تونس - (وكالات): كلف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وزير الداخلية السابق الحبيب الصيد الذي تولى مسؤوليات في نظام الرئيس المخلوع زين العابدين ين علي، تشكيل ورئاسة الحكومة الجديدة بعدما رشحه الى هذه المهام حزب «نداء تونس» الفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة.وقال الصيد للصحافيين إثر لقاء مع الباجي قائد السبسي في قصر قرطاج الرئاسي «رئيس الجمهورية كلفني ببدء المشاورات لتكوين أول حكومة في الجمهورية الثانية. وابتداء من اليوم، نشرع في المشاورات مع الأحزاب والمنظمات الوطنية والمجتمع المدني، ونحاول قدر المستطاع إنهاء المشاورات في أسرع وقت ممكن».ورشح حزب «نداء تونس» الذي أسسه الباجي قائد السبسي، الحبيب الصيد لرئاسة الحكومة، باعتباره «وبحسب الدستور التونسي» الحزب صاحب أكبر عدد من المقاعد في «مجلس نواب الشعب» المنبثق عن الانتخابات التشريعية التي أجريت في 26 أكتوبر الماضي. وقال نائب رئيس حزب نداء تونس محمد الناصر إثر تقديمه ملف ترشيح الحبيب الصيد إلى الرئيس التونسي، إن الصيد «شخصية مستقلة» وصاحب «كفاءة وخبرة» خصوصاً في المجال الأمني مذكراً بأنه عمل في «حكومة الثورة». وبعدما أطاحت الثورة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، تولى الحبيب الصيد وزارة الداخلية في حكومة الباجي قائد السبسي التي قادت البلاد حتى إجراء انتخابات المجلس التأسيسي في 23 أكتوبر 2011. وقد عينه الإسلامي حمادي الجبالي رئيس الحكومة المنبثقة عن انتخابات المجلس التأسيسي، مستشاراً للشؤون الأمنية. وشغل الصيد شغل مسؤوليات عدة في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي منها رئيس ديوان وزير الداخلية. وأضاف محمد الناصر أن حزب نداء تونس أجرى «مشاورات» مع أحزاب «الاتحاد الوطني الحر» «16 مقعداً في البرلمان» و»آفاق تونس» «8 مقاعد» و»المبادرة «3 مقاعد» حول ترشيح الصيد لرئاسة الحكومة. ويملك نداء تونس 86 مقعداً من إجمالي 217 مقعداً في البرلمان.ولا يملك الحزب «الأغلبية المطلقة» من المقاعد التي تؤهله قانونياً لتشكيل الحكومة بمفرده أي 109 من إجمالي 217 مقعداً. وأكد نداء تونس مؤخراً بلوغ الأغلبية المطلقة بفضل «مساندة» أحزاب أخرى ممثلة في البرلمان. ورحبت حركة النهضة الإسلامية بترشيح الحبيب الصيد لرئاسة الحكومة.وكانت حركة النهضة حكمت تونس من نهاية 2011 وحتى مطلع 2014 وحلت الثانية في الانتخابات التشريعية الأخيرة بحصولها على 69 مقعداً في البرلمان. وقال الناطق الرسمي باسم الحركة زياد العذاري «تلقينا بشكل إيجابي تعيين الحبيب الصيدي نظرا لخصاله الشخصية والمهنية والوطنية».ورداً على سؤال حول ما إذا كان نداء تونس أجرى مشاورات مع النهضة بخصوص ترشيح الحبيب الصيد لرئاسة الحكومة، أفاد العذاري «وقعت استشارتنا في هذا الموضوع وكان ردنا إيجابياً».وتابع «عبرنا قبل الانتخابات عن موقف مبدئي بأننا مع تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإن قدم رئيس الحكومة المعين الصيد اقتراحاً في هذا الاتجاه سنكون في منتهى السعادة بمناقشة هذا الأمر». واعتبر المحلل السياسي وأستاذ التاريخ السياسي المعاصر بالجامعة التونسية عبداللطيف الحناشي أن ترشيح الصيد «الذي يملك خبرة في المجال الأمني» لرئاسة الحكومة الجديدة يعكس ما توليه السلطات الجديدة في تونس من أهمية للملف الأمني.