مع قدوم فصل الربيع واعتدال الجو وبداية هطول الأمطار تبدأ الأزهار بالتفتح، وتتلون الأرض بلونها الأخضر الذي يبعث في النفس الراحة والطمأنينة وتستعد العائلات وتتهيأ للخروج لقضاء أوقات ممتعة في البر والتخييم بعيداً عن صخب الحياة ومشاكلها ولكسر الروتين الذي اعتادوا عليه في المدينة طوال العام، ففصل الربيع يبعث في النفس مشاعر الراحة وصفاء الذهن والتخلص من الهموم مما يجعل الشخص أكثر استمتاعاً بالحياة وشعوراً بالسعادة وكما قيل: عاد الربيع فغنى الطير مبتهجاً في الروض يشدو بأنغام وألحان الأرض خضراء والأشجار مائلة والورد مبتسم في كل بستان ولكي يكون موسم التخييم هذا العام فيه المتعة والفائدة فإن هناك نصائح وتوجيهات لو أخذنا بها كان تخييمنا ولعبنا واستمتاعنا كله في ميزان حسناتنا ورفعة لدرجاتنا ولفزنا بسعادة الدنيا والآخرة ومن هذه النصائح والتوجيهات التي يجب أن يراعيها كل مرتادي البر للتخييم.-1 النية الصالحة: فالنية الصالحة يؤجر عليها المسلم والنية السيئة يؤثم عليها فإذا كان قصدنا من التخييم في البر والطلعات الخارجية والرحلات الترويحية عن النفس والاستمتاع بجمال الكون لكي يتقوى بعدها على الطاعة والعبادة بنشاط وهمة عالية كان كل ما نقوم به يكتب الله لنا به أجراً فقد قال عليه الصلاة والسلام (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى...).-2 المحافظة على دعاء نزول المنزل (المكان): وهو توجيه من النبي صلى الله عليه وسلم لكل مسلم أراد أن يجلس في مكان أياً كان في بر أو حديقة أو خيمة فإنه يقول الدعاء (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق..) فقد ورد في فضله أنه لم يضره شيء حتى يرتحل من مكانه هذا، فالإنسان لا يدري ما يوجد في هذا المكان من مخلوقات قد تضره أو تؤذيه فإن قال الدعاء صرف الله عنه كل ضار حتى يرحل من هذا المكان فحري بالآباء تعليمه أبناءهم عند خروجهم. -3 المحافظة على الصلوات في أوقاتها: فالصلاة لها أوقات محددة لا يجوز تقديم الصلاة ولا تأخيرها عنه قال تعالى (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) وأعظم المتعة وغاية اللذة والسرور مناجاتنا لربنا والوقوف بين يديه فالصلاة راحة وطمأنينة وتركها ضيق وتعاسة وبالصلاة نجمع بين سعادة أجسادنا بالتخييم والمتعة والمرح وبين سعادة قلوبنا بعبادتنا لربنا سبحانه وتعالى.-4 الابتعاد عن المحرمات بكل أنواعها: فهي والله تنغص العيش وتشتت الذهن فكم من نعمة تحولت بالمعاصي إلى نقمة وكم محقت هذه المعاصي من بركة فهي تورث المسلم ضيق الصدر وضنكاً في العيش فالابتعاد عنها من أسباب السعادة وتركها من علامات التوفيق والنجاح.-1 الاختلاط: فيجب على العوائل ممن يذهبون للتخييم في البر أن يبتعدوا عن الاختلاط بين الشباب والفتيات وأن يحافظوا على خصوصية كل فئة بعيدة عن الأخرى فالاختلاط له آثاره السيئة ونتائجه الخطيرة، وأضراره كبيرة جداً على الأسر ويجب مراقبة الأبناء جيداً وعدم الغفلة عنهم وتركهم لوحدهم بعيداً عن المراقبة أو الانشغال عنهم بحجة المرح واللعب والسرور والتغيير على النفس. -2 استعمال آلات الغناء والموسيقى: فبعض العوائل يسهرون إلى ساعات متأخرة من الليل على أصوات الموسيقى والأغاني ويرفعون الصوت بحيث يتأذى من حولهم من المخيمين ممن أتى باحثاً عن الهدوء والسكينة والبعد عن الضوضاء والإزعاج فهذا سلوك فيه تعدٍ على حقوق الآخرين وإيذاء لهم فضلاً عن حرمتها وقبحها وإنها من أصوات الشيطان التي يحوم حولها ويفرح بها وكفاه إثماً أنه مجاهرة بالمعصية والمجاهر بها لن يعافيه الله يوم القيامة من عذابه وعقوبته. -3 الإيذاء للآخرين: بشتى أنواع الإيذاء وأعظم ما يؤذي الآخرين في هذه الأجواء الجميلة هي ما يعرف (بالبطابط أو البانشيات) التي تجوب الصخير من شرقه إلى غربه وتمشي في تجمعات قد تصل إلى أكثر من عشرة أحياناً ويمارسون أنواع الإيذاء لرواد البر من التضييق على المارة في الطرقات وإثارة الغبار والأتربة على المقيمين والتفحيط والمشي على عجلة واحدة للاستعراض في الطرقات العامة مما يعرض الآخرين للخطر ويتسبب في الحوادث المميتة. فنناشد المسؤولين عن البر أن يكون لهم دور في الحد من هذه المخالفات التي يرتكبها الشباب وألا يقفوا موقف المتفرج فكم من أرواح أزهقت والسبب شاب متهور طائش لم يجد من يردعه أو يحاسبه. محمد الخلاقي
موسم التخييم.. هدوء وخصوصية لا إزعاج وأذية
07 يناير 2015