«القرارات «الترقيعية» لا تقف إلى جانب العمل المتكامل والاحترافي»«اتحاد الكرة دخل البطولة وكأنه سيخوض بطولة في إحدى حواري أستراليا» سيدني – مازن أنور: صفعة تتبعها أخرى.. هذا هو حال ظهور منتخبنا الوطني لكرة القدم في البطولات الأخيرة التي شارك فيها.. ولعل بطولة كأس آسيا الحالية هي بمثابة «الثالثة ثابتة».. الأرقام تتحدث عن واقع مخيف للأحمر البحريني.. هذا المنتخب الذي كان منافساً قوياً في السنوات العشر الأخيرة.. وبات حملاً وديعاً الكل «ينهش» من لحمه في هذه الآونة.. مشاركة خجولة في بطولة غرب آسيا بداية العام الماضي تحقيق المركز الثالث بدون تسجيل أي هدف.. أمر مضحك للغاية.. ثم مشاركة فاشلة جديدة في كأس الخليج 22 بالعاصمة السعودية الرياض أفرزت خروجاً مبكراً وحصيلة خالية من الأهداف.. ويوم أمس الأول غادر الأحمر بطولة كأس آسيا من المباراة الثانية فقط وسيخوض مباراة تأدية واجب وتحصيل حاصل بعد غد الإثنين مع قطر.صدمة وراء صدمة.. الشارع الرياضي والجماهير والإعلام البحريني ينتظر ردة فعل حقيقية بعد كل هذه الإخفاقات المتوالية.. المسئولون يختبئون.. لا يعلقون.. يعدون ولا يفعلون.. يتحدثون ولا يطبقون.. ما شاهدناه يوم أمس بأن اللاعبين هم من يتحملون المسئولية وهذا ما قام به قائد المنتخب محمد حسين.. في حين أن البقية وكأنهم ليسوا مسؤولين عن ضياع منتخب بأكمله في أستراليا.لم نكن نمني النفس بأن نشاهد منتخبنا الأحمر يصل إلى المباراة النهائية أو حتى إلى الدور قبل النهائي.. بل كنا نتطلع أن نحصد نتائج إيجابية وظهوراً يعيد لنا الثقة بأن الكرة البحرينية بخير.. ولكن أثبتت كرة القدم بأن الاجتهادات الفردية والقرارات المتسرعة وغير المدروسة لا تقف إلى جانب العمل المتكامل والشامل والاحترافي.. لا نتحدث عن دوري محترفين.. بل نتحدث عن عمل إداري وفني احترافي.. هنالك فارق شاسع كبعد الأرض عن السماء في العمل الذي يقوم به منتخبنا وعمل المنتخبات التي تأهلت إلى دور الثمانية.. لا توجد مقارنة على الإطلاق، شاهدنا ذلك بأم أعيننا، أجهزة فنية متكاملة وعلى درجة عالية من الاحترافية مقابل أربعة أشخاص فقط في الجهاز الفني لمنتخبنا ولم يسبق لهم أن عملوا كمجموعة.اتحاد الكرة دخل هذه البطولة وكأنه سيخوض بطولة في إحدى حواري «أستراليا».. اعتمد على الحل المؤقت والعلاج الفوري السريع.. استعان بمرجان عيد ووجد في الوطني عيسى السعدون الحل لإكمال الجهاز الفني متذكراً بطولاته الأخيرة على صعيد المسابقات المحلية.. زج بالمدربين الوطنيين في مهمة صعبة للغاية.. وضع هذه البطولة على هامش اهتماماته.. لأنه دخلها بجهود «ترقيعية» لم تكن جهوداً منظمة ومدروسة.. والنتيجة لم تكن مفاجئة، كنا نتوقعها ولكننا فضلنا عدم البوح بما في داخلنا أملاً أن يتحقق الحلم المستحيل.لسنا ضد تعيين المدربين الوطنيين.. ولكن أن يكون أحدهما مدرباً مؤقتاً ويعرف متى تنتهي مهمته.. وآخر مرتبط بمهمة تدريبية أخرى في البحرين كمدرب لفريق الرفاع الشرقي، هو أمر يستحق التوقف عنده كثيراً.. لم نتحدث عن الخيارات في السابق ولم ننتقدها لأن اتحاد الكرة بات يرفع شعار الوطنية لكل من يقول كلمة الحق عبر من جندهم لهذا الغرض.. ولكننا كنا على يقين بأن «الفلعة» قادمة لا محالة لأن الحل الترقيعي لم يكن هو الحل الأنسب.