في ظل حالة انفلاتٍ أمني متزايد يعيشها اليمن منذ أزمة 2011 الطاحنة تحوّل مسلسل اغتيال ضباط ومسؤولين في المخابرات برصاص ومتفجرات القاعدة إلى ما يشبه الظاهرة، وتحديداً في محافظة حضرموت التي استأثرت بأكثر من 50 بالمائة من تلك العمليات التي شهدتها البلاد عموماً.وعلّق محللون على ذلك بوضع مقارنة بين ما قالوا أنها تصريحات حكومية يسمعها الناس باستمرار عن عمليات تطهير للقاعدة من مناطق هنا وهناك، وبين ما يمارسه التنظيم على أرض الواقع من عمليات تطهير لرجال المخابرات خصوصاً في حضرموت.وأشارت إحصاءات شبه رسمية إلى أن 88 ضابطاً ومسؤولاً في المخابرات لقوا مصرعهم منذ عام 2011 أغلبهم في محافظة حضرموت، وآخر تلك العمليات حدثت يوم الأربعاء الماضي وكان مسرحها في شارع الأدوية بمدينة المكلا وعلى بعد أمتار من مسجد الشهداء، حيث قام مسلحان يستقلان دراجة نارية باغتيال العقيد في جهاز الأمن السياسي "المخابرات" هادي سعيد سالم عبيدان ولاذا بالفرار.وفي هذا السياق تحدث المحلل السياسي المتخصص في شؤون القاعدة أحمد الزرقة قائلاً: "الحقيقة أن ما يزيد على 40 ضابطاً وصف ضابط ومسؤولين أمنيين في جهاز المخابرات قد تم اغتيالهم في حضرموت خلال العامين الماضيين، وهو ما يشكل نحو 50% من عمليات الاغتيال للمسؤولين الأمنيين ورجال المخابرات على مستوى البلاد".وتابع الزرقة: "خلال السنوات الماضية كانت حضرموت واحدة من أبرز المناطق التي يجري فيها اعتقال أعداد كبيرة من قيادات وعناصر القاعدة، وربما أن ما بدأ لاحقاً من مسلسل اغتيالات لرجال الأمن والمخابرات بمثابة ثأر، بالإضافة إلى حادثة هروب نحو 80 من عناصر وقيادات القاعدة من سجن الأمن السياسي "المخابرات" بالمكلا قبل عامين، وهذا يعني أن أولئك الفارين يقومون بعمليات تصفيات حساب".وأضاف "فضلاً عن أن حضرموت مترامية الأطراف ومساحتها تقدر بـ120 ألف كيلومتر مربع، كما أنها تتوسط المحافظات التي ينشط فيها تنظيم القاعدة بشكل كبير وهي شبوة وأبين ومأرب".ولم يستبعد الزرقة حصول تواطؤ من بعض الجهات، مشيراً إلى أن العامل السياسي والصراعات بين الأطراف السياسية ليست ببعيد عن المسار الأمني وملف القاعدة، خصوصاً أنه لم يتم حتى الآن القبض على أي من العناصر الإرهابية المتورطة في اغتيال ضباط ومسؤولي مخابرات سواء في حضرموت أو غيرها.وكانت وسائل إعلام محلية ودولية نقلت مؤخراً عن مدير أمن المكلا السابق العقيد أحمد المحوري قوله إنه استقال ممن منصبه نتيجة تواطؤ وتعاون مسؤول أمني أعلى منه على مستوى المحافظة مع القاعدة.ورصدت مصادر أمنية مؤخراً تحركات مكثفة لعناصر تنظيم القاعدة لتنفيذ عمليات هجومية كاسحة في مسعى للسيطرة على مدينة المكلا عاصمة المحافظة، ومن ثم إعلان إمارة إسلامية ثالثة في حضرموت بعدما جرى من قبل إعلان إمارة شبوة وإمارة زنجبار التي هي عاصمة محافظة أبين جنوب البلاد.وبحسب الإحصاءات فإن 30% من عمليات الاغتيال لقيادات أمنية ومخابراتية نفذها مسلحون كانوا يستقلون دراجات نارية فيما توزعت النسبة المتبقية بين سيارات مفخخة وعبوات ناسفة.واللافت أن تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" والذي يتخذ من اليمن مقراً له قد أصدر أواخر 2012 بياناً تحذيرياً لقياداته وأعضائه في المحافظات اليمنية، خصوصاً في حضرموت وأبين وشبوة طلب منهم فيه الحذر الشديد عند التنقل والحركة بعد أن حصدت ضربات الطائرات الأميركية من دون طيار لعدد كبير من قياداتهم وعناصرهم الفاعلة.وطالب البيان باستخدام الدراجات النارية وسيلة للتنقل لكثرة استعمال الدراجات من قبل الناس ولسهولة قيادتها والتنقل بها دون مراقبة أو توقيف، بحسب البيان. وشدد بيان القاعدة على منع التنقل بالسيارات إلا في الحالات الضرورية، شرط أن تكون السماء ممطرة وملبدة حتى لا يتم استهداف أعضائه.
International
اغتيال ضباط في المخابرات يتحول إلى ظاهرة في حضرموت
08 يوليو 2013