عواصم - (وكالات): أقدم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» على ارتكاب جريمة بربرية وحشية، بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً، الذي كان يحتجزه التنظيم الإرهابي منذ ديسمبر الماضي، فيما أعلن الأردن بعد قليل من ارتكاب التنظيم جريمته البشعة أن «الكساسبة استشهد منذ الشهر الماضي»، بينما قطع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، زيارته لواشنطن بعد إعلان إعدام الكساسبة.وهددت القوات المسلحة الأردنية بالقصاص من قتلة الكساسبة، فيما ذكرت مصادر أنه «تم إصدار قرار بإعدام عدد من المدانين بالإرهاب بينهم العراقية ساجدة الريشاوي فجر اليوم»، والريشاوي مدانة في عملية تفجير 3 فنادق في عمان في 2005. وأبدت عمان استعدادها للإفراج عن الريشاوي، لكنها طالبت بدليل يثبت أن طيارها على قيد الحياة. وبث التلفزيون الأردني خبراً أعلن فيه «استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة منذ 3 يناير الماضي، إنا لله وإنا إليه راجعون». وأكد مصدر عسكري أن «عائلة الطيار أبلغت من قبل الجيش باستشهاده». وفي ديوان عشيرة الكساسبة غرب عمان ساد الحزن والبكاء المكان. وهدد «داعش» في شريط فيديو تناقلته مواقع جهادية على الإنترنت بقتل كل الطيارين المشاركين في حملات القصف الجوي على مواقع التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق، مورداً أسماء قال إنها لطيارين أردنيين مع عبارة «مطلوب للقتل». وتضمن الشريط الذي نشر على منتديات الجهاديين على شبكة الإنترنت مشاهد مروعة للرجل الذي ألبس لباساً برتقالياً وقدِّم على أنه الطيار، وهو محتجز في قفص كبير أسود، قبل أن يقوم رجل ملثم بلباس عسكري، بغمس مشعل في مادة سائلة هي وقود على الأرجح، ويضرم النار فيها. وتنتقل النار بسرعة نحو القفص حيث يشتعل الرجل في ثوان، يتخبط أولاً، ثم يسقط أرضاً على ركبتيه، قبل أن يهوى متفحماً وسط كتلة من اللهيب.وفي لقطات لاحقة، يمكن رؤية جرافة ضخمة ترمي كمية من الحجارة والتراب على القفص، فتنطفىء النار ويتحطم القفص، ولا يشاهد أي أثر لجثة الرجل. وتم التقاط المشاهد وسط ركام انتشر بينه عدد من المسلحين الملثمين بلباس عسكري واحد. كما يتضمن الشريط صوراً للطيار معاذ الكساسبة باللباس البرتقالي إياه وهو يجول بين الركام، قبل صور الحرق. وبعد وقت قصير من انتشار الشريط، بث التلفزيون الأردني الرسمي خبراً عاجلاً أشار فيه إلى أن الكساسبة «استشهد منذ الثالث من الشهر الماضي». بعدها هددت القوات المسلحة الأردنية بالقصاص من قتلة الطيار. وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأردنية العقيد ممدوح العامري في بيان تلاه على التلفزيون الرسمي إن «القوات المسلحة تؤكد أن دم الشهيد الطاهر لن يذهب هدراً وأن قصاصها من طواغيت الأرض الذين اغتالوا الشهيد معاذ الكساسبة ومن يشد على أياديهم سيكون انتقاماً بحجم مصيبة الأردنيين جميعاً».من جهتها أكدت الحكومة الأردنية أن رد الأردنيين سيكون «حازماً ومزلزلاً وقوياً».وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني للتلفزيون الأردني الرسمي «أن من كان يشكك بأن رد الأردن سيكون حازماً ومزلزلاً وقوياً فلسوف يأتيهم البرهان وسيعلمون أن غضب الأردنيين سيزلزل صفوفهم». وأعلن التلفزيون الرسمي الأردني أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قطع زيارته للولايات المتحدة التي توجه إليها أمس الأول، بعيد إعدام الطيار الأردني.ووجه العاهل الأردني في وقت لاحق كلمة إلى شعبه أكد فيها أن من واجب جميع الأردنيين الوقوف صفاً واحداً وإظهار معدن الشعب الأصيل في مواجهة الشدائد والمحن، فيما أعرب عن حزنه وغضبه لإعدام الكساسبة مؤكداً ان «داعش» تنظيم إرهابي جبان».ودانت مصر إعدام الطيار الأردني واعتبرته «عملاً بربرياً جباناً وهمجياً بشعاً» يتناقض مع «قيم الدين الإسلامي وكافة الشرائع السماوية»، في أول رد فعل عربي على الحادث.وأعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان عن «إدانة مصر البالغة وبأشد وأقسى العبارات جريمة قتل الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش الإرهابي».ووصفت مصر هذه «الجريمة النكراء بالعمل البربري الجبان والهمجي البشع، والذي يتناقض تماماً مع قيم الدين الإسلامي الحنيف ويخالف كافة الشرائع السماوية التي تحض على الرحمة وتصون القيم السامية وتعلي من حرمة النفس البشرية».ودان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إعدام الكساسبة معلناً مساندة بلاده للأردن «فى مواجهة تنظيم همجى جبان يُخالف كافة الشرائع السماوية».وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه إذا ثبتت صحة الشريط المسجل الذي يظهر حرق الطيار الأردني حياً، فإن هذا الأمر يظهر «وحشية» هذا التنظيم، مضيفاً أنه «سيضاعف يقظة وتصميم التحالف الدولي لضمان الهزيمة الكاملة» لتنظيم الدولة الإسلامية. كما دان الجنرال لويد اوستن قائد القيادة الأمريكية الوسطى الذي يقود الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية الإعدام «الوحشي» للطيار الأردني حرقاً. وقال الجنرال اوستن إن «القيادة الأمريكية الوسطى تدين بشدة جريمة القتل الوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش» بحق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، مضيفاً «سنقاتل هذا العدو الهمجي حتى هزيمته». وسقطت الطائرة التي كان يقودها الكساسبة خلال غارة كان ينفذها في محافظة الرقة شمال سوريا، وتم أسره على الأثر على أيدي التنظيم المتطرف. وكان تنظيم «داعش» تحدث عن احتمال الإفراج عن الطيار الأردني في حال أفرجت السلطات الأردنية عن ساجدة الريشاوي المعتقلة لديها لمشاركتها في عملية تفجير ثلاثة فنادق في عمان في 2005. وأبدت عمان استعدادها للإفراج عن الريشاوي، لكنها طالبت بدليل يثبت أن طيارها على قيد الحياة.