كتبت - سلسبيل وليد:جربت الزواج في المرة الأولى وانتهت العلاقة بالطلاق، وجربت ثانية وتركها طليقها وغادر البلاد، وأغلقت هيئة ضمان الجودة مصدر دخلها الوحيد «معهد تعليمي»، وهي مرغمة على الإنفاق على ابنتها الجامعية وابنها السجين، وتعاني مرض «الفيبروماليجيا» وانزلاق غضروفي بالرقبة، وآخر الطامات هددها صاحب الشقة بالطرد إن لم ترفع سعر الإيجار وتلتزم بمواعيد الدفع.تقول المواطنة البحرينية إن مرضها نادر ولا علاج له في البحرين، وأنها تستحق الإعانة الممنوحة للمعوقين البالغة 100 دينار شهرياً، وهي تناشد صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة العاهل المفدى، للنظر بحالتها وإيجاد مصدر دخل ثابت يعينها على مواجهة أعباء الحياة. وتضيف الشاكية في تصريح لـ«الوطن»، أن طليقها تركها تغوص في كومة من الديون مع أعباء ابنة مطلقة طالبة بالجامعة وابن سجين يحتاج لـ60 دينار شهرياً على أقل تقدير.وتشرح أن طليقها أخرج نفسه مثل الإبرة من العجين، وغادر البحرين تاركاً وراءه هموماً لا تقوى على حملها منفردة، ما أدى لمرضها بـ»الفيبروماليجيا».وتسرد المواطنة أن قصتها المأساوية بدأت عندما أغلقت هيئة ضمان الجودة مصدر دخلها الوحيد «المعهد»، وتراكمت الديون عليها، وحاولت تعويض الخسارة بتدريس اللغة الإنجليزية في المنزل، ولكن الفكرة باءت بالفشل.انتقلت للعيش مع ابنتها في مدينة المحرق، وبمساعدة الجيران استطاعت الحصول على الطلاق من زوجها، وبمجرد إغلاق المعهد تركها طليقها وحيدة تتخبط تحت وطأة كومة من الديون وذهب خارج البلاد للبحث عن فرص عمل أفضل، فيما ظلت هي تعتني بابنتها وابنها من طليقها الأول، وتوقفت ابنتها عن دراستها الجامعية بعد أن اجتازت السنة الثالثة، بينما أودع ابنها السجن.حاولت جاهدة الوقوف على قدميها مجدداً ومواصلة مسيرة الحياة، وبمساعدة الجيران حصلت ابنتها على وظيفة بإحدى الشركات، ولكن الحظ السعيد لم يدم طويلاً، فسرعان ما غادرت الابنة الشركة بعد أن تعبت نفسياً، وتنقلت من عمل سيء لأسوأ.اليوم هي تعيش والديون تحاصرها من كل حدب وصوب، وأحد البنوك يطالبها بمبالغ تعجز عن دفعها، ولا تستطيع أن تحصل على بدل غلاء المعيشة لعدم وجود حساب بنكي باسمها، وهي أيضاً لا تستطيع أن تفتح حساباً لأن البنك الدائن يستولي على المبالغ المودعة فيه.وترى المواطنة في نفسها معوقة تستحق إعانة الـ100 دينار، فمرض «الفيبروماليجيا» النادر يحد من حركتها، لأنه يتلف كل الأنسجة في الجسم، ويشعرها بالوهن العصبي والتعب الشديد، وعدم تحمل المجهود العقلي والعضلي، مصحوبة مع آلام عضلية ومفصلية دون عوارض التهابية، وصداع نصفي متحول، وآلام بالرقبة، واضطرابات قلقية ونوبات هلع، واضطرابات في النوم، وتقلصات عضلية ورعاش، واضطرابات سمعية بصرية (مع طنين وتشوش بالرؤية)، واختلال عقلي يتمثل في قلة التركيز، وضعف الذاكرة الحينية، وتبعثر الأفكار والكلام، والشعور بالضبابية.ورغم كل هذه العوارض تدفع لابنها 60 دينار شهرياً في سجنه، وتحاول سداد ديون استدانها طليقها الثاني، وتوفير مصاريف إلحاق ابنتها بالجامعة، من خلال ما تحصله من رزق هزيل في تدريس الطلبة، والعمل في الحياكة وصنع أشكال فنية وسلال زينة وبيعها.