كتب - جعفر الديري: كما هو شأن عدة أمور؛ تطور التسوق كثيراً عما كان عليه في السابق، لقد سئم الناس البضائع المكررة وأرهقتهم زحمة الأسواق، عدا عن رغبتهم في التخلص من قيود تحرمهم أبسط حقوقهم كمستهلكين من استبدال وإعادة البضائع، حتى تفتقت أذهانهم عن التسوق عبر الإنترنت. لقد نجح التطور التكنولوجي في أن يحل مشكلة التسوق تلك من خلال «التسوق الإلكتروني»، وأصبح هذا النوع من التسوق شائعاً جداً في الغرب، لكن هذه التقنية لم تنتشر بعد في عالمنا العربي كما في الدول الغربية. هنا في البحرين، يحظى هذا النوع من التسوق بإقبال المستهلكين. وبحسب تقرير لشركة «إرنست ويونغ الأردن» -الرائدة عالمياً في مجال الخدمات المتخصصة- العام 2012، فإن 21% من المستهلكين في البحرين يفضلون التسوق عبر الإنترنت، وهي نسبة أكبر من 12% في الكويت، و10% في كل من لبنان والأردن، بينما يفضل 74% من المستهلكين في الأردن دفع ثمن المنتجات التي يشترونها نقداً، في الوقت الذي لا تتجاوز هذه النسبة في الإمارات 39%. لعل أجمل مزايا «التسوق الإلكتروني»، أنه وصل بين الناس في أي مكان في العالم، كما ترى أمينة عمار «هي مزية كبيرة لا توفرها الأسواق العادية، فنحن كثيراً ما نواجه مشكلة كربات بيوت مع المواصلات، وشيء رائع أنني أبحث عن البضائع وأنا على الكرسي، وأطلبها فتردني من أي مكان في الدنيا». وتذكر فاطمة عيسى أنها اعتادت هذا النوع من التسوق «شخصياً اعتدت هذا النوع من التسوق.. ولكثرة تعاملي معه، تمكنت من علاج أية مشكلة قد تطرأ بسببه.. حتى أصبح مفضلاً بالنسبة لي». رغم ذلك لا يمكن ببساطة إلغاء ما يكتنف هذا النوع من التسوق، من آثار سلبية، على حد قول خبير التنمية البشرية المصري أحمد سيد كرسي إن «التفاعل ما بين الإنسان وتكنولوجيا التسوق عبر الإنترنت لا يخلو من بعض الآثار السلبية، التي قد يجدها العميل المحتمل والعميل الحالي لهذا النوع من الاستخدامات، ذات خطورة وتهديد له؛ ما يجعل تبنيه لأساليب التكنولوجيا في التسوق عبر الإنترنت أمراً يحتاج إلى التأني والتفكير، ويخلق بذلك تبايناً بين هذا العميل أو ذاك في درجة تبني هذا النوع من التكنولوجيا، الذي جعل التعامل بين العميل والبائع غير مباشر، وحل محل التفاعل البشري الذي كان بين المستهلك ومقدم الخدمة».وأشار إلى أنه «بحسب طبيعة المستهلكين، فإنهم يشعرون بأخطار مختلفة تصاحب عملية الشراء بشكل عام، ونظراً للطبيعة الخاصة للإنترنت، فقد ساهم ذلك في زيادة الخطر المدرك من قبل المستهلك للشراء من خلاله، وهذا بالتالي ينعكس على حجم وعدد مرات الشراء عبره».ذلك ما يؤكده خليل عبدالرزاق، فهو ممتنع عن هذا النوع من التسوق، لا يتعامل معه أبداً، «أرفض التسوق الإلكتروني، رفضاً قاطعاً.. ما معنى أن أطلب بضاعة، ثم لا أجد مصدرها أمامي؟! إن أغلب من يتعامل مع هذه الأسواق يتعرضون للنصب والاحتيال!».