صنعاء - (الجزيرة نت): اعتبرت إحدى الصحف اليمنية الصادرة أمس أن زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي بات «وحيداً» بعد اتفاق الأحزاب اليمنية على رفض انقلابه، واتساع المظاهرات الشعبية والرفض الإقليمي.وتصدر الصفحة الأولى ليومية «المصدر» عنوان رئيس من كلمتين هو «الحوثي وحيداً»، وقالت الصحيفة إن زعيم جماعة الحوثيين المسلحة يعلن بعد استيلائه على الحكم بالقوة أنه «يمد يده للداخل ويخطب ود الخارج ويباشر تنفيذ انقلابه على الأرض، وسط رفض دولي وإقليمي وعلى نطاق واسع باليمن».وأشارت إلى أن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي حسم الجدل بشأن موقفه الرسمي من الانقلاب، وشرع منذ أمس الأول بترؤس أول اجتماع لما يسمى «اللجنة الأمنية العليا» التي شكلها الانقلابيون، وتحدث في الاجتماع عن الدور الوطني للجيش وفقاً لما أسماه الصلاحيات «المخولة دستورياً».وتحدثت الصحيفة عن زيادة التوتر الأمني عقب انقلاب الحوثي، وذكرت أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين مسلحين حوثيين وجنود بالجيش في مقر اللواء العاشر «حرس جمهوري» في مدينة باجل بمحافظة الحديدة غرب البلاد. من جانبها، نشرت يومية «اليمن اليوم» صور قادة حوثيين حضروا اجتماع اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها وزير الدفاع، وكان بينهم القائد الميداني لميليشيا الحوثي أبوعلي الحاكم وهو يرتدي بزة عسكرية للمرة الأولى .وظهر إلى جانبه زميله يوسف المداني، ونشرت بجانبها صورة أخرى لمسلحين ملثمين وهم يرتدون الزي العسكري ويحملون أسلحة رشاشة أمريكية الصنع، وقالت إنها لمسلحين الحوثي من حرس القصر الجمهوري أثناء إذاعة الحوثيين إعلانهم الدستوري.وأشارت الصحيفة التي يملكها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، إلى أن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه حمل مسؤولية انقلاب الحوثيين من أسماها «قوى 2011»، وهي أحزاب اللقاء المشترك وعلى رأسها حزب الإصلاح، التي أيدت الثورة الشعبية التي أطاحت بصالح في نوفمبر 2011. وذكرت أن مجلس التعاون الخليجي رفض الانقلاب الحوثي، وأنه لمح إلى تدخله لحماية مصالحه في اليمن، بينما لوح مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات جديدة، كما أفادت بأن مسلحي حزب الإصلاح في مأرب ومن أسمتهم تنظيم القاعدة يهددون بضرب المنشآت النفطية والغازية والطاقة الكهربائية، رداً على انقلاب الحوثيين ومحاولتهم غزو المحافظة.وتحدثت صحيفة «الجمهورية» الحكومية الصادرة في مدينة تعز عن رفض حزبي المؤتمر الشعبي والإصلاح اليمني إعلان الدستور للحوثيين، وذكرت أن دول مجلس التعاون الخليجي «تحذر من المساس بمصالحها في اليمن».وأشارت الصحيفة إلى تجمهر متظاهرين أمس أمام مقرها وترديد شعارات ضد الصحيفة التي نشرت الإعلان الدستوري للحوثيين، وقالت إن المتظاهرين نددوا بالصحيفة وتعرضوا لرئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير سمير اليوسفي، بالسب ووصفه بالعمالة والخيانة والنفاق و«الحوثية».أما صحيفة «الثورة» الحكومية التي يسيطر عليها الحوثيون، فنشرت كلمة عبد الملك الحوثي التي قالت فيها إن «اليمن يتسع للجميع، ومبدأ الشراكة هو الأساس في المرحلة الانتقالية»، وذكرت أن الحوثي دعا القوى السياسية للحاق بـ»ركب الشعب العظيم».وأبرزت صحيفة «الشارع» «خطاب النصر» الذي ألقاه عبدالملك الحوثي، ونقلت مواقف المحافظات الجنوبية تجاه الإعلان الدستوري، وتأكيد السلطات المحلية عدم اعترافهم به واعتباره انقلاباً، وتحميلهم الحوثيين المسؤولية عن أي مساس بأمن وحياة الرئيس هادي وبقية أعضاء الحكومة المستقيلة.وذكرت أن محافظة شبوة -الغنية بالغاز والنفط- أعلنت «قطع العلاقة والاتصالات بشكل نهائي مع صنعاء رفضاً للانقلاب الحوثي، وقالت إن قبائل شبوة والسلطة المحلية والأمنية والعسكرية فيها على استعداد للدفاع عن المحافظة وقد جرى نشر المزيد من اللجان المسلحة.من ناحيتها نشرت صحيفة «الأولى» تصريحات لرئيس الوزراء اليمني الأسبق حيدر أبوبكر العطاس، أكد فيها أن الإعلان الدستوري للحوثيين سيدخل اليمن في مشكلة أشد قتامة، واعتبر أن الحوثيين انتقلوا من المطالبة بالشراكة إلى الهيمنة والاستيلاء على الحكم.وقال العطاس إن التدخل الإيراني في الشأن اليمني أثار حفيظة الشعب اليمني، ودعا الحوثيين إلى التحلل مما أسماه شبهة التعاون مع إيران.