كتبت - نورة فريد: الإبداع لا حدود له، وللفنون الجميلة بحرٌ عميق مما جعل الفنانة باسمة السعيد تبحر فيه وتبدع في كل لوحة تضع فرشاتها وألوانها عليها، طمحت .. بادرت .. وسعت حتى وضعت بصمتها الإبداعية في مجال الرسم والتلوين، ولم يقتصر فنها على لوحة وقلم بل تعدى طموحها ذلك فأصبحت تتفنن في عالم الجمال والمكياج وتضع بصمة جديدة في مجال يستهوي معظم النساء، باسمة السعيد فنانة بحرينية تمتلك حس الإبداع وتطمح للمزيد من العطاء... متى كانت بدايتكِ وكيف اكتشفتِ موهبة الرسم؟- كانت بدايتي منذ الصغر ككل الصغار أحب تجربة الأقلام والألوان على أي سطح تلامسه يداي، واكتشافي لموهبة الرسم عندي لم يأتِ صدفة، وإنما نستطيع القول بأنه وراثة عائلية، فوالدي وأخواتي جميعهم يمتلكون ذات الموهبة وقد تعلمت منهم الكثير.كيف تطورت موهبة الرسم لديكِ؟- المطالعة والممارسة هم خير وسيلة لتطوري في مجال الرسم، فلم أجعل وقت فراغي يمر دون إنجاز عمل يعود علي بالنفع وخاصةً شغفي الكبير كان يدفعني في كل مرة لأبحث بين الكتب والمواقع الإلكترونية لأملأ جعبتي الفنية وأنميها، إضافةِ إلى المشاركة في المعارض والمسابقات التي جعلتني أكتسب خبرة كبيرة في هذا المجال، إلى جانب تعزيز هذه الموهبة بالدراسة الجامعية الأكاديمية، فقد تخصصت في مجال الفنون التربوية، مما زادني علم وخبرة.هل واجهتِ صعوبات في هذا المجال؟- لم أجد صعوبات تذكر، ولله الحمد مستوى الوعي والتقدير للفن في مملكة البحرين كبير جداً، وأينما حللنا وجدنا أن الفن بشكل عام محط اهتمام. اكتفيت بالإنستغرامكيف تم استغلال فرصة تطور وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لعرض فنونك الجميلة؟- اكتفيت بالإنستغرام لاعتباره أشهر وسائل التواصل الاجتماعي الدارجة في الوقت الحالي، كذلك لإمكان عرض الصورة والفيديو وهو ما أحتاجه. مجال الرسم ماذا أضاف في حياة الفنانة باسمة؟- أضاف الكثير، على الصعيد الاجتماعي والوجداني، فحياتي لا تكاد تخلو من المشاركات الفنية التي وسعت نطاق معرفتي بكثير من الفنانين، إضافة إلى أن ممارستي للفن تعتبر متنفس أطلق فيه مشاعري مما يجعلني أشعر بالراحة والسرور. هل الرسم له علاقة في مجال عملكِ؟لقد حرصت على اختيار تخصص الفنون في الدراسة الجامعية لتكون هوايتي وشغفي هي ذاتها مجال عملي، لأنني أؤمن بأن الشخص الذي لديه الخبرة المدعمة بالدراسة هو من يستطيع العطاء أكثر في مجال عمله.من وجهة نظرك، الدراسة للفنون الجميلة هي الأساس أم الموهبة تكفي؟- بل على العكس الموهبة هي الأساس، وتكون أفضل بدعمها بالدراسة، فمعظم الفنانين هم موهوبون بالفطرة، والكثير منهم لديهم خبرات ومهارات أكبر ممن التحقوا بالدراسة الأكاديمية للفنون، ولكن طبعا لا نتجاهل مدى أهمية الدراسة في توسيع المهارات والمدارك والثقافة الفنية التي لا يمكن الحصول عليها بالممارسة العملية.المدرسة التكعيبيةما النمط الذي يسيطر على لوحاتكِ الفنية؟- نمطي هو المدرسة التكعيبية، فأنا من عشاق الفنان التشكيلي بابلو بيكاسو، وأجد أن هذه المدرسة تجعلني أبحر بعيداً بالأفكار الغريبة والمتجددة غير النمطية.باعتقادك هل هناك اهتمام كافٍ للموهوبين في مجال الرسم في مملكة البحرين؟- الاهتمام موجود في مملكة البحرين، ولكن المراكز التخصصية التي تعتني بالموهوبين هي التي نعاني من نقصها، فرعاية الموهوب في مجال الفنون لابد أن تكون دائمة ومستمرة ومتجددة، لا تقتصر فقط على طرح الدورات المنقطعة كما هو موجود في المحلات الجديدة التي باعتقادي تهدف إلى المتاجرة أكثر.لماذا لم تصل اللوحة البحرينية إلى الخارج «العالمية»؟- بل وصلت، وهناك العديد من الفنانين البحرينيين في الخارج الذين يمثلون البحرين أفضل تمثيل، ولكن يمكننا القول بأن عدد الفنانين الذين تمكنوا من الوصول إلى هذه المرحلة قليلاً نوعاً ما.هل تعتقدين اقتصار مجال الرسم في البحرين على الرجل أكثر من المرأة؟- لدينا عديد من الفنانات التشكيليات اللاتي وضعن بصمتهن في مجال الفنون الجميلة واستطعن الوصول والتفوق في هذا المجال على الرجل. ما رأيك بدور واهتمام «الثقافة» بالفن والفنانين البحرينيين؟- اهتمام «الثقافة» بارز وكبير في الفن التشكيلي، فالمعرض السنوي الذي تنظمه الوزارة للفنون التشكيلية يشكل تجمعاً فنياً يلم شمل المنخرطين في هذا المجال ويسمح لنا بالتعرف على الوجوه الجديدة. ما النصائح التي تقدمينها لكل من يملك موهبة الرسم أو يطمح لامتلاكها؟- أهم نصيحة هي ألا تجعل لوحاتك الفنية محصورة على نمط واحد تقليدي، بل أخرج عن المألوف وأبدع وأبتكر وأجعل من تلك اللوحات الفنية رسالة مجتمعية هادفة تصل لكل من ينظر لها.علاقة المكياج بالجمال ما علاقة الرسم بانخراطك في مجال المكياج والجمال؟- علاقةٌ كبيرة بين المجالين، فموهبتي الفنية جعلتني متمكنة وقادرة أكثر على إتقان هذا المجال «المكياج» الذي لا يعتبر سهلاً كما يعتقده البعض.هل الرسم هو نقطة الانطلاقة في هذا المجال؟- طبعاً فن الرسم هو أساس انطلاقتي نحو مجال المكياج، ولله الحمد أن موهبتي هي السبب لفتح آفاق جديدة للتوجه بالفن نحو اتجاهات أخرى تعود علي بالفائدة والمتعة.
باسمة السعيد: المكياج ومستحضراته متنفس غالبية النساء
29 ديسمبر 2014