القاهرة - (أ ف ب): يرجح الخبراء أن يكون الهجوم الدامي على فندق كورينثيا في طرابلس ناتجاً عن تنافس بين الفصائل المحلية الليبية المتشددة أكثر منه مجرد رغبة من تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» بالقيام بعمل يلفت الأنظار. وقتل 9 أشخاص، من ضمنهم أمريكي وفرنسي وكوري جنوبي وفلبينيتين، أمس الأول من قبل مجموعة مسلحة هاجمت الفندق الراقي الذي يرتاده الأجانب وكبار المسؤولين في العاصمة الليبية. وعلى الفور تبنى الهجوم تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، حيث ترتكب فظاعات والذي يدعو إلى قتل مواطني الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضده.واتخذ تحالف الميليشيات المتشددة الذي بايع مجموعة الدولة الإسلامية من درنة شرق ليبيا مقراً له. ووقع الهجوم في قلب العاصمة الليبية التي يؤكد تحالف ميليشيات متشددة يطلق على نفسه «فجر ليبيا» أنه يحكم السيطرة عليها كاملة وحيث أعلن عن إقامة حكومته الخاصة. ونظم تحالف «فجر ليبيا» مؤخراً زيارة لمجموعة من الصحافيين إلى مناطق عديدة في المدينة ليثبت أن تنظيم «الدولة الإسلامية ليس له أي شكل من أشكال التواجد فيها». «من نفذ هذا الهجوم؟ الإجابة غير محسومة» بحسب جيمس دورسي وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط في راجانترام سكول اوف انترناشيونال ستاديز «معهد راجانترام للدراسات الدولية» في سنغافورة. وأضاف «أعتقد أن هذا الهجوم دوافعه محلية وأن القرار بتنفيذه اتخذ على مستوى محلي وليس في الرقة «معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا» أو العراق» حتى لو كان من قام به مجموعة تعلن انتماءها إلى تنظيم الدولة الإسلامية. ويتفق معه فريدريك ويري الخبير في الشؤون الليبية في مركز كارنيغي للدراسات الدولية ويقول «إنها مبادرة محلية ودوافعها ليبية داخلية وليس هجوماً مخططاً من قيادات الدولة الإسلامية في العراق أو ليبيا». وتابع الخبير «من الأفضل محاولة فهم هذا الهجوم في سياق الوضع السياسي الليبي الداخلي».وقال ماتيو غيدار وهو خبير فرنسي في الحركات الجهادية إن تنظيم الدولة الإسلامية وفرعها المحلي في ليبيا يمكن أن تكون لهما أهداف متوافقة من وراء هذا الهجوم. ويضيف أستاذ الدراسات الإسلامية والجيوبولوتيكية في جامعة تولوز2 جنوب غرب فرنسا «لقد سبق أن فعلت مجموعة الدولة الإسلامية ذلك في سوريا ثم في العراق واليوم في ليبيا التي يبدو أنها هدف سهل لتطبيق هذه الاستراتيجية الدعائية العسكرية التي تستهدف زعزعة الاستقرار». ويقول ماثيو غيدار «من الواضح أن هناك منافسة داخل الحركة الليبية المتشددة، ففجر ليبيا تعادي الميليشيات الأخرى ولكن هناك نزاعاً داخلياً آخر بين القادة ومجموعة الدولة الإسلامية».