رحل ملك الإنسانية، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحل صاحب القلب الكبير، رحمك الله أبا متعب، وكتب الله لك أجراً بما أنجزت وما أعطيت وما بذلت وقدمت في خدمة الدين ثم الوطن، قلوبنا حزينة على فراقك ورحيلك.كنت بلسماً للجراح، وقوة للوطن، ونبعاً لا ينضب من الحب والحنان لأبنائك وصحبك الكرام، تواصل الليل بالنهار لمساعدة المحتاج، وإقالة العثرات والعطف على الأيتام والفقراء والمحتاجين، رحمك الله رحمة واسعة، فقد قدمت الكثير من الإنجازات والعطاءات، وحظيت بخدمة أشرف بقاع الأرض مكة المكرمة والمدينة المنورة، فكسبت خيري الدنيا والآخرة وما أشرفها من خدمة. رحمك الله ملك الإنسانية والعطاء، رحمك الله على جهدك وصبرك وسهرك على أن تجعل الديار المقدسة نموذجاً للمدن الأكثر تطوراً ونمواً، أحبك الكبير والصغير، والطفل، والمسن، والمحتاج، والغني لسمو أخلاقك وتواضعك وسعة صدرك، كان همك الوطن وأبناء الوطن ومعالجة القضايا الإنسانية التي يشهد لها القاصي والداني، فكان همك أن تكون مكة المكرمة مدينة نموذجية عالمية ينبع منها شعاع الفكر والعلم، فكان لك ما تمنيت، فقامت المشروعات هنا وهناك تحكي إنجازاتك، نبكيك حباً وفراقاً نبكيك لأنك تركت فراغاً في حياتنا وابتسامة كانت لا تفارق ثغرك ووجهك.إن الوطن والأمتين العربية والإسلامية فقدت دون شك قيادياً عظيماً من قادتها، ورمزاً فاعلاً من رموزها، ولكن هذا أمر الله تعالى وقضاؤه وقدره ولا راد له سبحانه.ولاشك أن شخصية الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - من الشخصيات العالمية التي خدمت عالمها الإنساني بكل مسؤولية واقتدار. فعلى النطاق المحلي كانت وستظل بصماته خالدة في وجدان الوطن والمواطن.فقد تقلد طيب الله ثراه عدة مناصب مهمة، وكان في كل منصب يقدم خلاصة خبرته، وعظيم حنكته وحكمته، ولا ريب أنه رحمه الله قد تعلم في مدرسة والده المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله - فكان نعم التلميذ لوالده، وساهم المغفور له بإذنه تعالى في الوصول بالمملكة إلى المكانة الرفيعة التي تتبوؤها الآن. ولذلك، ليس غريباً أن يسارع العالم من أشقاء وأصدقاء بالوقوف مع المملكة معزين ومواسين في هذا الفقدان الكبير. كما حفل سجل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - بالكثير من الأعمال الخيرية على مدى سنوات.وقد كان للعمل الخيري نصيب كبير من وقت وجهد سموه يرحمه الله وكان سباقاً إلى العمل الخيري بأشكاله وأسبابه.ولذلك، فإن التاريخ لن ينسى أن يسجل له يرحمه الله رحلة زاخرة بالعطاء فقد كان اسم سموه حاضراً في العديد من المبادرات والبرامج والمراكز والمؤسسات الخيرية ليس على مستوى المملكة العربية السعودية، فحسب بل على مستوى العالم. وارتبط خادم الحرمين الشريفين طيب الله ثراه بعمل الخير حتى أصبح اسمه ملك الخير وأياديه البيضاء معروفة ومشهودة بالمملكة والعالم العربي والإسلامي.وفي هذه العجالة، ومهما حاولنا أن نستوفي مسيرته - يرحمه الله - فالمقام لا يسعف للاستقصاء والشمول والكلمات تعجز عن أن تصور ما يكنه الوطن ومواطنوه طيب الله ثراه من ولاء ومشاعر وفاءً وتقديراً وعرفاناً. ما أكثر المناقب وأعظم الإنجازات التي تحققت على يد سموه رحمه الله وبفقدان عبدالله الخير تنطوي صفحة بيضاء ناصعة من العطاء والإنجازات الخيرية.فمن ذكر بالخير لا يرحل وستبقى ذكراه خالدة بيننا وسيظل الراحل الكبير عبدالله بن عبدالعزيز بجهوده وخدماته الجليلة في ذاكرة الوطن والمواطن والأمة لأنه سكن القلوب. رحمك الله يا ابن عبدالعزيز، فقد أديت الأمانة وبذلت العطاء وليس أمامنا إلا دموع نذرفها وندعو لك من قلوب عاشت معك عن قرب أن يتغمدك الله بواسع رحمتك ويسكنك فسيح الجنان ويلهم كل من أحبك الصبر والسلوان.. فلا يسعني في هذا المقام إلا أن أرفع أحر التعازي لرحيل خادم الحرمين الشريفين المحبوب الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه وللأسرة المالكة الكريمة وللشعب السعودي على هذا المصاب الجلل وأن يجعل خير خلف لخير سلف لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الذي سيساهم وسيسجل التاريخ بحكمة وحنكة هذا القائد الذي يسير كما سار الأولون عليه من أبناء عبدالعزيز الكرام يقفون دائماً داعمين لمسيرة الخير والعطاء والنهوض بجميع القضايا الإنسانية وما يحل بالأمتين العربية والإسلامية، وإنا لله وإنا إليه راجعون.عبداللطيف بن نجيب متطوع بدار يوكو لرعاية الوالدين وناشط اجتماعي