لعلك مبتلىً، ولعل بلاءك شديد، وكربك عظيم، وامتحانك عصيب، لكن صعوبته ستتضاعف إن صدقت ذلك الوهم الذي يبثه الشيطان في روعك، ليقنعك بأن بلاءك فريد، ومصابك لا مثيل له، وأن ليس ثمة اختبار يضاهيه. وعليك أن تدرك أيها المؤمن أننا كلنا في هذه الحياة نختبر ونبتلى، بسراء أو ضراء، بدرجات متفاوتة، وفي مراحل مختلفة، لكن الفارق يكمن في درجات الصبر والمثابرة والعزيمة والقدرة على المواجهة. والمؤمن الحصيف هو ذلك الذي ارتفع ببصره عن المقارنة والتسخط، ليشهد الحكمة، فهو الذي يتسامى بفكره عن شعور الاضطهاد، ليركز بصيرته في المطلوب والواجب. وليحاول المؤمن، وليدرك أن الحياة ما هي إلا سلسلة من الامتحانات المتنوعة والمحاولات تلو المحاولات التي يخوضها الجميع لعلهم يصلون في النهاية إلى صحيح الإجابات.
من رحيق الكلام
09 يناير 2015