كووورة: 14 دقيقة أسترالية عاصفة، كانت كافية بزلزلة الطموحات الإماراتية، وصعقت آمالها في الوصول إلى سيدني لخوض النهائي الآسيوي.خسرت الإمارات المباراة، وكسبت الاحترام كون منتخبها نجح في مواصلة المشوار حتى الخطوات الأخيرة، لكن لنكن منصفين، فقد غابت فرص التنافس أمام الكنغر الأسترالي الذي يعرف خبايا أرضه، ويمتاز بقدرات فنية وبدنية تغلبت على طموح وإصرار الليوث. لكن لكل خسارة أسباب ومعطيات، وهناك 6 خطايا رافقت الإمارات قبل وأثناء موقعة نيوكاسل التي شهدت المواجهة مع أصحاب الأرض.إرهاق السامورايبذل المنتخب الإماراتي جهداً كبيراً في مواجهة منتخب الساموراي الياباني في دور الثمانية، حيث لعب الفريق 105 دقائق صعبة تصدى خلالها لموجات هجومية متواصلة، قبل حسم الأمور بركلات الجزاء، وهو أمر يبدو أنه استنزف قوى اللاعبين وخاصة الخط الدفاعي الذين وضح تأثرهم بمسحة من التعب وضعف التركيز منذ بداية اللقاء، وفي المقابل وضح المنتخب الأسترالي بلياقة مكتملة وحضور ذهني وتركيز عالي طيلة دقائق المباراة الـ90.طموحات غير محسوبةبدأ مدرب المنتخب الإماراتي مهدي علي المباراة بطموحات الفوز مبكراً، حيث وضح تركيزه على الجانب الهجومي بالاعتماد على الرباعي أحمد خليل ومحمد عبد الرحمن ومن خلفهما عمر عبد الرحمن وعلي مبخوت، ولعب تركيز هذا الرباعي على الشق الهجومي، أضاع قدرة البناء من الوسط خاصة وأن خميس إسماعيل ووليد عباس ركزا كثيراً على الجانب الدفاعي، وانحصر دور عبد العزيز صنقور ومحمد أحمد على الانطلاقات الهجومية السريعة من الأطراف، والأمر ذاته اضطر المدافعين لمحاولة اختصار الوسط بإرسال الكرات الطويلة نحو عمر عبد الرحمن في العمق وكثير منها ذهب لسيطرة الدفاع الأسترالي القوي.ويبدو أن مهدي لم يكن لديه أوراق رابحة تذكر على دكة الاحتياط، فرعونة أحمد خليل أمام المرمى وإضاعته عدد من الكرات السهلة لم تكن كافية لإدانته وإخراجه من الملعب ولم يخرج سوى في الدقيقة 65 ولم يكن الكثيري بذلك البديل القادر على تغيير النتيجة، كما إن الحمادي دخل في وقت سيطر فيه الأستراليون ووجد نفسه يتحول لمدافع بدلاً من المساهمة في تضييق النتيجة، ودخول صالح بدلاً لعباس كان لمجرد تسجيل موقف بعيداً عن التأثير على النتيجة.أخطاء دفاعية متكررةعلى الأرض، يبدو المشهد الدفاعي مرتبك، فالكرات التي تصل لمنطقة العمق تفوح منها جميعاً رائحة الخطر، وهي ذات المنطقة التي جاء منها هدف التعديل الياباني في المباراة السابقة وضاعت على اليابانيين العديد من الفرص، ويبدو أن مهدي علي لم يقرأ الخطر جيداً، حيث وضحت ثغرة بين وليد عباس والعنزي مع ضعف إسناد صنقور وأحمد في الضغط على مهاجمي أستراليا، إضافة إلى ضعف الانسجام مع حارس المرمى ماجد ناصر الذي تحمل مسؤولية الهدف الأول لعدم جرأته الهجومية فيما فشل رباعي الدفاع من تشتيت كرة سهلة داخل الصندوق ذهبت في النهاية نحو الشباك.الكنغر عندما يغير جلدهتفاجأ الجميع للأسلوب القوي الذي لعب به المنتخب الأسترالي، سواء بالانتشار السليم في جميع أرجاء الملعب، وإغلاق المسافات على مفاتيح لعب المنتخب الإماراتي وخاصة عمر عبد الرحمن الذي أوقف لمرات عديدة بسبب العنف الذي مارسه المدافعون تجاهه، إلى جانب القوة البدنية الهائلة واللياقة البدنية العالية، التي جعلت من الكنغر مخلوقاً آخر، برشاقة الغزال وقوة الأسود وسرعة النمور.
5 كوارث إماراتية انتهت بزلزال أسترالي
28 يناير 2015