عواصم - (وكالات): وسعت قوات البشمركة الكردية أمس عملياتها العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في محيط جبل سنجار شمال غرب العراق، بعد يومين من إعلانها فك الحصار عن الجبل حيث تتواجد مئات العائلات الإيزيدية، فيما عبرت وزارة الدفاع الأمريكية مؤخراً عن ارتياحها لنجاحها في تصفية قادة في التنظيم المتطرف، لكن خبراء يرون أن الغارات الجوية والخيارات العسكرية لا تكفي وحدها لدحر تنظيم سبق وأن برهن قدرته على الصمود، بينما قالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إن «داعش» أعدم 100 من مقاتليه الأجانب حاولوا الفرار من مدينة الرقة شمال سوريا، التي تعد معقلاً للتنظيم. وتأتي عملية قوات البشمركة ضمن هجوم هو «الأكبر» بدأته القوات الكردية الأربعاء الماضي، مدعومة بغطاء جوي كثيف من طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن.وقال مجلس الأمن القومي الكردي في بيان «شنت قوات البشمركة هجوماً جديداً من جنوب ربيعة الحدودية مع سوريا باتجاه جبل سنجار». كما «انضمت جبهة ثالثة إلى العملية الواسعة، تمتد من زمار قرب سد الموصل كبرى مدن شمال العراق غربا» وصولاً إلى سنجار.وأشار البيان إلى أن قوات البشمركة استعادت السيطرة على عدد من القرى شمال جبل سنجار الذي يمتد بطول 60 كلم قرب الحدود مع سوريا.ويشارك في العملية، أكثر من 8 آلاف مقاتل، وهي «الأكبر والأكثر نجاحاً» ضد الجهاديين، بحسب السلطات الكردية. وأشار مجلس الأمن الكردي إلى أن الهدف من توسيع العمليات هو «محاصرة وتنظيف منطقة مساحتها قرابة 2100 كلم مربع».وفي الوقت الذي عبرت فيه وزارة الدفاع الأمريكية مؤخراً عن ارتياحها لنجاحها في تصفية قادة «داعش»، إلا أن خبراء يرون أن الغارات الجوية والخيارات العسكرية لا تكفي وحدها لدحر تنظيم سبق وأن برهن قدرته على الصمود. وقال بروس ريدل الباحث في معهد بروكينغز والمستشار السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما إن «القضاء على قادة كبار يؤدي إلى إضعاف القدرة على التحرك وإعاقة تنفيذ المخططات».واستدرك ريدل «لكن هذا الأمر لا يكفي لهزيمة منظمة إرهابية والقضاء عليها. قتل زعيمان لتنظيم القاعدة في العراق في السابق، إلا أن هذا الأمر لم يمنع ولادة التنظيم».وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية مقتل عدد من قادة التنظيم في ضربات جوية نفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة منذ منتصف نوفمبر الماضي. وقال الباحث المتخصص في الإسلام الراديكالي دومينيك توماس إن «الخيار العسكري، والضربات الجوية، لن تضع حداً لهذا التنظيم، والجميع يدرك ذلك. في أحسن الأحوال، قد يؤدي هذا الأمر إلى جر التنظيم نحو فترة من التشتت».وتابع أن «التخلص من تنظيم الدولة الإسلامية لن يتحقق على المدى القصير، ولن يتم عبر الخيار العسكري» وحده، موضحاً «يجب أن يكون هناك حل سياسي في بغداد، بحيث يعيد زعماء العشائر السنة الذين انضموا إلى هذا التنظيم تغيير ولاءاتهم». من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن «داعش» أعدم 100 من مقاتليه الأجانب حاولوا الفرار من مدينة الرقة شمال سوريا، التي تعد معقلاً للتنظيم.ونقلت الصحيفة عن ناشط معارض للتنظيم وكذلك لنظام الرئيس بشار الأسد قوله إنه تحقق من «100 إعدام» لمقاتلين إجانب في تنظيم الدولة الإسلامية حاولوا مغادرة مدينة الرقة هرباً من المعارك. وذكر مقاتلون في الرقة أن التنظيم شكل شرطة عسكرية لمراقبة المقاتلين الأجانب الذين يتخلفون عن واجباتهم، وجرى اقتحام عشرات المنازل وتم اعتقال العديد من الجهاديين، بحسب الصحيفة. وبحسب تقارير صحافية بريطانية فقد طلب 5 بريطانيين و3 فرنسيين وألمانيان وبلجيكيان العودة إلى أوطانهم بعد أن اشتكوا بأنهم أصبحوا يقاتلون جماعات متمردة أخرى بدلاً من قتال نظام الأسد. وقالت إن تنظيم الدولة الإسلامية يعتقلهم. في سياق متصل، قام جهاديو التنظيم بإعدام شخص علناً شمال سوريا بعد اتهامه بوضع أجهزة تعقب لتوجيه سلاح جو الجيش النظامي.