العاهل السعودي: سنتعامل مع تحديات البترول بإرادة صلبةالرياض - (وكالات): دعا خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى «الحذر واليقظة إزاء تداعيات الأزمات في المنطقة التي تشهد خصوصاً تنامياً لنشاط المتطرفين»، مؤكداً أننا «لن نسمح بأي تهديد للوحدة الوطنية وليعلم من يرتهنون أنفسهم لجهات خارجية تنظيمات كانت أم دولاً أنه لا مكان لهم بيننا وسيواجهون بكل حزم وقوة، كما نؤكد عزمنا على مواصلة العمل الفكري والأمني للتصدي للإرهاب ولن يهدأ لنا بال حتى نحصّن بلادنا الغالية من هذا الخطر».وأضاف خادم الحرمين في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة السادسة لمجلس الشورى، والتي ألقاها نيابة عنه ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن «بلدكم يعيش في منطقة تشهد العديد من الأزمات، التي أفرزت تحديات كبيرة وبفضل الله، تمكنا من التعامل مع هذه الأزمات والاستجابة لهذه التحديات مما جعل بلادكم واحة أمان في محيط مضطرب».وأشار إلى أن السعودية تواجه حالياً تحديات إقليمية غير مسبوقة نتيجة لما حل بدول مجاورة أو قريبة من أَزمات حادة عصفت بواقعها، ودفعتها إلى مستنقع الحرب الأهلية والصراعات الطائفية، مما يتطلب منا اليقظة والحذر». وشدد على أن القيادة السعودية «مدركة لهذه التحديات وتداعياتها»، مضيفاً «بعون الله وتوفيقه ستبقى بلادكم تتمتع بما حباها الله من نعم عديدة وفي مقدمتها نعمة الأمن والاستقرار».وتابع خادم الحرمين «يظل الأمن هاجساً أساسياً لنا جميعاً وقد شهدنا خلال العام الماضي محاولات مستميتة من الفئة الضالة وعناصر التخريب ودعاة الفرقة للنيل من استقرار بلادكم ووحدتها فكان الرد عليها في المواقف الرائعة من المواطنين على مستوياتهم كافة، مما أثلج الصدر وطمأننا إلى صلابة وحدتنا الوطنية وباءت تلك المحاولات بالفشل الذريع نتيجة هذه المواقف وما قامت به مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية، التي وقفت لهم بالمرصاد، وأفشلت خططهم نقول ذلك ونشير بفخر واعتزاز إلى يقظة رجال الأمن وتضحياتهم من أجل أداء رسالتهم وندعو لمن توفاهم الله بواسع رحمته ومغفرته وجنته، ونحيي من يواصل السهر على أمن الوطن والمواطن ونشد على ساعده وندعو له بالتوفيق والسلامة».وأشار العاهل السعودي إلى أن «العالم ابتلي بداء الإرهاب، هذا الداء الذي استشرى في أنحاء المعمورة والذي أضر بالمسلمين أكثر من غيرهم وعانت منه بلادكم كما عانى منه غيرها، ولقد حرصنا أن تكون دولتكم في مقدمة الدول لمحاربته، فعلى الصعيد الداخلي تمت مواجهته من خلال محاور عدة، منها ما يتعلق بالجانب النظامي بإقرار نظام جرائم الإرهاب وتمويله ومنها ما يتعلق بالجهود المبذولة من العلماء والدعاة والمثقفين لبيان ضلال هذا الفكر وخطورته على العقيدة والأمن ومن ذلك ما صدر عن هيئة كبار العلماء عن الإرهاب وخطره ومكافحته، إضافة إلى العمل الأمني الدائم لمواجهته من خلال التحركات الأمنية الاستباقية لإفشال خطط الإرهابيين ومطاردتهم والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة».وأضاف أنه «على الصعيد الخارجي كان لدولتكم السبق في التحذير من الإرهاب وذلك من خلال دعوتنا لإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب والدعوة إلى مواجهة الإرهاب على المستوى الدولي، وقدمت المملكة لهذا المركز تبرعاً بمبلغ مائة مليون دولار لتفعيل دور هذا المركز عاجلاً، ثم عززنا ذلك بدعوتنا المجتمع الإقليمي والدولي إلى التعاون لمكافحة هذا الداء».وأوضح خادم الحرمين أن «المملكة ستتعامل بإرادة صلبة مع التحدي المتمثل في انخفاض أسعار البترول العالمية».وقال «لا يخفى عليكم ما حل بسوق البترول العالمية من توترات طائلة سببتها عوامل عديدة يأتي في مقدمتها ضعف النمو في الاقتصاد العالمي، وهذه التطورات ليست جديدة في سوق البترول وتعاملت معها حكومة بلدكم في الماضي بإرادة صلبة وحكمة وحنكة وسوف تتعامل مع المستجدات الحالية في سوق البترول بذات النهج».ويأتي افتتاح دور الانعقاد الجديد لمجلس الشورى السعودي في ظل استمرار تلقي خادم الحرمين العلاج في المستشفى. وتشارك السعودية في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الذي يسيطر على مناطق واسعة من العراق وسوريا. وقتل 3 رجال أمن سعوديين في هجوم إرهابي نفذه 4 مسلحين حاولوا التسلل إلى المملكة عبر حدودها الشمالية مع العراق.
خادم الحرمين: لن نسمح بتهديد الوحدة الوطنية
07 يناير 2015