عواصم - (وكالات): اعتبر مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية أن جماعة «بوكو حرام» المتشددة في نيجيريا تمتلك أموالاً وأسلحة بكميات كبيرة خزنتها خلال تقدمها الميداني لكنها قد تواجه معركة أقوى مع الدول المجاورة لنيجيريا. وأضافوا أن تمويل «بوكو حرام» ازدهر بفضل سرقات المصارف والفديات الناجمة عن عمليات الخطف وأن الجهاديين يقاتلون بـ «أسلحة متساوية» مع الجيش النيجيري بعد استيلائهم على ترسانة أسلحة. ولكن قدرات المتشددين قد تصل قريباً إلى حدها الأدنى أمام القوات المسلحة التشادية والنيجرية والكاميرونية. وقال أحد مسؤولي الاستخبارات الأمريكية إن التدخل العسكري للدول المجاورة في نيجيريا «قد يغير قواعد اللعبة بطريقة إيجابية». وتأتي هذه التعليقات بعدما منيت الجماعة بخسائر فادحة بعدما شنت النيجر هجوماً كبيراً أمس الأول للمرة الأولى. وشارك في المواجهات قوات النيجر وتشاد التي اعتمدت دوراً قيادياً في المعركة ضد المتشددين. وأجرى المسؤولون الأمريكيون مقارنة مع الوضع في الصومال حيث تمكنت الجيوش الإقليمية من دحر متطرفي حركة الشباب المتشددة الصومالية واعتبروا أن «بوكو حرام» قد تتراجع قوتها كثيراً مع تدخل الدول المجاورة. وفي داخل نيجيريا كانت جماعة «بوكو حرام» تتقدم وتزداد قوة مع سيطرتها على 30 بلدة وقرية في غضون سنة كما قال مسؤولون.وهذا التقدم أتاح للمجموعة أن تقيم ملاذاً آمنا تشن منه عمليات متطورة وهجمات في منطقة أوسع نطاقاً.و»بوكو حرام» التي تضم ما بين 4 آلاف و6 آلاف مقاتل، سيطرت أيضاً على آليات عسكرية من القوات النيجيرية المتراجعة ما أتاح لها تعزيز مواقعها في ميدان المعركة كما أضاف مسؤول في الاستخبارات. وهذه الآليات أتاحت للمتمردين التقدم في بلدات وقرى بشكل أسرع كما أضاف. وقال مسؤولون إن وحشية هذه الجماعة «وسعيها للثأر» هي نهج رسمه قائدها أبو بكر شيكاو. ويبدو أن ليس هناك من وريث واضح إذا تأكد مقتل شيكاو في المعركة. وفيما تخرج «بوكو حرام» من شمال شرق البلاد، فإنها ستطرح تهديداً متزايداً للغربيين المتواجدين في نيجيريا.لكن ليس هناك مؤشرات على أن المجموعة قادرة على شن هجمات على حقول النفط في جنوب البلاد أو تدبير هجمات إرهابية في الغرب. وفي أشرطتها الدعائية تعبر «بوكو حرام» عن «تعاطف مع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لكن لا تزال هناك الكثير من التساؤلات حول نظرة التنظيم «لبوكو حرام» كما قال أحد المسؤولين.وأضاف المسؤول أنه من غير المرجح أن يعتبر الجهاديون في الشرق الأوسط المتمردين في نيجيريا كعناصر مقاتلة مساوية لهم مشيراً إلى أنهم «عنصريين». ولا تزال «بوكو حرام» تحتجز 276 تلميذة تم اختطافهن في بلدة شيبوك في أبريل الماضي. وأثارت عملية الخطف هذه استنكاراً واسعاً في العالم وعلى وسائل التواصل الاجتماعي السنة الماضية لكن الاهتمام بهذه المسألة تراجع مع الوقت. وقال مسؤول «على حد علمنا، لا تزال الجماعة تحتجز التلميذات». وأضاف أن الخطف «كان عادة لدى «بوكو حرام» لسنوات، وهذا الأمر ليس بجديد». وأوضح أن عملية الخطف في أبريل الماضي «تم التداول بها كثيراً بسبب حجم» المجموعة التي خطفت متكهناً بأن الفتيات تم تفريقهن ضمن متمردي «بوكو حرام» ولا يتم احتجازهن جميعاً في مكان واحد. لكن الجيش النيجيري يواجه صعوبات في مواجهة التهديد الذي تشكله «بوكو حرام». وقال مسؤولون إن الجيش غرق في دوامة انكفاء حيث أثرت الخسائر الكبرى التي مني به على معنويات عناصره ما دفع بالبعض إلى الفرار. وقال مدير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية اللفتنانت جنرال فنسنت ستيوارت لأعضاء مجلس النواب في إفادة خطية إن الجيش النيجيري «يواجه عمليات انشقاق جماعية، حيث يتراجع الجنود عند أول مواجهة» مع «بوكو حرام».