الاتحاد البحريني لكرة القدم يسير في عامه الثاني وينتظره عامان آخران.. ملف المنتخب هو الأصعب أمام المجلس الحالي.. مدرب هرب في غمضة عين ولم يهرب اعتباطاً بل رأى ما رأى وشاهد ما شاهد ليفضل عرضاً من الاتحاد النيوزلندي.. ومدرب اختير بفعل وإرادة الاتحاد الحالي ولموسمين كاملين ولم يقض أكثر من ثلاثة أشهر ليقيل من منصبه إنه العراقي عدنان حمد.. وحالياً مدرب يعمل من أجل ثلاث مباريات فقط والآن البحث عن مدرب جديد وطاقم جديد.. والحياة تسير والخزينة مفتوحة والكرة البحرينية إلى نفق مظلم!ندرك بأننا نبتعد بسنوات ضوئية عن بعض الاتحادات المجاورة.. وهذه شماعتكم دائماً.. ولكن لماذا لا تسألون أنفسكم عن سبب وصولنا في مناسبتين سابقتين لخط النهاية في تصفيات كأس العالم 2006 و2010 على التوالي، ولماذا لا تسألون أنفسكم لماذا نافسنا في كأس آسيا 2004 بالصين، ولماذا تأهلنا للدور نصف النهائي في بطولة الخليج 17 و18 على الرغم من الإمكانيات المادية في تلك الفترة كانت أسوأ من الآن؟.لنعود لرحلة أستراليا الممتعة.. ماذا ناقشتم كأعضاء مجلس إدارة وعددكم سبعة من أصل عشرة وأنتم في استراليا بعد أن خرج المنتخب.. لقد اجتمعتم من أجل إقالة عدنان حمد إثر تعادل في الرياض حتى ساعات الفجر الأولى على الرغم من أنه كان يمتلك بصيصاً من الأمل في التأهل لنصف النهائي بكأس الخليج ولم تمنحوه الفرصة.. اليوم خرجتم بشكل رسمي.. إنكم تبحثون عن ضحية ولم تجدوها.. مرجان مؤقت.. لاعبون لا يمكنكم التفريط بهم.. الجهاز الإداري قام بدوره حتى ولو لم يكن متكاملاً.. يبقى الحل الأخير أن تحملوا أنفسكم المسؤولية.. ولكنكم قد تجدون عذراً واهياً وهو الأداء الجيد والأخطاء وقلة التوفيق من أجل وضع الستار على قراراتكم وإخفاء ملامحكم لفترة بسيطة حتى يهدأ الشارع الرياضي البحريني الفقير!!.الحقيقة يجب أن تعرفوها جيداً.. هنالك مقولة تقول «الرجل المناسب في المكان المناسب».. هذا ما نطلبه من رئيس الاتحاد الشيخ علي بن خليفة آل خليفة.. وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.. إن كان عضو الاتحاد غير قادر على تحقيق أهدافك على مستوى المنتخبات فاستعن بالخبرات من خارج الاتحاد.. أمامكم مسؤولية كبيرة وفي عنقكم مرتبطة الكرة البحرينية وأنتم في فوهة المدفع.. عامان على صعيد المنتخبات لم يشهدا النعيم والاستقرار.. اسألوا أنفسكم لماذا وستجدوا الإجابة واضحة وضوح الشمس؟!.بعد كأس الخليج أطللتم علينا بلجنة تقييم.. رفعت توصياتها.. هل نفذت؟؟.. لم نسمع بذلك بعد.. قد تكونون مشغولين بتواجدكم في أستراليا ولم يسمح لكم وقتكم بتنفيذ توصياتها.. هل تحتاجون إلى لجنة جديدة بعد إخفاق كأس آسيا؟.. ما المانع.. توصيات جديدة واجتماعات جديدة ومواد إعلامية معلبة وقرارات الجميع يعرفها ولعل الكرة البحرينية تنهض من سباتها!!. أصواتنا بحت.. أقلامنا جفت.. أنتم كاتحاد السبب الرئيس حالياً وراء انهيار المنتخبات.. أنتم من غيبتم الاستقرار حتى عن منتخبات الفئات.. لا تهربوا من المسؤولية.. إن لم تعترفوا بها ولن تقبلوها فلا تقبلوا أن تتمسكوا بها.
الكرة البحرينية.. صفعة تتبعها أخرى! من حوّل منتخبنا من رقم صعب في القارة الآسيوية إلى حمل وديع..؟!
17 يناير 2015