باريس - (وكالات): في صورة تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، ترتدي حياة بومدين «26 سنة»، المطلوبة الأولى في فرنسا، نقاباً أسود لا يظهر منه سوى عيناها وتمسك في يدها بقوس وسهم، وهذه الصورة لزوجة اميدي كوليبالي، أحد المتشددين المسلحين الثلاثة الذين قتلوا الجمعة الماضي، والتي نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية، وهي الصورة التي نشرتها الشرطة الفرنسية في الإعلان عن أنها مطلوبة. وفي الصورة الثانية تظهر امرأة شابة شعرها كستنائي ووجه طفولي الملامح التقطت لها عندما استجوبتها الشرطة في 2010 بشأن كوليبالي. ويحذر الإشعار بأنها شخص مطلوب للعدالة من أنها قد تكون «مسلحة وخطيرة».ويشتبه في أن حياة بومدين كانت شريكة لكوليبالي في قتل شرطية الخميس الماضي في مونروج، جنوب باريس. وجريمة القتل هذه وقعت في الوقت الذي كانت قوات الأمن الفرنسية تطارد الأخوين سعيد وشريف كواشي بعد هجومهما على مجلة «شارلي إيبدو» وقتلهما 12 شخصاً، وتبين أنهما على اتصال بكوليبالي. كما تشتبه الشرطة في أنها متورطة في عملية احتجاز رهائن في سوبرماركت يهودي شرق باريس قتل خلالها 4 أشخاص. وأعلن مصدر أمني تركي، أن حياة بومدين، رفيقة كوليبالي، دخلت تركيا في 2 يناير، إلا أنها أصبحت على الأرجح في سوريا. وقبل قتلهم أعلن المتشددون الثلاثة بأنهم نسقوا بين بعضهم البعض وأكد الشقيقان كواشي انتماءهما إلى تنظيم القاعدة في اليمن فيما أكد كوليبالي انتماءه إلى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش». وحياة بومدين متدينة وترتدي النقاب ما أرغمها على التخلي عن وظيفتها كأمينة صندوق، وفق ما أوردت صحيفة «لو باريزيان». ورافقت حياة بومدين كوليبالي عندما زار جمال بغال، الداعية المتطرف في 2010 في مورات جنوب فرنسا حيث أودع قيد الإقامة الجبرية، في حين قالت للمحققين إن تلك الزيارة كانت «للقيام بنزهة ولتغيير المنظر». ولدت حياة بومدين من أب عامل توصيل في عائلة لها 7 أبناء وتوفيت والدتها في 1994، وبما أنه كان من الصعب على والدها العمل مع رعاية الأبناء الصغار السن وضعت حياة في المؤسسة الاجتماعية لمساعدة الأطفال مع أشقاء وشقيقات لها. وتزوجت عرفياً كوليبالي عام 2009، في زواج غير معترف به مدنياً في فرنسا. وعاد كوليبالي للإقامة معها منذ مايو الماضي بعد خروجه من السجن. ورافقت حياة بومدين كوليبالي مراراً إلى غابة وسط جنوب فرنسا للتدرب على الرمي بالقوس والسهام ونشرت صحيفة لوموند عدة صورة ظهر فيها الزوجان وهما يقومان بذلك.