كتب - جعفر الديري: لم تحظ منطقة الخليج العربي، والبحرين، باهتمام الباحثين والمؤرخين العرب وحسب، بل إن هذه المنطقة يشهد لها التاريخ أنها كانت في بؤرة اهتمام الغربيين والأجانب عموماً. ورغم ما يؤكده أهل البحث والتدقيق؛ من أن الدافع وراء هذا الاهتمام؛ دافع استعماري، خرجت مجموعة من المصنفات بهذا الشأن، تعتبر من أهم المصادر التي يعتمد عليها مؤرخو المنطقة. من هذه المصنفات كتاب «دليل الخليج الخصائص الجغرافية والإحصائية»، للمؤرخ البريطاني البارز جون غوردون لوريمر المعروف اختصاراً ج.ج. لوريمر، فرغم أن المعلومات الواردة في قسمه الجغرافي، قد تجاوزها الزمن إلا أن «دليل الخليج»، مازال يحتفظ بأهميته الكبيرة. فهو بحق كما وصفه الملحق الأدبي لجريدة التايمز اللندنية سنة 1971 بأنه «هائل» في محتواه، و»بلا بديل معاصر،». وقالت مجلة تاريخية أمريكية العام 1991: «كمصدر لمواضيع متنوعة كالتواريخ السياسية والاقتصاد والعبودية والبرقيات ومعاجم القبائل فإن ما جمعه لوريمر هو بلا مثيل». يعود تاريخ «دليل الخليج» للوريمر إلى 1908، وهو في شكل موسوعة من أجزاء متعددة تتناول الحياة الاجتماعية والاقتصادية للسكان ووصفاً للمنطقة وقبائلها وإماراتها ومشيخاتها وإحصائيات متنوعة. وقد أعده ج.ج. لوريمر، في أصله تقارير للحكومة البريطانية في الهند، وكان هو واحداً من موظفيها، بهدف توفير مرجع لموظفي المستعمر في تعاملهم مع وجهاء وأعيان وأفراد الإمارات العربية على سواحل الخليج والقبائل العربية في الجزيرة العربية على وجه الخصوص. مما يذكره ج. ج لوريمر؛ في كتابه أن مصائد (اللؤلؤ) في البحرين كانت أهم مصائد الخليج باستثناء ساحل عمان (المتصالح)، ولأهل البحرين (917) قارباً، يعمل بها أكثر من (17,500) رجل ويزود قارب اللؤلؤ في البحرين في المتوسط بحوالي (19) رجلاً. وعادة يدير السفينة الكبيرة ربان واحد (نوخذة) و14غواصاً و14 مساعد غواص ومجموعهم (29 رجلاً). أما جون غوردون لوريمر المعروف اختصاراً ج.ج. لوريمر (1914- 1870) فتذكر الموسوعات العلمية أنه موظف بريطاني في حكومة بريطانيا في الهند زمن الاستعمار. يعد لوريمر أبرز المؤرخين والجغرافيين الذين وصفوا منطقة الخليج العربي في بداية القرن العشرين. ولد جون جوردن لوريمر في مدينة كلاسكو الشمالية البريطانية 6 يونيو 1970، وتخرج من جامعة ادنبرة سنة 1889 ، حيث خدم في كنيسة المسيح المتواجدة في مدينة إكسفورد لمدة عام. وفي سنة 1891 تولى منصب المساعد الأول للمندوب السامي البريطاني في ولاية البنجاب الهندية. وبسبب كفاءته الدبلوماسية والسياسية العالية نقل إلى مقاطعة سيملا عند سفوح جبال الهملايا، ليتولى الشؤون الخارجية لحكومة الهند البريطانية آنذاك. تزوج سنة 1875 من السيدة ماريان اغنيس، وفي سنة 1909 أصبح المندوب السامي للتاج البريطاني لدى الإقليم العربية التابعة للباب العالي العثماني، ثم تولى منصب القنصل العام في بغداد سنة 1911، ومن أهم مؤلفاته بالإضافة لكتاب دليل الخليج المترجم والصادر سنة 1967 من ديوان حاكم قطر، كتاب القانون العرفي والمدني لدى مجتمعات شعب البشتو الأفغاني – الباكستاني عن دار براكس 1899، وكتاب قواعد اللغة البيشتونية ومفرداتها الصادرة عن جامعة ادنبرة سنة 1902، في حين أنه توفي بتاريخ 9 فبراير 1914 في مدينة بوشهر الفارسية إثر حادث عارض.