كتب - جعفر الديري: مرت قبل أيام الذكرى التاسعة والستين لوفاة رجل الأعمال يوسف بن أحمد كانو في 21 ديسمبر العام 1945، وبهذه المناسبة، يتجدد الحديث عن بيت من أعرق البيوت التجارية في البحرين والخليج، قاده باقتدار ومهارة المرحوم يوسف كانو. ومن خلال كتاب خالد البسام (العم أحمد علي كانو) بالاشتراك مع عبدالحميد المحادين وسعيد محمد، وكتاب خالد محمد كانو (بيت كانو)، إلى جانب ما خطه بشار الحادي خصوصاً في كتابه (أعيان البحرين في القرن الرابع عشر الهجري)، نستقي مجموعة من المعلومات المتعلقة بحياة هذا الرجل الغني عن التعريف، والعائلة التي عرفت على مستوى الخليج بأياديها البيضاء... ولد الحاج يوسف بن أحمد بن محمد بن أحمد بن مبارك بن هلال (كانو) البحريني الشافعي، العام 1968، في البحرين وبها نشأ ولقب بخان صاحب وخان بهادر. ويعد يوسف بن أحمد كانو، أحد كبار تجار البحرين، في القرن العشرين، والمؤسس الأول للإمبراطورية التجارية لهذه العائلة الكريمة، وقد أخذ يتعاطى الاتجار مع والده المرحوم في البحرين حتى أسس لهذا البيت الكريم شرفاً واسعاً لا في البحرين والخليج وحسب، بل في كثير من الأقطار النائية. لقد أسس هذا العلم جملة من المساجد في البحرين، وصرف في سبيلها الأموال الطائلة حسبة وأجراً، وحفر بئراً ارتوازية وأوقفها لله تعالى لينتفع بها المحتاجون، وطبع كتاب «صيد الخاطر» للعلامة ابن الجوزي، وأوقفه لله تعالى، واشترى كمية وافرة من «كتاب الأم» للإمام الشافعي، و«المدونة» للإمام مالك، و«الطبقات الكبرى» لابن السبكي. وحبس الكل على طلبة العلم، ومد أسلاك الكهرباء إلى المساجد التي بجوار بيته. أما عن عائلة كانو فإن الكبار من عائلة كانو والمهتمين بأجيالها، وكذلك الباحثون منهم عن جذورها، يجمعون أن الجد الأول لهذه العائلة كان من نجد من سبيع جهة حائل، شمال الرياض وقد كان هذا الجد هو (هلال) والذي وقع في ثأر مع أبناء عمومته، وكعادة العرب، غادر المنطقة التي بها غرماؤه، لكنهم تبعوا أثره، فاتجه هلال شمالاً، ودخل في قبائل بني كعب، ثم جنوباً إلى المحمرة، فأخطأ المطاردون أثره، وتاهوا عنه.تزوج هلال حيث كان يقيم، وكان كلما ولد له ولد يموت، إلى أن سلم له ولد اسمه مبارك، ونشأ مبارك في ظل أبيه هلال، ولما كبر مبارك ناداه هلال ذات يوم وأسر له: يا مبارك.. نحن لسنا من هنا.. نحن من نجد، ومطلوبون لأبناء عمنا بدم.وتختلف الروايات في هذه الحقبة، فيذهب البعض أن هلالاً وابنه مبارك قررا العودة إلى نجد، ويذهب آخرون إلى أن مباركاً هو الذي قرر العودة، وسواء كان هلال ومبارك معاً أم كان مبارك وحده، فقد غادرا تلك المنطقة وبينما يقول خالد كانو: إن هلالاً هو الذي قدم البحرين، يروي آخرون من عائلة كانو أنه مبارك، قد بدأ رحلة العودة مروراً بالبحرين لأن كل شخص يذهب إلى الجزيرة العربية لابد له من المرور بالبحرين. اشترى هلال بضائع وسار بها البحرين، ونزل هذا البدوي ليمارس التجارة، والمشترون كانوا من العجم، وكان يقول دائماً بالمساومة أنا أبيع بالقانون أي حسب السعر المعقول لا أريد أن أزيد عليكم، ولكثرة ترديده لكلمة قانون، جعلها العجم اسماً له، فيقولون: اشتريت من عند قانون. ولأنهم كانوا يميلون بالقاف إلى الكاف، صارت كانون، ولكثرة الاستعمال أسقطوا النون منها فصارت كانو!!.