أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام «الحرص على العلاقات الأخوية بين الجمهورية اللبنانية والبحرين»، مشيراً إلى أن «الكلام الذي يصدر عن أي جهة سياسية لبنانية في حق البحرين لا يعبر عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية».وقال تمام سلام، في تصريح أمس، إن مساحة التنوع السياسي الموجودة في لبنان، والتي تسمح بظهور مواقف مختلفة ومتعارضة من الشؤون الداخلية والخارجية على حد سواء، يجب ألا تكون مبرراً لإلحاق الضرر بالمصالح اللبنانية أو بعلاقات لبنان بأي دولة شقيقة أو صديقة».وأضاف أن «الموقف الرسمي للبنان من القضايا العربية والدولية تعبر عنه حكومته التي ينطق باسمها رئيس مجلس الوزراء، وليس أي جهة سياسية منفردة حتى ولو كانت مشاركة في الحكومة الائتلافية. إن لبنان الذي عانى كثيراً من التدخل في شؤونه حريص على عدم التدخل في شؤون أي دولة، فكيف الحال إذا كانت هذه الدولة دولة شقيقة عربية مثل مملكة البحرين؟»وتابع «أعرب عن حرصي وغيرتي على البحرين وأتمنى لها كل الخير والتقدم. وأنا متأكد من أنها قادرة على تخطي أي عثرة تواجهها بفضل حكمة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإخوانه. إن للبحرين مكانة خاصة في قلوب اللبنانيين الذين ساهم الكثير منهم في نهضتها ونعموا ومازالوا ينعمون بخيرها وبالأمن والأمان في ربوعها. وآمل ألا تؤدي أي غمامة صيف عابرة إلى تعكير أجواء الأخوة العميقة بين لبنان ودولة البحرين، أو بينه وبين أي دولة شقيقة من دول مجلس التعاون الخليجي التي لها أفضال كثيرة على بلدنا وشعبنا».ومن جهة أخرى، رأى وزير العدل اللبناني اللواء أشرف ريفي أن «حزب الله يثبت مرة جديدة أنه يلعب دور الأداة للنفوذ الإيراني في المنطقة، وما المواقف التي صدرت عن أمينه العام، بخصوص البحرين سوى نموذج عن هذا الدور الذي بات يعرض مصلحة لبنان وأمنه لأشد الأخطار، كما يؤدي إلى توتير علاقته بالدول الشقيقة والصديقة».وقال في بيان إن «ما ألمح إليه حزب الله من تهديد مبطن للبحرين، والإساءة إليها، يتجاوز كل الخطوط الحمر، فبالإضافة إلى المشاركة في الحرب في سوريا دعماً للنظام الدكتاتوري، والتدخل في العراق واليمن، لحساب إيران وبطلب منها، تأتي التهديدات للبحرين، لتنعكس مزيداً من السلبية والأخطار على لبنان، حيث يجيز فريق لبناني لنفسه التصرف كما لو أنه مرشد الجمهورية، ومقرر سياساتها، والمتحكم في مصيرها، وهو ما نرفضه بشكل قاطع».وختم أن «ما صدر عن حزب الله، يستدعي من الحكومة اللبنانية تقديم اعتذار لدولة البحرين، كونه يشكل اعتداء خارجاً عن كل الأصول، وسأطرح هذه القضية على طاولة مجلس الوزراء، وأتقدم شخصياً كمواطن لبناني، باعتذار من البحرين، آملاً ألا يؤثر موقف حزب الله المخالف للإرادة الوطنية الجامعة سلباً، على العلاقات التاريخية بين البلدين».ورأى رئيس حركة «التغيير» عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار المحامي ايلي محفوض، في تصريح أنه «لا يكفي الحكومة اللبنانية أن تتقدم بالاعتذار من البحرين، إنما واجب عليها (...) اتخاذ ما يلزم من إجراءات حماية لعدم إلحاق الأذى بسمعة لبنان من جهة وبمصالح اللبنانيين الذين يعملون هناك».واعتبر أنه بعد التمادي بـ»التصريحات الاستعدائية» ضد البحرين «بات وصول رئيس للجمهورية من طينة العمالقة، ضرورة حتمية كون وصول ضعيف متردد سيزيد من الأزمة تعقيداً، لكون الرئيس القوي يضبط إيقاع الدولة ويعتبر هو الناطق الرسمي لها». وقال «نثمن عالياً رباطة جأش الدول العربية والخليجية التي تطالها شظايا خطابات (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصرالله، ونقدر عدم لجوئها لتدابير بحق أبناء الجالية اللبنانية».وقال النائب اللبناني مروان حمادة «أستنكر كما استنكر النائب جنبلاط التدخل بشؤون البحرين وأدعو إلى الاهتمام بمصالح لبنان مع دول الخليج».وأضاف أن «السياسة الخارجية المنفردة التي يمارسها الوزير جبران باسيل لا تعكس المصالح اللبنانية وعلى رئيس الحكومة وبقية الوزراء أن يثيروا هذا الأمر».