في فترة الفسحة وهي ساعة الخطر تصبح الساحة فضاء لا يحكمه النظام، فبعض المدارس تتخذ الإجراءات اللازمة وهي عبارة عن تلاعب نفسي من قبل المشرف وتعهدات قد يتفاخر بها الطالب أمام أصدقائه بل ويجعل تجميعها هواية له أو نظام ضربني وبكى سبقني واشتكى أو الاتصال على والدين قد لا يكترثان أو قد يتعاملان مع الموضوع بعنف وقسوة فتصير حلقة مفرغة حيث يلوم الأهل المدرسة والمدرسة تلوم الأهل فتضيع الحقوق والواجبات. لمعالجة المشكلة يجب أن نعرف أسباب التنمر، كمراهقين لديهم الكثير من الطاقة والفراغ ولكن المشكلة هي أين تذهب تلك الطاقة وفيم يفرغها ذلك المراهق؟ كمراهق يختبر عدم اكتمال في الشخصية وكل فرد يملأ الفراغ في الشخصية بأسلوب يلائمه فالبعض يعبر عن ضعفه بفرد عضلاته على من هو أضعف منه بعدوانية والثاني ليس في يده حيلة بل تتجمع فيه المشاعر السلبية وتنعدم شخصيته فيصبح كياناً يملؤه الخوف والإحباط فيرفض الذهاب إلى المدرسة ويكره التعليم، لذلك يجب على المسؤولين الاعتناء بشخصية المراهق وتنميتها وتحبيبه في المدرسة التي يجب أن تكون مكاناً للعلم لا الحرب حيث يشعر بالأمان والسلام.ما هو الحل الذي سيوجه هذه الطاقات ويبني شخصياتهم ويجعلهم جميعهم في نفس المستوى؟ إنه فن التعامل مع المواقف... فنون الدفاع عن النفس التي ستعلمهم المهارات ليقفوا في وجه من يريد أذيتهم ليس في مثل «العين بالعين» بل في منع ذلك الشخص من أذيته من الأساس. أنادي هنا بأن تصبح فنون الدفاع عن النفس منهجاً يعلم الشخص كيفية الدفاع عن نفسه ضد أي تهجم سواء أكان عقلياً أم بدنياً وهذه الفنون سوف تصقل من شخصية الفرد وتنمي ثقته بنفسه بتوظيف طاقته في شيء مفيد خصوصاً في التمارين المكثفة التي سيشعر فيها بالإنجاز حيث تستنفد طاقته السلبية وسيفكر المتنمر مرتين قبل الهجوم لأن سيصبح طلبة كل مرحلة في نفس المستوى والجميع قادر على الدفاع عن نفسه بطريقة صحية، أما إن كان الخوف من تنمر المراحل الكبرى على الصغرى فيمكن جعل الطالب الأكبر ينخرط في تعليم من هو أصغر منه وبذلك يلين قلبه ويتعاطف معهم. بعض أنواع التنمر هي محاولة سلبية للتعبير عن شخصيته أنه قوي أو شجاع أو إلخ... سؤال: ألم توقع البحرين على نص فيه حق التعبير؟ أين هو التعبير في رياضة عقيمة يصرخ فيها ذلك المعلم البدين المفروش على كرسيه «فتح ... ضم» وأين هو الفن الذي هو أيضاً وسيلة للتعبير عن الذات؟ لقد انعدم الفن أيضاً ليصبح منهجاً واحداً اختيارياً في الثانوية في هيئة تعلم الخزف. للأسف الفن والرياضة مهملان في المدارس بل يتم اختيار طلبة معينين قد اكتسبوا مهاراتهم من أماكن أخرى في هذه المجالات للخوض في مسابقات مع مدارس أخرى هاملين الباقي فبدل أن يصقلوا المهارات يستخدمون المهارات الموجودة مسبقاً. اللوم غير موجه إلى أحد فلا تستطيع الوزارة تقييد أفعال المرء التي تنتج عن إرادته ولا يمكن لوم الأسرة على ذلك أيضاً ولكن القصد من المقال هو التوجيه للتقليل من نسبة العنف في المدارس، وفي النهاية أشكر وزارة التربية والتعليم على برامج تنمية الذات التي تصقل الشخصية مثل أصيل وإنجاز وغيرها من البرامج التي تبني شخصية المراهق وأرجو النظر في مسألة فنون الدفاع عن النفس كمنهج أساسي للبنات والأولاد وفقاً لنص المساواة بين المرأة والرجل حتى نستنفد طاقاتهم السلبية والمناهج التي تسمح بحرية التعبير كالرياضة والفن وغيرهما لتوجيه طاقاتهم الإيجابية.هنوف خالد العجمي
التنمر في المدارس والحلول البديلة المهملة
13 يناير 2015