عواصم - (وكالات): تراجعت أسعار النفط إلى مستويات منخفضة جديدة في 5 أعوام ونصف أمس، مواصلة خسائرها بعد أن هبطت 5% في الجلسة السابقة مع اشتداد المخاوف من تخمة المعروض العالمي. ونزل خام برنت 3% ليتراجع إلى 51.23 دولارا وسط تفاقم القلق من زيادة المعروض بعد أن خفضت السعودية أكبر منتج في «أوبك» أسعار بيع النفط الشهرية إلى المشترين الأوروبيين.وقال كبير محللي السلع الأولية لدى «إس.إي.بي» في أوسلو، بيارني شيلدروب: «لا تبدي السعودية بادرة تراجع.. المخزونات تواصل ارتفاعها وعلاوة سعر التسليم الآجل على سعر التسليم الفوري في ازدياد».وتراجع خام برنت إلى 51.23 دولار للبرميل أمس، وهو أدنى مستوى له منذ مايو 2009. وخلال التعاملات سجل السعر 51.31 دولار بانخفاض 1.80 دولار. وهبط الخام الأمريكي 1.50 دولار إلى 48.54 دولار بعد أن نزل إلى 48.47 دولار وهو أقل سعر منذ أبريل نيسان 2009إلى ذلك، تلقت سوق الخام في الشرق الأوسط بعض الدعم من السعودية أمس، بعد أن رفعت السعودية أسعار البيع إلى آسيا نظراً لتحسن الطلب، فيما قال متعاملون إن زيادة أسعار الخامين العربي الخفيف والمتوسط، فاقت التوقعات بقليل ورجحوا أن يكون سبب ذلك تقلص فرق السعر لخامي عمان ودبي على مدى الجلسات الخمس الأخيرة من الشهر الماضي.في المقابل، حذر خبير في شؤون النفط من تراجعات حادة يشهدها سوق النفط في ظل اضطراب الأسواق وارتفاع كمية المعروض، وعدم التفاؤل في مستقبل أسواق المال.وحذر الخبير كامل الحرمي في اتصال مع «العربية.نت»، من استمرار تراجع الأسعار دون الـ50 دولاراً، وقد يبلغ القاع نحو 43 أو45 دولاراً للبرميل، مبيناً أن عمليات البيع والشراء تتم وفق تاريخ الشحن ومدته المعروفة وبعض الصفقات تتم بخصومات كبيرة مع دفع «الكاش»، وقال إن هناك تسابقاً في السوق على الحصص وقد تجري عملية تصحيح للأسعار لكن لا أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل «.وبسؤاله حول استمرار انخفاض الأسعار في ظل التخفيضات التي تعرضها الدول المنتجة لأوروبا، قال: «إن نفوط الخليج عموماً بلغت سعر الأربعين دولاراً للأسواق الأمريكية وهي تعتمد على نوعية الطلب».على صعيد متصل، يرى خبراء اقتصاديون أن أسواق النفط والمال ستتأثر حتماً بالاضطراب المالي في أوروبا خصوصاً وأن اليورو بات على المحك بسبب تراجعه الحاد أمام الدولار، كما أن تصريح المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس الأول بأنها لا تمانع خروج اليونان من منطقة اليورو في حال أعاد اليسار المتطرف النظر في سياسة التقشف المالي التي تتبعها البلد، حسبما نقلت وكاله «فرانس 24» الإخبارية عن مجله «شبيغل» الألمانية. فإن ذلك سيمثل تحولاً اقتصادياً لمنطقة اليورو.