبهة النصرة» إعدامه قبل يومين. في الوقت نفسه، عمد أفراد من عائلات العسكريين والأمنيين الآخرين الذين لا يزالون مخطوفين إلى قطع طرق عدة في العاصمة اللبنانية والشمال والبقاع بالسيارات والعوائق، مانعين السيارات من المرور، ومطالبين الحكومة اللبنانية بحل قضية أولادهم المهددين بالقتل.وطالبت عائلة علي البزال الحكومة اللبنانية بتنفيذ الإعدام بموقوفين متشددين في السجون اللبنانية رداً على إعدام ابنها، كما أعلنت أن بلدة البزالية ستمنع مرور أي مساعدات متجهة إلى اللاجئين السوريين المقيمين في بلدة عرسال القريبة من بلدتهم ذات الغالبية السنية والمتعاطفة إجمالاً مع المعارضة السورية.وقال مسؤول حكومي كبير أن الحكومة لم تتلق تأكيداً حول مقتل البزال باستثناء ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن 3 جنود كانوا في عداد المخطوفين وقتلوا خلال الأشهر الماضية على أيدي تنظيمي «داعش» و»النصرة»، و»لم نتسلم جثة أي منهم».ومطلع أغسطس الماضي، وقعت معركة استغرقت أياماً بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين السوريين داخل بلدة عرسال الحدودية مع سوريا.وتسببت المعركة بمقتل 20 جنديا و16 مدنيا وعشرات المسلحين. وانتهت بانسحاب المسلحين من عرسال واصطحبوا معهم عددا من العسكريين.وفي حال تأكد نبأ مقتل البزال، يكون عدد المخطوفين المتبقين من جنود وعناصر قوى امن لدى الخاطفين 25، هم 16 لدى «جبهة النصرة» و9 لدى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».وكان الاعتقاد السائد بأن العدد هو 27 قبل الإعلان عن مقتل البزال، إلا أن مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي يتولى التفاوض باسم الحكومة اللبنانية مع الخاطفين، أبلغ عائلة الجندي علي قاسم، أن الأخير توفي متأثراً بجروح أصيب بها في معركة عرسال بعد 4 أيام من خطفه.ونشرت «جبهة النصرة» بياناً على حسابها على موقع «تويتر» مرفقاً بصورة للبزال راكعاً على الأرض، بينما مسلح يطلق النار على رأسه من سلاح رشاش من الخلف.وقالت في البيان إنها نفذت الإعدام رداً على توقيف الجيش اللبناني أخيراً زوجة سابقة لزعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبي بكر البغدادي مع 3 من أولادها بينهم ابنة البغدادي، وزوجة القيادي السابق في «جبهة النصرة» المبايع لتنظيم «داعش» أبي علي الشيشاني مع ولديه.وأوضح المسؤول الحكومي أن هذه التوقيفات جاءت «بناء على شبهات من الأجهزة الأمنية في ارتباط المرأتين» بمجموعات متطرفة تنشط في لبنان.وأعلنت «جبهة النصرة» في بيانها أنها ستعمد إلى قتل محتجز آخر لديها، إذا لم يتم الإفراج عن «النساء والأطفال» المعتقلين لدى الجيش.وتوعد القيادي في «النصرة» جناح تنظيم القاعدة في سوريا ويدعى أبو علي الشيشاني بالهجوم على نساء وأطفال الشيعة في لبنان وإنهاء محادثات لإطلاق سراح الجنود اللبنانيين بعدما ألقت السلطات القبض على زوجته.ودفع الغضب مسلحين في البزالية ومحيطها إلى خطف مواطنين سنة من عرسال. ويطالب خاطفو الجنود بالإفراج عن عدد من هؤلاء المخطوفين. وتطالب بعض عائلات العسكريين تحت وطأة الضغوط العاطفية التي تتعرض لها، الدولة بالتجاوب مع مطالب الخاطفين. بينما أعلنت الحكومة حتى الآن رفضها مقايضة السجناء بالعسكريين.