سب الإسلام والرسول أمر مرفوض لأن حرية الفكر تتحول لسوء أدب دعا علماء ودعاة إلى «تعريف العالم بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعدالة الإسلام، وتعليمه البشرية مكارم الأخلاق عبر كافة الوسائل المتاحة، وكل ما من شأنه إيضاح سماحة الإسلام ورسالته الخالدة»، مشيرين إلى أن «الرد على من أساؤوا للإسلام وللرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون بما يليق بحضارتنا وكريم أخلاقنا»، موضحين أن «أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس، والوفاء للإسلام ولنبينا محمد يكون بالمشاركة بتوضيح صورة الإسلام السمح للبشرية وليس بسفك دماء الأبرياء»، فيما طالبوا قادة المسلمين بأن يكون لهم «دور بوقف الإساءة للدين الكريم».وقالوا إنه «في الإسلام، الأخلاق يجب أن تضبط والفكر يجب أن يتاح»، موضحين أن «ذلك من أول المصادر في الثبات على القيم أن يصبح المجتمع نظيفاً، والإعلام هادفاً بعيداً عن الفجور والفسوق، والحوار يصبح راقياً طيباً، حتى ينعكس ذلك على أفكار الناس وعلى مشاعرهم وسلوكهم، فمن الممكن والجائز لغير المسلمين أن يرفضوا أفكار الإسلام والرسول، لكن سب الإسلام والرسول ممنوع، لأننا انتقلنا في تلك الحالة من حرية الفكر إلى سوء ضبط الأخلاق وسوء الأدب».وأضافوا أن «الإسلام يدعو لحرية الفكر والرأي والعقيدة لكن في الوقت ذاته، يحرم الفاحشة وسوء الخلق، خاصة خلال تبادل وجهات النظر مع أطراف أخرى، وبالتالي ضبط الأخلاق وحرية العقيدة متلازمان في الإسلام».من جهته، قال الشيخ خالد السعدون إن «هناك قواعد في الدفاع عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومنها أن الكفار آذوا الله سبحانه وتعالى قبل أن يؤذوا رسوله، وسبحانه هو الذي خلقهم»، مشيرا الى ان «السخرية من الرسول ليست بالامر الجديد، بل قد أعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن هذه السخرية والاستهزاء لا بد من وقوعها، وهي سنة لله في أصفيائه وأحبائه فقال: «لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومنَ الذين أشركوا أذى كثيراً»، فكان الشفاء في تتمة الآية «وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور»».واضاف الشيخ السعدون أنه «ليس بعقولنا ننصر الرسول، ولكن بالوحي الذي يوحى، وبقوله حين لم ينطق عن الهوى: قال الله تعالى: «اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين»، فالإعراض عن المشركين هو الدواء، فالله يقول: «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين»، وقد يتأتى من جهل الجاهلين غضب وسخطة، وكما أرشد العزيز الحكيم، عقب أمره بالإعراض عنهم فقال: «وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم»».ولفت الشيخ السعدون إلى أن «حساب أولئك وجزاؤهم على الله وحده، وهو اللعنة في الدنيا والآخرة كما حكم بها ربنا تبارك وتعالى، فقال: «إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً»».وأشار إلى أن «السبيل والمنهج في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، رباني وليس عقلاني، خاصة في التعامل مع أؤلئك الكفار والأشرار، فالله يعلم نبيه ويربيه، ويقول: «فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين»».وشدد على أن «نصرة الرسول تكون بالبيان واللسان والقلم والدعوة إلى دينه الحق، ورفع الغبش عن بصيرة أولئك، فعليكم يا مسلمون بنصرة نبيكم، كما أراد الله لا كما تريدون، فالدين ليس بالرأي والعقل، وإنما بالاتباع والنقل، قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» فبنصرة الله واتباع سنة نبيه سيتحصل لنا نصر الله، وسيكون حينذاك حال المستهزئين كما أتبع الله به ما سبق فقال: «والذين كفروا فتعساً لهم وأضل أعمالهم»، فليس لهم إلا التعاسة في الدنيا والآخرة إن لم يتوبوا، وليس لأعمالهم مآل إلا الخسران والضلال».من جهته، قال الشيخ بشير جويزي صالح إن «من ا?مور القديمة الحديثة ما نراه في هذه ا?يام من تكرار ا?ساءة إلى نبي ا?سلام محمد بن عبدالله من خلال نشر الصور المسيئة له عليه الصلاة والسلام، ونشر ا?كاذيب، وأخرها ما نشر في فرنسا، وترتب عليه أحداث عظام، من سفك للدماء، وإزهاق للأرواح، وترويع للآمنين، مما تسبب في مزيد من التهم التي ألصقت بالإسلام والمسلمين ورسول الاسلام، وهم منها براء فالإسلام هو دين السلام والرحمة والوئام وهو دين الأمن الأمان». وأضاف أنه «جدير بنا أن نبين للأمة الاسلامية ماهو واجبنا في تلك الأزمات، نصرة لنبينا وإبرازاً لسماحة ديننا ودفعاً لمكر الأعداء، بالتمسك بتعاليم ديننا، وسنة نبينا قولاً وعملاً من منطلق سماحة ا?سلام وأنه دين الرحمة والسلام للعالمين، قال الله تعالى «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»».ودعا الشيخ بشير صالح «مؤسسات العالم ا?سلامي الدينية الى القيام بمسؤوليتها الملقاة على عاتقها من واجب الدعوة والبلاغ لحقيقة هذا الدين ليعلم القاصي والداني أن رسالة ا?سلام العالمية هي رسالة العدل والسلام والرحمة والمحبة ونصرة المظلوم وا?خذ على يدي الظالم»، مشدداً على «ضرورة الاهتمام بتنشئة الجيل المسلم الذي يعتز بدينه وعقيدته ولا ينسلخ من هويته ويعلم أن الغرب ما تقدم ووصل إلى ما وصل إليه من علوم إلا بعدما نهل من علوم المسلمين في الطب والهندسة والفلك والاجتماع، فينشأ جيلاً معتزاً بدينه فخوراً به يشعر أنه عزيز متبوع وليس بتابع مخدوع بكل أجنبي».وطالب «قادة ومفكري وعلماء وساسة المسلمين بالرد القوي على أي إساءة لعقيدة المسلمين ومقدساتهم وعلى رأسها شخص نبينا صلى الله عليه وسلم ولو حدث ذلك لم تجرأ أعداء ا?سلام على إسلامنا»، لافتاً إلى أن «إسلامنا يحرم ا?عتداء على ا?خرين بسفك دمائهم أو نهب أموالهم أو التعدي على مقدساتهم وكفل للناس حرية العقيدة وحرم عليهم التعرض لعقيدة المسلمين ومقدساتهم».وخلص الشيخ بشير صالح إلى أنه «لابد أن يعلم الجميع أن الحرية المنضبطة بمراعاة حقوق ا?خرين -وليست الحرية المطلقة التي تتجاوز الحدود والحرمات- هي التي تحافظ على أمن الناس وسلامة المجتمعات وحقوق الجوار والتعايش السلمي تحت مظلة ا?نسانية التي تجمع أهل ا?رض».
علماء: نصرة الرسول ليست بسفك الدماء
16 يناير 2015