كتب ـ أحمد الجناحي:الموهبة والإبداع هبة من الله سبحانه وتعالى للإنسان، مثلها مثل نعمة العقل، ولكل منا قدرات ومواهب تخصه هو بالذات، نجدها محفورة في شخصيته ونراها بشكل عملي في تفاصيل حياته وإن كان يمارس فنها دون أن يشعر هو بذلك، الغريب أن كثيراً من الناس يشعرون بتلك المواهب والقدرات بداخلهم، والأغرب أن القليل منهم من يفكر في الاستفادة منها وتوظيفها في حياته العملية، والمحظوظ منهم بلا شك هو من يجد الطريق السليم للاستفادة من هذه القدرات والمواهب.المذيعة إيمان زينل "وردة التلفزيون" التي شقت طريقها نحو التفوق والتميز في مراحل حياتها المختلفة، وجعلت من حلمها "التقديم التلفزيوني" التي كانت تحلم به منذ صغرها وتمارسه في تفاصيل حياتها البسيطة سواء في الطابور الصباحي بالمدرسة أو من خلال العرافة، واقعاً عملياً، تشعرك إيمان وهي تتحدث معك بأن التقديم والإعداد التلفزيوني ليس موهبة تعلمتها في الجامعة وحسب، بل تتعدى بذلك آلاف الأميال بخيالك وعقلك، لتوصل إليك فكرة واحدة، بأن البنت البحرينية وإن كانت مبتدئة فهي مبدعة ومتميزة وقادرة على تخطي الصعاب بإرادتها وعلمها وعملها.في سن 14 بدأت زينل مشوارها الإعلامي وهي في الـ 14 من عمرها، وكأن القدر يفتح أبوابه على مصراعيه إيماناً منه بأن الفرصة تعطى لمن يستحق "شغف وحب والتقديم لم يمكن وليد اليوم والأمس، كان الحلم منذ الصغر يكبر معي في مراحل عمري المختلفة، كنت أرى نفسي دائماً أمام المايكرفون والناس تسمع لي، كنت أشعر أن هناك حديثاً ما أريد أن يسمع الجميع بعقولهم قبل قلوبهم، وقبل ذلك كله، كنت أسعى لأن يتقبلني الناس أولاً، فلا خطاب إعلامياً مسموعاً وإن كان قوياً ومفيداً يصل إن لم يكن مقدمه واصلاً للقلوب، كانت الفرص تتوالى، فأولها بالطابور الصباحي في المدرسة، وبعدها فرصة رائعة مازلت أذكر تفاصيلها، قدمت برنامج "المملكة وبس" بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية وأنا في سن الـ 14".ومن هنا بدأ المشوار، حيث بدأت تقرأ وتتطلع على مقاطع الفيديو المختلفة على الـ "youtube" وتتابع البرامج التلفزيونية الاجتماعية وغيرها، وتسجل ملاحظاتها، حتى بدأ التدريب العملي في تلفزيون البحرين "بعد برنامج "المملكة وبس"، بدأ الحلم يكبر شيئاً فشيئاً، وبدأت بالاطلاع وتسجيل الملاحظات، حتى بدأت التدريب العملي مع أنور أحمد في تلفزيون البحرين، وأخذ المشورة والنصح منه ومن الزميل الإعلامي بدر محمد، والزميل الإعلامي عيسى محرقي، استعداداً لأكون مراسة لأحد فقرات برنامج "هلا بحرين" الصباحي، وبدأت التدريب بشكل جدي، وواصلت الاطلاع". «هلا بحرين» أحلى صدفةوأضافت زينل وعيناها ملؤها السعادة، والابتسامة تعلو شفتيها "حتى جاءت الصدفة، وأحلى صدفة، حيث جاءني اتصال من سامي هجرس، يخبرني باختياري لتقديم برنامج "هلا بحرين"، وهنا كانت المفاجأة، فالشجرة التي كنت أغرسها وأسقيها، كبرت وخرجت ثمارها"، تم اختيار إيمان لتقديم برنامج مباشر موسم كامل إضافة لحلقات عيد الأضحى المبارك، وكأن القدر يؤمن مرة أخرى بقدرتها وتميزها ويحقق أحد أحلامها!.