أكد مدير إدارة مراجعة المدارس الحكومية بالهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدرب خالد الباكر، أن التغيرات الموجودة حالياً بالساحة حول القيمة الجديدة أو المفهوم الجديد لسمات الطالب في القرن الواحد والعشرين هي أن يتميز ويتمكن من فهم المواطنة والثقافة التكنولوجية، والتواصل والعمل الجماعي، والإبداع في حل المشكلات، ومهارات التعلم مدى الحياة، والتفكير الناقد، وصنع القرار.وأشار، خلال محاضرة نظمها مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، بعنوان «قضايا تربوية معاصرة»، بحضور عدد من الأدباء والكتاب والمثقفين، إلي أن تلك السمات التي تعمل بها أبرز الدول المتقدمة تربوياً أو اقتصادياً إنما تهدف لخلق مواطن يستطيع الإبداع والتواصل مع الغير، ويقود في حالة الأزمات ويضع الحلول، شخص مواطن لديه مسؤولية شخصية عن نفسه، وعن المجتمع الذي يعيش فيه. وقال، بالمحاضرة التي أدارتها د.انتصار البناء، أنه في السابق كانت لدى المجتمعات قيم ومعتقدات ومبادئ فكان يتم توجيه الطالب من خلال دراسة مجالات معينة لضمان عمل المجتمع في السياق واحد بدون تغيير، ثم جاءت الأصوات المتجددة لتقول إن المدرسة هي مكان للتمكين الاجتماعي، ومساعدة الطالب عن التعبير عن نفسه لينهض بالمجتمع الذي يعيش فيه بناء على قدراته وأفكاره وتوجهاته، واكتشاف مواهبه وميوله وإتمام دراسته في المجال الذي يريده، بعدها ظهرت توجهات تقول إن المدرسة هي خليط بين الاثنين حيث لا يمكن ترك الناس يتعلمون ويدرسون حسب ميولهم بشكل مطلق.وذكر أنه في السابق كان الكتاب التعليمي يصلح للتدريس لمدة 30 عاماً، واليوم الكتاب التعليمي يصمد لمدة عام أو أكثر بقليل، نتيجة الزخم الهائل في المعلومات وتجددها والاكتشافات العلمية، فبدأت النظم المركزية في اختبار التخصصات تتآكل وتتلاشى لأنها أصبحت غير صالحة للهدف الموجود في العالم ولا تواكب التطورات العلمية الحديثة.وأكد أنه يجب وضع الخطط لمواكبة التطورات السريعة الحاصلة في العالم وذلك لقراءة ومعرفة احتياجات سوق العمل بشكل متواصل وتوجيه الطلبة للانخراط فيها، كما ظهر مؤخراً الاقتصاد المعرفي والذي يعني أن الناس أو الطلبة ليسوا أعداداً فقط، بل ثروة يجب تنمية قدراتها وتأهيلها لتساهم في تنمية المجتمعات وتطوريها لتواكب التغييرات التي تطرأ بشكل مستمر.وتطرق الباكر، خلال المحاضرة، إلى المنهج وكيفية اعتماده، وهي الاختيارية والتحديد والتركيز والتراتبية والتراكمية، مسلطاً الضوء على أبرز التحديات التي تواجه المنهج، ومثال ذلك التدخين حيث يدرس للطلبة مضار التدخين على الصحة ليخرج الطالب بعد الحصة ليرى المدرس يدخن، ونفس المشكلة تحدث مع الوجبات السريعة ومضارها وتأثيرها على صحة الإنسان وكافتيريا المدرسة تبيعها للطلبة، وهنا نحن نعطي قيمة ونقيضها للطلبة، ويخرج للحياة ويتصرف على أن الممارسات ليست خطأ لأنه تعلمها بالمدرسة.وطالب بأن يكون هناك منطق وراء المناهج التي تدرس، وأن يتم اختيار المواقف التي تركز عليها، وأن تكون إيجابية في صالح المنظومات القيمية الموجودة بالمجتمع أو المخرجات التي تتطلع لأن تصل إليها، ممايستوجب أن تكون المواضيع محددة ومختارة بشكل صحيح.