أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ليست لديها أهداف إستراتيجية في سوريا ولا تتصارع مع القوى الكبرى الأخرى هناك، وإنما تسعى لحل سياسي سلمي يرضي جميع الأطراف السورية المتصارعة.وقال لافروف في حديث نشرته صحيفة الخبر الجزائرية اليوم الأربعاء إنه "على عكس الاعتقاد ليست لدينا أهداف إستراتيجية في سوريا، كما أننا لا نحرك دمى الظل من وراء الستار من أجل فرض إرادتنا، كل ما نهدف إليه هو أن يتمكن السوريون من تقرير مستقبلهم بشكل ديمقراطي وبكامل سيادتهم".وأوضح "من هذا المنطلق، نحن لا نتدخل في النزاع السوري الداخلي ولا ننظر للسوريين على أنهم قسمان، من يتبعنا والآخرون، في المقابل ندين بشكل صريح وغير مشروط كل الأعمال الإرهابية والمتطرفة وأعمال العنف التي تستهدف المدنيين، خاصة الجرائم المرتكبة بدافع الكراهية الدينية أو الطائفية".وأضاف أن روسيا لا توافق على ما يقوم به كل من يرفض الجلوس إلى طاولة الحوار إلا بشروط مسبقة، والذين يدفعون الأوضاع إلى مزيد من المواجهة والعنف وإراقة دماء الشعب السوري لمجرد تحقيق رغبتهم في الإطاحة بالنظام القائم بالقوة.وأعرب لافروف عن قلق بلاده الكبير بخصوص التنسيق المتزايد بين مختلف الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة الذي يهدف إلى إحباط كل محاولات استعادة السلم في سوريا، وإثارة النعرات الطائفية والدينية، خاصة بين السنة والشيعة, ورفض لافروف وصف ما يجري في سوريا بأنه صراع بين القوى الكبرى.وقال "لا أحبذ وصف ما يحدث في سوريا بالصراع بين قوى دولية, و موقف روسيا واضح ويقضي بضرورة إيجاد حل ومخرج للأزمة الخطيرة التي تشهدها سوريا عن طريق الحوار بين السوريين أنفسهم دون أي نوع من التدخل الخارجي العسكري أو إملاءات خارجية".من ناحية أخرى، أكد نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن الولايات المتحدة لا تتحكم بالمتمردين الذين تسلحهم في بلاده، ونعت رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون، ووزير الخارجية في حكومته وليام هيغ، بالغبيين في حال اعتقدا أن الأسلحة ستجبر الرئيس بشار الأسد على التنحي عن منصبه.وقال المقداد في مقابلة مع صحيفة إندبندانت نشرتها اليوم الأربعاء، إن سوريا مقتنعة بأن الولايات المتحدة لا تستطيع التحكم بالجماعات المتمردة التي تسلحها، ولن تكون قادرة على دفعها لإعلان وقف لإطلاق النار ليكون محور أي محادثات سلام ناجحة.وأضاف أن الأميركيين يمدون جماعات المعارضة بالمال والسلاح، لكنهم لا يملكون أي سيطرة عليها ولا أحد يستمع لهم، ويحاولون توحيدها منذ سنتين لكنها أصبحت أكثر تفككا.وسخر المقداد من الاقتراح القائل بأن موقف بريطانيا وفرنسا من الأزمة في سوريا هو إنساني أو مخلص، معتبراً أنه ينطلق من إحياء الطموحات الاستعمارية، وأن البلدين يعملان كواجهة للإدارة الأميركية، في حين تمارس كل من السعودية وقطر دور الوكيل للولايات المتحدة ولا تستطيعان فعل أي شيء دون تعليمات مكتوبة من واشنطن، على حد تعبيره.