ترى زينل أن أهم ما يميز المذيعة على شاشة التلفزيون حسب رأيها، هي رزانة المذيعة في الطرح، وأسلوب الحوار والنقاش، "أحب المذيعة الرزينة في طرحها وأسلوبها وحتى جلستها، لا أفضل الشراسة في الطرح والاختراق، وقد يكون ذلك على عكس طبيعتي، وبعيداً عن شخصيتي، ولكن هناك فنون وأساليب في التقديم يجب مراعاتها، والمقدم المميز هو من يستطيع الجلوس مع ضيفة قبل الحلقة ويبدأ الحديث معه، ليكسر الجليد، ويكون الحوار مفتوحاً ومريحاً على الهواء، ليتسنى للضيف دخول الأجواء، والمشاهد أيضاً". وتؤمن زينل بالقدرات البحرينية الشابة، وتجدها قادرة على تخطي الصعاب بقوة عزيمتها وتميزها "كل مافي الإعلام يجذب، والإنسان يبدع في المكان الذي ينجذب له أو ينتمي له إن صح التعبير، وخصوصاً البنت البحرينية، فهي قادرة بتميزها وعزيمتها على تحقيق أحلامها، وإيصال رسائلها التي تؤمن بها بشتى الطرق، وإن كانت مبتدئة في مجالها، نعم الخبرة مطلوبة، ولكن الكفاءة والجاهزية والإلمام يفي بالغرض، ناهيك عن العزيمة والتحدي"، مردفة أن "د.بروين حبيب، لها حضورها المميز على الشاشة، وأعتبرها قدوة لي بثقافتها وإلمامها، ويكفي أنها بنت بحرينية أثبتت للجميع بأنها قادرة على تحقيق المستحيل". جاهزية وإلمام بالعمل وجاءت ردود الأفعال التي تم تسجيلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمجالس، تؤكد بأن الجاهزية والإلمام والعزيمة يمكنها ولادة نفس إعلامي مميز، فالغالبية تؤكد بأن لإيمان زينل طلة خفيفة وأناقة، وتملك أسلوباً عفوياً مميزاً في طرح الأسئلة، وتنقصها بالوقت نفسه المحاورة، وعلقت زينل على ردود الأفعال "أحترم هذه الآراء، فهي بدورها تساعدني على الحفاظ على الإيجابيات، وتنبهني على إكمال النواقص، ربما تنقصني المحاورة، لكن هناك بعض المواضيع لاتسمح بالمحاورة، والترجل كثيراً، بالمشاهد يريد أن يأخذ الخلاصة المفيدة فهي أسهل للهضم، وفي بعض الأحيان يلم الضيف بجوانب الموضوع، وهناك عامل آخر، وهو الوقت، فوقت الفقرات محدود لا يسمح في بعض الأحيان للمحاورة، ولكن هذه النقطة بعين الاعتبار، وشكراً لكل من يهديني هذه الانتقادات الموضوعية". وفي ردها عن سبب انتشار الشائعات والقيل والقــــال في الوسط الإعلامي تعلق زينل "أعتقد أن السبب يعود لشبكات التواصل الاجتماعي، وبعض الحسابات التي بالفعل تسعى لاقتناص بعض النقاط من أجل خلق ضجة وفوضى إعلامية، وهذا الشيء موجود في كل المجالات والأعمال". وفي سؤالها عن الشائعات والمضايقات "هناك من لم يتوقع ظهوري على شاشة التلفزيون، وكانوا يتناقلون بعض العبارات فيما بينهم بأن إيمان ليست جاهزة ومن المستحيل أن يثق بها التلفزيون ويعطيها فرصة مماثلة، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي سفنهم، وهنا كانت المفاجأة التي استطاعت أن توقف شائعاتهم". موقف طريف لأحمر الخدودو"لأحمر الخدود" موقف طريف على الهواء مع زينل، "في إحدى فقرات البرنامج، كان الموضوع يخص المكياج والموضة، وبشكل عفوي جداً، كنت متفاعلة مع الضيفـــة خصوصـاً وأن الموضــــوع قريب مني، فسأل زميلي عيسى الضيفة "شنو البلاشر"، فقمت بالإجابة بدل الضيفة بشكل عفوي "يعني أحمر الخدود"، وبدأ الجميع