بقلم - د.خالد الشنو:الحب، كلمة بمجرد أن تذكر، تتسلل إلى ذهن البعض قصص الغرام، ومشاهد العشق، وعلاقات الجنسين العاطفية، و(....)، مع أن آفاقها أوسع، ومدلولاتها أرحب، لكن الناس ضيقوا واسع الحب، أو فهموه على غير مراده، أو حملوا الكلمة محامل سلبية، فزعموا العلاقات العاطفية المحرمة حبا، وجعلوا هرب المعشوقة مع عشيقها حباً، وتصوروا نظر فتاة لشاب – مع أنها التفاتة غير مقصودة منها – هي الحب، واتخذوا المسلسلات الهندية والمكسيكية والتركية المرجع المعتمد للحب! الحب، ليس كذلك، الحب كلمة تدخل صاحبها الجنة! مشاعر فطرية جميلة رقيقة تعبر عن مكنون قلبي صادق، قوة دافعة بشدة نحو البذل والعطاء، إنه أسمى وأرقى وأرفع من القول والسلوك الساقط والمبتذل والممجوج في وسائل الإعلام الهابطة.تأملوا معي قصة هذا السائل المحب حقاً، فقد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يسأل: متى الساعة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «وماذا أعددت لها؟»، قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فقال: «أنت مع من أحببت». قال أنس – وهو راوي الحديث - فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت مع من أحببت»، أنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم. رواه البخاري.وتأملوا معي هذا الزوج المحب حقاً إلى درجة التصريح باسم حبيبته! فقد سأل عمرو بن العاص رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله من أحب الناس إليك؟. فقال صلى الله عليه وسلم: «عائشة». رواه الترمذي.وتأملوا معي هذا الصديق المحب حقاً، فقد كان عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فمر به رجل آخر، فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أعلمته؟». قال: لا، قال: «أعلمه»، قال: فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني فيه». رواه أبو داود.وتأملوا معي هذا المواطن المحب حقاً، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمكة وهي تراب وجبال: «ما أطيبك من بلد وأحبك إلي! ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنت غيرك»، رواه الترمذي.ولعل شاعراً هنا يسعفني بكلماته الرقراقة للحديث عن بقية مساحات الحب في عالمنا، فيقول:مالئاً بالمسرات روحي.. أزرع الحب وأذكي العاطفة.. والذي ينقش الحب أمي وأبيعلماني أن بالحب إذا هبت تموت العاصفة..أن بالحب إذا شئنا نعيد العمر من أيام سالفة..علماني أن أحب الله والأوطان والناس جميعاًوالحياة الهادفة..أن بالحب إذا خلصت نفسي من هواهاأملأ الأرض سلاماً وختاماً للدماء النازفة..لا يموت الحب فينا إن زرعناه ويبقى مثل أشجار النخيل الواقفة..هذا هو الحب في أسمى معانيه، وأجلى مراقيه، أفلا يحق لي أن أجزم بعد هذا، لا بد من حب ؟!أحبكم في الله أيها القراء الأحبة.
لا بد من حب!
06 فبراير 2015