أكد وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، أن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، قاد سفينة الوطن نحو بر النجاة في أصعب الظروف، داعياً الجميع للوقوف صفاً واحداً متماسكاً خلف قيادته.وقال الوزير لدى لقائه رؤساء تحرير الصحف المحلية وعدداً من كتاب الأعمدة «نحن أمام مرحلة جديدة، تتطلب جهد المخلصين من أبناء الوطن».واعتبر نهاية عام 2014 مرحلة أمنية مهمة وذات خصوصية، لجهة طبيعة الأحداث وتنوعها وكيفية تأثيرها على الموقف الأمني، مضيفاً «كان هناك عمل متواصل منذ عام 2011 وحتى اليوم، تخللها العديد من الإنجازات وتوجت في نهاية الأمر بنجاح الانتخابات النيابية والبلدية».وأردف «يجب البناء على ما تحقق في الانتخابات من توافق وطني، فالبحرين بلد للمحبة والتسامح، وأيادينا ممدودة بالخير دائماً، ولا نؤمن بتفرقة أو تشدد، ومتمسكون بمشاركة الجميع، والمصلحة العامة هدفنا الأسمى». واستعرض الوزير خلال اللقاء، الإحصاءات الأمنية، وبمقارنتها بين الأعوام 2012 و2013 و2014 أكدت تحقيق مستوى أمني متقدم نتيجة تعزيز السيطرة الأمنية، إذ شهد العام 2014 تراجعاً في أعداد الفعاليات السياسية والمشاركين فيها، ما يعود لعدة أسباب منها الإصلاحات السياسية والتدابير الأمنية المكثفة المتخذة من قبل الوزارة، وسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين.وذكر الوزير أن الإحصاءات أظهرت تراجعاً في أعداد إصابات رجال الأمن، بسبب زيادة الخبرة في التعامل، وتوفير تجهيزات أمنية عززت حماية رجال الأمن، وتراجع عمليات الحرق الجنائي وحوادث إغلاق الطرق والاحتكاكات الطائفية. وعرض الوزير 26 قضية تم تصنيفها من القضايا الأمنية الخطرة، وتم الكشف عن مرتكبيها والقبض على معظم عناصرها بفضل التنسيق المستمر بين الأجهزة الأمنية المعنية، وقال «جار ملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة بالتعاون مع الإنتربول الدولي».وعرض الوزير خلال الإيجاز الأمني أهم الأسلحة المضبوطة بتلك القضايا.ورداً على سؤال بشأن توقيف أمين عام جمعية الوفاق علي سلمان، أكد الوزير أن «من ينكر الإصلاح في البحرين لا أعتقد أنه جاهل، ولكن أجندته الحقيقية ليست سياسية»، لافتاً إلى أن مخالفات أمين عام الوفاق كانت على مرأى الجميع، والتهم الموجهة إليه واضحة».وأضاف «هو من اختار أن يكون في هذا الموقف، علماً أنه سبق اتخاذ إجراءات تحذيرية بحقه، لكنه لم يقدر ذلك، والمستغرب هو عدم توقيف أمين عام الوفاق وليس العكس، واتخذنا الإجراءات اللازمة لفرض القانون بهدف تحقيق العدالة». وبشأن توقيت توقيفه، أكد الوزير أنه «منذ العام 2011 وحتى اليوم كانت البحرين تمر بمرحلة اختبار سياسي، ونجحنا بفضل جلالة الملك المفدى والحكومة الرشيدة والمواطنين».وتطرق إلى أحداث المملكة منذ تشكيل اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، واعتماد جلالة الملك المفدى لتوصياتها والتزام الحكومة بتنفيذها، وبعدها إطلاق حوار التوافق الوطني بهدف مشاركة كافة الأطياف للوصول إلى حل يرضي الجميع، إذ خرج بالعديد من التوصيات وتم على إثره إدخال تعديلات دستورية، بينها 5 تعديلات سبق أن طرحتها جمعية الوفاق في مجلس النواب. وأضاف أنه تم استكمال الحوار الوطني دون التوصل إلى نتيجة، بعد ذلك تم إطلاق مبادرة التوافق الوطني ورفضتها الجمعيات السياسية ولم ترتض بالحل التوافقي.وأشار الوزير إلى أنه رغم النتائج الإيجابية للمبادرة، نظمت جمعية الوفاق 76 فعالية بهدف دعوة المواطنين لعدم المشاركة في الانتخابات، ومع ذلك جاءت النتائج لتوفر الأمن والاطمئنان للجميع، مؤكداً «تحملنا الكثير نتيجة عدم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه أمين عام الوفاق قبل الانتخابات، وهذا ما يعكس تمسك الدولة بمشاركة الجميع».ورداً على سؤال بشأن ما جاء في بيان الخارجية الأمريكية، قال الوزير إنهم يتحدثون عن السلمية رغم أن هناك 14 شهيداً و2887 مصاباً من رجال الشرطة، مضيفاً «بالمقابل حين توفي شرطي أمريكي تم عمل استنفار أمني ونشر الشرطة في الشوارع».وفيما يتعلق بالتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للبحرين، شدد الوزير على أن إيران ليست حريصة على المواطنين البحرينيين أكثر من جلالة الملك المفدى وحكومته الرشيدة، داعياً إيران إلى التركيز على رعاياها.وتابع «نحن نعيش في المملكة بخير، وأعتقد أن من مصلحة إيران احترام دول الجوار بدلاً من التدخل في شؤوننا الداخلية، ومن يرى ولاءه وارتباطه مع إيران فمن الأفضل له مغادرة البحرين، فالبحرين للبحرينيين».وبخصوص موقف أمين عام حزب الله اللبناني وتصريحاته الأخيرة حول الشأن البحريني، أكد الوزير أن تصريحات نصر الله تسيء له، وقال «نحن نحمي البحرين منه ومن غيره، وعليه أن يركز على رسالته التي كان حددها في البداية بدلاً من التدخل في الشأن البحريني، حزب الله أصبح منظمة إرهابية نتيجة ممارساته تجاهنا وتجاه غيرنا».وأضاف الوزير أنه ليست هناك أي محاباة في التطرف، موضحاً «للخطر لون واحد والوزارة اتخذت إجراءاتها بشأن أشخاص يشاركون أو شاركوا في أعمال قتالية في الخارج». وأجاب وزير الداخلية على عدد من الاستفسارات المتعلقة بقانون المرور الجديد والهادف لتحقيق أعلى معدلات السلامة المرورية، فضلاً عن موضوع الشرطة الخليجية والجهود المبذولة لتخفيف الازدحام على جسر الملك فهد.وأعرب عن شكره لرؤساء تحرير الصحف المحلية وكتاب الأعمدة، على جهودهم ودورهم في تعزيز دور الصحافة الوطنية لخدمة الأهداف العليا للوطن. من جانبهم، أعرب رؤساء تحرير الصحف المحلية وكتاب الأعمدة، عن خالص شكرهم لوزير الداخلية على هذه المبادرة الكريمة للالتقاء بهم، انطلاقاً من حرصه على تعزيز الشراكة المجتمعية كنهج أصيل في كافة قطاعات وزارة الداخلية، والعمل على اطلاعهم على مستجدات الوضع الأمني، وآليات التعامل مع التحديات الأمنية البارزة على الساحة الإقليمية والدولية، ما يفرض عليهم التوجه نحو بلورة رؤى مشتركة تضمن حماية الوطن وتعزيز الأمن في كافة ربوعه.