عواصم - (وكالات): قتل أكثر من 76 ألف شخص في أعمال عنف في سوريا خلال سنة 2014، العام الأكثر دموية في النزاع منذ منتصف مارس 2011، والذي شهد تنامياً لنفوذ التنظيمات الجهادية في كل من سوريا والعراق. وبمناسبة عيد رأس السنة، تفقد الرئيس بشار الأسد قواته في أحد أحياء العاصمة الذي يشهد معارك ضارية مؤكداً أن «العيد يكون بالانتصار»، الأمر الذي كذبته قناة «العربية». في الوقت نفسه، تم تناقل شريط فيديو على الإنترنت تظهر فيه مواطنتان إيطاليتان مخطوفتان في سوريا تطالبان حكومتهما بالمساعدة على تحريرهما. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه وثق مقتل 76021 شخصاً منذ بداية العام الماضي وحتى تاريخ 31 ديسمبر 2014 في أعمال عنف في سوريا.وفي 2013، بلغت حصيلة قتلى النزاع 73447، و49394 في 2012، و7841 في 2011. وأوضح المرصد أن بين القتلى 17790 مدنياً، 3501 منهم من الأطفال. بالإضافة إلى 15747 مقاتلاً معارضاً و16979 جهادياً، غالبيتهم من غير السوريين.كما تتضمن الحصيلة مقتل 12861 جندياً في قوات النظام، و9766 من المسلحين السوريين الموالين لها و2512 من المسلحين غير السوريين بينهم 345 من «حزب الله» الشيعي اللبناني.من ناحية أخرى، تناقلت حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت أمس شريط فيديو تظهر فيه للمرة الأولى مواطنتان إيطاليتان فقدتا في سوريا منذ أغسطس الماضي، مطالبتين حكومتهما بالتحرك لمساعدتهما.وتم تصوير الفيلم على الأرجح في 17 ديسمبر الماضي، بحسب ما تشير لافتة كتب عليها التاريخ حملتها إحدى الرهيينتين في الشريط. وتم بثه على الإنترنت.وبدت المرأتان الشابتان أمام جدار أبيض، وقد ارتدتا زياً إسلامياً أسود مع غطاء على الراس يحجب الجبين وجزءاً من الوجنتين.وتحدثت إحداهما باللغة الإنجليزية قائلة إنهما فانيسا مارزولو وغريتا راميللي الإيطاليتان اللتان خطفتا شمال سوريا على أيدي مسلحين لم تعرف هويتهم. وطالبتا الحكومة الإيطالية بإعادتهما إلى منزليهما قبل عيد الميلاد، مشيرتين إلى أنهما تواجهان «خطراً كبيراً».ولا شيء في الشريط يدل على هوية المجموعة التي تحتجز الشابتين. إلا أن تعليقاً مكتوباً بالعربية ورد تحت الشريط وفيه «احتجاز جبهة النصرة لموظفتين إيطاليتين لمشاركة حكومتهما في التحالف ضدها».وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية في أغسطس الماضي أن عاملتين في منظمة «حريتي» الإنسانية خطفتا في سوريا، مشيرة إلى أنهما ليستا لدى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».وفي وقت تتواصل أعمال العنف في مناطق عدة في سوريا، عبر الأسد عن أمله في أن يحمل عام 2015 «الانتصار». وجاء ذلك خلال تفقده مجموعات من الجيش السوري في حي جوبر شرق دمشق الليلة الماضية، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي. في المقابل، ذكرت قناة العربية في تقرير لها أن «إحدى الصور كشفت أن الأسد لم يزر الحي، بينما زار فعلياً حي الزبلطاني، وتحديداً مديرية نقل محافظة دمشق المعروفة، فيما لم تذكر وسائل إعلام تابعة للنظام أن الأسد زار أحياء أخرى، باستثناء جوبر الذي لم يدخله إطلاقاً، حيث تنفي المعارضة استعادة قوات الأسد للحي، وإظهارهم صوراً تثبت أن النظام لم يتقدم إطلاقاً في جوبر. وأفادت وكالة الأنباء «سانا» بأن الأسد وبمناسبة حلول العام الجديد «قام بزيارة إلى جوبر التقى خلالها مع جنود وضباط الجيش العربي السوري».وبث التلفزيون السوري في وقت لاحق شريط فيديو طويلاً، ظهر فيه الرئيس السوري وهو يصافح جنوداً وضباطاً داخل متاريس ودشم، وعلى دبابات وآليات جند.وكان الأسد يكرر لكل مجموعة «كل عام وأنتم بخير، طبعاً لا أحد يشعر بالعيد، كل الدنيا حرب، لكن في كل مناسبة، هناك أمل جديد». وتابع «العيد يكون بالانتصار، لا عيد سواه». ونقلت «سانا» عن الأسد قوله «إذا كانت هناك مساحة من الفرح باقية في سورية، فهي بفضل الانتصارات التي تحققونها في مواجهة الإرهاب». ومنذ سبتمبر الماضي، بدأت قوات النظام مدعومة من «حزب الله» الشيعي اللبناني عملية عسكرية واسعة لاستعادة حي جوبر شرق العاصمة، من مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون عليه منذ صيف 2013. وتدور في الحي معارك تعنف حيناً وتتراجع أحيانا بين الطرفين اللذين باتا يتقاسمان السيطرة على الحي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 25 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وإصابة العشرات الآخرين، في اشتباكات مع كتائب إسلامية وجبهة النصرة «تنظيم القاعدة في بلاد الشام» في حي جوبر».ويكتسب حي جوبر أهمية كبرى كونه مفتاحاً إلى ساحة العباسيين في وسط دمشق. وبالتالي، يسعى النظام بإلحاح إلى إبعاد خطر المعارضة المسلحة عن العاصمة.كما أنه مفتاح إستراتيجي بالنسبة إلى المعارضة، كونه يقع عند مدخل الغوطة الشرقية، معقل المعارضة السورية المحاصر من قوات النظام.
2014 الأكثر دموية في سوريا بمقتل 76 ألف إنسان
02 يناير 2015