فيلم «الشقوق» تدور أحداثه حول مجموعة فتيات بمدرسة داخلية العام 1934، هن عضوات في فريق سباحة تقوده معلمة جميلة. المعلمة، الآنسة «جي»، هي امرأة شابة مستقلة، والفتيات يعتبرنها بطلتهن التي لا تضاهى. إن شخصيتها جذابة، ومع ذلك نشعر باستياء، واشمئزاز أيضاً، من ضعفها المأساوي. تأتي للمدرسة طالبة جديدة من «إسبانيا» وتبدأ الأحداث بالتفاقم.الفيلم جميل جداً بأداء الممثلات الأكثر من رائع، ومواقع التصوير الخلابة بعدسة المصور المبدع «جون ماثيسون». أكثر ما أسرني هو الأداء المتقن من الفنانة «إيفا غرين» بدور البطولة، ولا أنسى الموسيقى التصويرية المذهلة للموسيقار الإسباني «خافيير نافاريت»، فقد أضافت الكثير للفيلم لروعتها كما أدهشنا قبل أعوام بموسيقاه بالفيلم المكسيكي «متاهة بان». طريقة سير الأحداث مرنة جداً، ومرحلة تطور الشخصيات أيضاً. المواضيع التي يطرحها الفيلم مهمة وحساسة، مثل: «العزلة» و«التحيز» و«الخوف» و«الرغبة في أن تكون مرغوباً». الأمر المميز بالفيلم هو الإناث يطغين بنسبة 95%، وكأنما العالم ليس فيه ذكور، وإنْ نشاهدهم في الفيلم نشعر بأنهم دخلاء.قامت الكاتبة والمخرجة الواعدة «جوردن سكوت» بإخراج الفيلم بمنتهى الإبداع، وكذلك شاركت في كتابة النص السينمائي مع كاتبين آخرين بعد اقتباسه من رواية لـ «شيلا كولر». «جوردن سكوت» هي في الواقع ابنة المخرج الكبير «ريدلي سكوت» المشهور بفيلم «Gladiator». قام «سكوت» بالمشاركة في إنتاج الفيلم مع شقيقه المخرج الراحل «توني سكوت». لقد أثبتت «جوردن سكوت» موهبتها المميزة من خلال تجربتها السينمائية الأولى بهذا الفيلم الرائع، وأتوق لمشاهدة أعمالها المستقبلية.