دعا رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية سماحة الشيخ محسن آل عصفور التوافق على نظام أمني ومنظومة حقوقية للتعايش السلمي بين كل شعوب العالم ورعاية المصالح المشتركة على أسس من العدالة والانصاف وتوفير كل عوامل وأسباب الاستقرار والأمن، من خلال جميع المنظمات الدولية، مشدداً على أن الإرهاب والتطرف والعنف هو العدو الأول لكل الشعوب ويهدد السلم العالمي ويقوض كل مشاريع التنمية والرخاء والرفاهية التي تخطط لها كل الشعوب.وأكد الشيخ محسن آل عصفور، في كلمته خلال مشاركة إدارة الأوقاف الجعفرية في فعاليات النسخة الثالثة من «هذه هي البحرين» والتي أقيمت في العاصمة البلجيكية بروكسل في 27 و 28 يناير الماضي بتنظيم اتحاد الجاليات الأجنبية في البحرين بمشاركة وفد يضم عدة شخصيات بارزة يمثلون مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات الدينية والجمعيات الأهلية من خلال معرض ومؤتمر أقيم في قصر الفنون الجميلة، أن البحرين تتميز بمكانة رفيعة برغم صغر رقعتها الجغرافية، وكانت ولا زالت مهداً ومحطة لتلاقي شعوب العالم على امتداد التاريخ البشري وستبقى موطن التعايش والتجانس الاحترام لكل الأجناس والأعراق والقوميات والأديان. المساواة والعدالةوأكد رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية أن البحرين حباها الله بقيادة وشعب أصيل، وتنعم بقيادة تقدّر قيمة التواصل بين الحكومة والشعب بكل فئاته على درجة من المساواة والعدالة فتجد الحضور اللافت في افراحهم لتقديم التهاني وفي أحزانهم لتقديم المواساة ناهيك عن حلقات التواصل المستمرة مع رجالات وشخصيات جميع الفئات للتشاور والتناصح فيما فيه خير ورخاء الشعب والوطن والإصغاء لكل الأصوات التي تنادي بالتطوير والإصلاح والرقي والتقدم، ومن هنا كانت خطوة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فور تسلمه مقاليد الحكم من اعلان تدشين عهد الاصلاح وبالاستفتاء على ميثاق العمل الوطني الذي حظي بإجماع شعبي ودعم وتأييد غير مسبوق من جميع فئات الشعب وأطيافه كانت انطلاقة كبرى ومبادرة تاريخية لعهد جديد يعيش فيها الشعب أحلى الأيام التي لم يعشها بعد وكانت الخطوات الجادة تتسابق من أجل تدشين ذلك العهد الزاهر.ولفت إلى أن عاهل البلاد أطلق أولى مبادراته في إطلالة عهده الإصلاحي على المستوى الدولي بمؤتمر حوار الأديان ومؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية، وقال «لقد كنا من أبرز أنصار دعوته الوطنية المخلصة ومبادراته الخيرة وخطواته الإصلاحية التاريخية ومن المشاركين في دعمها، لاسيما المبادرات الحكيمة الكثيرة المعروفة التي وفرت أسباب العيش الكريم لجميع أبناء شعبه وتستحق أن تقابل بكل التقدير والعرفان والشكر والامتنان».وقال سماحته في كلمته «إننا في البحرين نطمح أن نساهم في رقي وازدهار مملكتنا وأن نكون على قدر المسؤولية في إنجاح عهد الاصلاح الشامل والبناء الحقيقي للدولة الحديثة الذي دشنه جلالة ملك البحرين بكل مظاهرها ومعالمها وبنيتها المتكاملة والإسهام ضمن منظومة النظام الدولي الجديد في إرساء كل مشاريع التنمية والرفاه الاقتصادي والاجتماعي لشعبنا في حاضرنا وتأمين غد زاهر لأبنائنا».وأضاف «ومن حسن الصدف أن يتفق انعقاد مؤتمر (هذه هي البحرين) في نسخته الثالثة في عاصمة أوروبا غير الرسمية بروكسل بعد منح ملك البحرين في شهر سبتمبر الفائت جائزة منظمة التعايش بين الأديان والحضارات في احتفال اليوبيل الذهبي بمرور 25 على تأسيسها في الولايات المتحدة الأمريكية تقديراً وعرفاناً بإسهاماته المشهودة في مجال تحقيق الوئام والانسجام بين شتى مكونات مجتمعات مملكته المتعددة الأديان والثقافات وإسهاماته على المستوى الدولي باحتضان المؤتمرات الدولية المعنية بنفس التوجهات والأطروحات الهادفة والتي كان آخرها رعاية جلالته لمؤتمر (الحضارات في خدمة الإنسانية) الذي استضافته البحرين في مايو الماضي بحضور عدد كبير الشخصيات الدينية من مختلف العالم». كفالة حرية الرأي للجميعوأكد الشيخ محسن آل عصفور أن تاريخ البحرين الطويل حافل بالتعايش بين أتباع جميع الأديان والثقافات إضافة لحرية الرأي المكفولة للجميع بموجب دستور البحرين، وإن التنوع والثراء الذي يتميز به المجتمع البحريني يضم بين أبرز مكوناته أتباع الأديان السماوية كالمسلمين والمسيحيين واليهود وجميع الأديان الوضعية الأخرى وأن هذا التنوع قد ساهم في بناء وتطور المجتمع البحريني المتمازج.وقال «إن القيم الإنسانية والمثل والمبادئ السامية العليا ينبغي أن تكون هي القاسم المشترك للتعايش السلمي وتحقيق الانسجام بين أفراد المجتمعات المختلطة المتمازجة الأديان من أجل بناء مجتمع المدينة الفاضلة الذي يقوم على احترام إنسانية الآخر واحترام حرمة وجوده وحرمة أملاكه وعلاقاته بين بني جنسه في الحياة وحقه في توفير أسباب الأمن والرخاء والاستقرار والسلام والعيش الكريم وهو الهم والحلم المشترك الذي يسعى إليه كل إنسان مهماً اختلفت اعتقاداته».وعلى ذات الصعيد، تلا سماحة الشيخ محسن آل عصفور دعاء للسلام من البحرين إلى الشعب البلجيكي والعالم، من خلال مشاركته في كنيسة سانت مايكل وسانت غودولا (كنيسة المراسيم الملكية) باللغتين العربية والإنجليزية، داعياً إلى بث روح السلام والتعايش بين الديانات واحترام الشعائر، مؤكداً أن البحرين هي أرض السلام والتعايش وأن قاطنيها من مختلف الأعراق والديانات لديهم ارتباطهم الروحي والوطني والإنساني الذي امتد لسنوات طويلة في المملكة، ولم يتعرضوا خلالها للتمييز والنبذ.وشاركت إدارة الأوقاف الجعفرية بجناح تعريفي لمنجزاتها ومطبوعاتها التي أعدت باللغتين العربية والإنجليزية، في المعرض المصاحب الذي أقيم بمشاركة عدد كبير من ممثلي المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، وقد استقطب جناح الإدارة كبار السفراء من الدول الخليجية والعربية بالإضافة إلى سفراء الدول الأجنبية وأعضاء البرلمان الأوروبي ونخبة من الشخصيات التي حرصت على زيارة المعرض والتعرف عن قرب على واقع البحرين ونشاط وفعاليات الجهات المشاركة، وخلال المعرض أهدت إدارة الأوقاف الجعفرية للزوار مجموعة من مطبوعاتها.