يضحك في الكنترول، وعندما شاهدت إعادة الحلقة، ضحكت مع الجميع على نفسي، ولو أعيدت الحلقة، لما قلتها"، الموضوع دفعنا لسؤالها عن علاقتها بالموضة ومتابعتها لها "الموضة أتابعها وأحبها، لكني لا أطبقها كثيراً على نفسي، هناك أشياء تنال على إعجابي وأشعر أنها تناسبي، وأخرى العكس، ولكن بشكل عام تأخذ الموضة من وقتي". وحول طريقة اختيار ملابسها تقول زينل "أختار ملابسي بنفسي، وأشعر بأنه ليس من المطلوب على المذيعة إثبات جمالها وأناقتها، فالبرنامج اجتماعي وخفيف يحتاج البساطة، ليس برنامج فوازير، والمشاهد يتقبلك كما أنت ببساطتك وأناقتك من غير أن تهول بعمرك، والمشاهد يريد أن يشعر بأنه جزء من البرنامج والحوار، لذا البساطة مطلوبة في مثل هذا النوع من البرامج"، مضيفة أن "هناك من يقول لماذا لا تكثرين من اللباس، ويقارنونني مع زميلاتي المذيعات سواء في البحرين أو خارج البحرين، لكني في قرارة نفسي أحب أن أتميز، وأضيف نكهتي الخاصة من لباس ومكياج في البرنامج، وبكل تأكيد لكل برنامج طابعة الخاص ولبسه المناسب". وعن سر الانسجام بينها وبين زميلها عيسى المحرقي "عيسى زميل وأخ قبل البرنامج، كنت أخرج في تغطيه التقارير المختلفة برفقته، وبحكم علاقة الزمالة والصداقة أستشيره في أمور كثيرة، وعيسى من النوع الذي لا يبخل بالمعلومة أو المساعدة، فهناك أريحية في التعامل معه، لذا كان الانسجام ظاهراً على الهواء، وفي الحقيقة سعدت كثيراً عندما علمت بأن عيسى من سيشاركني تقديم البرنامج". ولحياتها بعيداً عن الشاشة طابع خاص ومميز أيضاً "أحب الجلوس مع عائلتي وأصدقائي، وعندما أنوي الخروج، أحب أن أقوم بشيء مميز، مغامرة واستمتاع، لا أفضل أن أخرج لتناول العشاء والسينما والعودة للمنزل"، وأضافت "أخطر مغامرة قمت بها والتي أتمنى تكرارها " Skydiving" عن طريق الأسطوانة، وأحب سباق السيارات والرياضة النسائية".الثقافة سلاح الإعلاميوترى أن الثقافة سلاح الإعلامي الناجح، "الإعلامي هو ثقافة، إن لم تتواجد الثقافة فلا وجود للإعلامي، وهذا يعني أن الإعلامي الناجح عليه أن يتسلح بالثقافة والعلم والمعرفة، وأن يواكب التطور، مثله مثل المهندس الذي يواكب التطور التكنولوجي ليكون قريباً من الساحة، والإعلامي الناجح هو من يضيف شيئاً للإعلام".وتبين زينل أن تجربة التقدم تجربة جميلة ومميزة أعطتها الفرصة الكاملة لإثبات قدراتها، وإخراج كل ما تعلمته وجاهدت من أجله، ومن خلاله استطاعت أن ترسم لها طريقاً إعلامياً "رسمت من بعد "هلا بحرين" طريقي الإعلامي، أطمح لتقديم برنامج يحاكي جميع شرائح المجتمع، خفيف، يومي، اجتماعي، يمكن من خلال تقديم المساعدة للناس، يطرح القضايا التي تمس المجتمع البحريني وتهمه". وتقول وردة التلفزيون "أشكر كل من وقف بجاني وساعدني ووثق بقدراتي، ومن لم يثق بي أشكرة أيضاً لأنه أعطاني الإصرار والعزيمة لإثبات العكس، أشكر الزميل بدر محمد، وعيسى محرقي، وسامي هجرس، وأختي الكبيرة حنان، التي كانت معي بكل خطواتي، وأمي الغالية، وصديقتي التي كانت تدفعني دائماً إلى الأمام، والأستاذ أنور أحمد، والشكر موصول لـ "الوطن" لاهتمامها بالطاقات الشبابية البحرينية".