يعتبر موسم البر من المواسم التي ينتظرها المواطن البحريني كغيره من أبناء الشعوب التي اعتادت أجواء السكن والترفيه في البر، ولكن خلال أجواء الشتاء البارد فإن لهذا الموسم وضعاً خاصاً مع اجتماع الشباب للتغيير وكسر الروتين اليومي، إذ تحلو الجلسة حول النار مع تبادل الأحاديث والفرفشة ولعب بعض الألعاب الجماعية.وكعادتنا السنوية نخطط للخروج وقضاء يوم ممتع مع مجموعات مختلفة بين الأهل تارة أو مع الأصدقاء وزملاء العمل تارة أخرى، فجميع المشاركين في هذه الرحلة السنوية إلى بر الصخير يشتاقون إلى رؤية أصحابهم والالتقاء بهم، بعد أن انشغل كل منهم في أمور حياته الشخصية وعائلته لكنه لا يفوت مثل هذه اللمة.تسود المخيمات روح الأخوة والتعاون في تجهيز وترتيب المكان وإعداد الطعام وتنظيم البرنامج الترفيهي، وتدور نفس المشكلة كل مرة فبعضهم يحب أن يكون المخيم في الإجازة وبعضهم يحبه خلال أيام الأسبوع، ولكن في النهاية لابد أن يجد كل شخص مشارك طريقة لضبط جدوله مع برنامج الرحلة، وبحكم عمل ودوام البعض فإن الوقت يبدأ من بعد صلاة المغرب حتى ساعات متأخرة من بعد منتصف الليل، حيث يمضي الوقت على وجه السرعة دون أن نشعر به.وبما أن التجهيز لهذا اليوم يكون خلال أسبوع واحد فقط لكن هناك مشكلة أخرى وهي التقسيمات التي تتغير كل عام مع تقليص بعض المساحات أو الأماكن المسموح بها للتخييم، لكننا نشيد بالجهود التي تبذلها المحافظة الجنوبية ووزارة الداخلية بإداراتها المختلفة في تسهيل إجراءات وسلامة المخيمين ورواد البر، مع التأكيد على ضرورة القيام بالبرامج التوعوية التي تساهم في خفض نسبة الحوادث بكل أشكالها.ما أستذكره في هذه الأجواء رحلاتنا مع شباب المنتدى وزملاء العمل التي أعدها يومين رئيسيين كل عام، ولعل الشيء الذي نعشقه غير الالتقاء هو إبداعات الشباب على «المنقلة» عندما يتفنن أهل الطبخ في بهاراتهم وخلطاتهم السرية، كيف إذا كانت هذه المشاوي مأدبة طعام بحرية يتخللها اللحم والدجاج لمن لا يحبذ طعم المأكولات البحرية، وكلها جلسة تملأ فيها معدتك بما لذ وطاب من الخير الوفير، وتحلي بعدها من الحلويات والقهوة وشاي «الكرك» ليعطيك الإحساس بالدفء وتعديل المزاج، ونصيحة أن تبعد عنك الخمول بعدها لتمضي قسطاً من الراحة يتبعه ممارسة الرياضة أو المشي لمسافة بين المخيمات والمنطقة مع الهواء العليل.نملك بر الصخير المتنفس الذي يحتوي على كل المرافق والخدمات وما يزيده رونقاً وجمالاً الصحبة والأهل، ومازلنا نخطط لرحلة بر إلى الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية، إلى مناطق عرعر وما حولها من المناطق الخضراء الشبيهة بأراضي جنان الشام، حيث تعيش حياة البادية الحقيقية بصعوبتها وحلاوتها عدة أيام مع تجربة فريدة مع الفنون والمأكولات الشعبية المعروفة هناك، وقد تلقينا اقتراحاً بالزيارة لكن لم يكتب للشباب هذه الرحلة بسبب ارتباط البعض منهم وبعد المسافة، بينما هي رحلة تستحق الزيارة والاطلاع لمحبي السفر والخطوط السريعة.وهنا لابد من لفتة، فإذا كان الإنسان متنعماً في الخير ويجد كل ما يحتاجه ليدفئ نفسه وعائلته ويستمتع بالبراري آكلاً وشارباً وعليه كسوته، فيجب ألا ينسى إخوته اللاجئين السوريين في دول أخرى يعانون الجوع والبرودة الشديدة في العراء وفي مخيمات بالية، وهم محرومون من كل مصادر الطاقة من الكهرباء والغاز والتمويل الإغاثي والغذائي، وقد توفي كثير من الأطفال والكبار في درجات حرارة تحت الصفر، فكما تحب السلامة والكرامة لعائلتك فإن للمحتاجين أهلاً يحبونهم ويخافون عليهم. عبدالله الشاووش