عواصم - (وكالات): سجلت أسعار النفط مستويات منخفضة جديدة في 5 أعوام ونصف أمس، حيث تراجع مزيج برنت القياسي أكثر من دولار إلى 49.92 دولار للبرميل، مع تباطؤ نمو أنشطة الشركات العالمية إلى أدنى مستوى في عام وقول المحللين إن تنامي تخمة المعروض ترجح استمرار التراجع.وتباطأت وتيرة نمو أنشطة الأعمال لتسجل أضعف وتيرة في أكثر من عام نهاية 2014 مع انحسار معدلات النمو في قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات، حسبما أفاد مؤشر «جيه.بي مورجان» لناتج الصناعات العالمية الصادر عن مؤسسة ماركت.وخلال التعاملات، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي أكثر من دولار إلى 49.92 دولار للبرميل مسجلة أدنى مستوياتها منذ مايو 2009. ونزل الخام الأمريكي حوالي 75 سنتا إلى 47.20 دولار للبرميل وهو أقل مستوى منذ أبريل 2009 بعد أن نزل بالفعل عن 50 دولاراً في وقت سابق هذا الأسبوع.وكانت أسعار النفط تراجعت للجلسة الرابعة على التوالي يوم الثلاثاء تحت وطأة المخاوف المتنامية من تخمة المعروض لينخفض السعر نحو 10% هذا الأسبوع.وقال بنك «ايه.ان.زد» في مذكرة أمس: «يظل تراجع أسعار النفط هو الأرجح في المدى القريب، في حين نتوقع أن يكون منتجو النفط الصخري بتكاليفهم المرتفعة أول من يخفض الإنتاج فمن المستبعد أن يحدث ذلك حتى منتصف 2015. من جانب آخر، قال وزير الطاقة بالإمارات سهيل بن محمد المزروعي في تعليقات صحفية نشرت أمس، إن وفرة المعروض في أسواق النفط قد تستمر لأشهر وربما سنوات، لكن الأسعار ستتعافى إذا تصرف المنتجون خارج أوبك بعقلانية.وتعليقات المزروعي التي أدلى بها في مقابلة مع صحيفة «ذا ناشيونال»، هي صدى لدعوات صدرت في الفترة الأخيرة عن المنتجين العرب الخليجيين الرئيسيين في «أوبك» مثل السعودية بأن على المنتجين غير الأعضاء في المنظمة أن يخفضوا زيادات مزمعة في الإنتاج للمساعدة في دعم أسعار النفط المتراجعة.وقال للصحيفة: «نشهد وفرة واضحة في المعروض في السوق يحتاج امتصاصها لوقت.. بناء على نمو الإنتاج الفعلي من المنتجين المستقلين خارج أوبك فقد تستغرق هذه المشكلة شهوراً أو سنوات.. إذا تصرفوا بعقلانية فقد نرى تصحيحات إيجابية خلال 2015».وأضاف المزروعي أن أسعار النفط المنخفضة، لن تثير ذعر الإمارات وأن السوق ستستقر في نهاية المطاف، قائلاً إن «الأسعار المنخفضة لن تؤثر على خطط بلاده لزيادة طاقتها الإنتاجية إلي 3.5 مليون برميل يومياً بحلول عام 2017».ونقلت الصحيفة عنه قوله «لقد تعاملنا مع مثل هذه التقلبات في الماضي ولن نصاب بالذعر هذه المرة.. هناك زيادة في الطلب العالمي على النفط الخام وخاصة نفطنا ونعتقد أن السوق ستستقر في نهاية المطاف».من جانب آخر، يرى محللون أن أسعار النفط ستواصل هبوطها مع ارتفاع الإنتاج وضعف الطلب وقوة الدولار ولن تصعد الأسواق، إلا عندما تستفيد الاقتصادات الصناعية الكبرى خاصة في آسيا من انخفاض أسعار الطاقة.وفي آسيا، تواجه اليابان ركوداً بينما يتباطأ الطلب في الصين التي قادت انتعاش السلع الأولية في السنوات الأخيرة مع تحول ثاني أكبر اقتصاد في العالم من صناعة البناء الكثيفة الاستهلاك للطاقة إلى النمو المدعوم من المستهلكين.على صعيد متصل، دفع تدني أسعار النفط العالمية الصين إلى موجة شراء محموم وصلت بالواردات إلى مستويات قياسية في ديسمبر كانون الأول وفقا لتقديرات رويترز التي تشير إلى أن أكبر مستهلك للطاقة في العالم ضاعف إلى المثلين احتياطياته الاستراتيجية من الخام في 2014 مقارنة مع 2013.وتشير البيانات إلى أنه بفضل مضاعفة الفائض النفطي العام الماضي فإن الصين تمضي في تكوين احتياطيات استراتيجية من الخام أكبر مما كان يعتقد سابقاً. ومع ذلك يهون المحللون من تلميحات بأن المشتريات الصينية قد تدعم أسواق النفط العالمية حيث هوت الأسعار أكثر من النصف منذ منتصف العام الماضي.