كتبت نور القاسمي:قال إعلاميون أردنيون مقيمون في البحرين إن البحرينيين امتصوا أحزاننا على مقتل الطيار الشهيد معاذ الكساسبة بمواقفهم الثابتة والداعمة لتحركات الحكومة الأردنية في الحرب على «داعش» وقتل ساجدة الريشاوي وقالوا بصريح العبارة «معاذ ولدنا» و«مصابكم مصابنا».وأشاروا، في تصريحات لـ«الوطن»، إلى أن القيادتين تتعاملان مع المنظمات والأحزاب الإرهابية بعزم واصرار وحزم، مبينين أن إدانة البحرين للإرهاب الذي حدث في الأردن، وإدانتها لمقتل الطيار البطل معاذ الكساسبة، ما هو إلا من باب ما يوازي ما قدمته الأردن من إدانة لما حدث من إرهاب في البحرين إبان أزمتها عام 2011.وشددوا على عمق العلاقات المشتركة والروابط الوثيقة بين المنامة وعمان، يقويها الدعم والمساندة والتنسيق الدائم بين البلدين في المواقف الإقليمية والدولية. وأضافوا أن علاقات البلدين بدأت بمبادرة من الأبوين الراحلين الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة والعاهل الأردني عبدالله بن الحسين، وامتدت حتى اليوم بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى والعاهل الأردني جلالة الملك عبدالله الثاني.وأوضحوا أن زيارة عاهل البلاد المفدى إلى الأردن أمس لبحث علاقات التعاون الأخوية بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة، خير دليل على عمق هذه العلاقات، واهتمام القيادتين على التشاور المستمر في كافة القضايا.توافق الحزم تجاه الإرهابقال الإعلامي محمد رشيدات إن العلاقات الأردنية البحرينية ليست حديثة العهد، مبيناً أن هذه العلاقات انطلقت من العلاقة التي تجمع وتربط الأبوين الراحلين، الملك الحسين بن طلال والأمير عيسى بن سلمان رحمهما الله، وامتدت لتصل إلى الأبناء الملك عبدالله الثاني والملك حمد بن عيسى آل خليفة.وبين أن العلاقة التي تربط البلدين وتجمعهم أساسها الأخوة والمحبة والتوافقات بين المجتمعين الأردني والبحريني، خصوصاً أن المجتمع الأردني قبلي عشائري ويهتم بكل صغيرة وكبيرة وتتشابه عاداته وتقاليده مع عادات وتقاليد المجتمع البحريني، الذي يتميز بالكرم وأنه محافظ ويتقبل الآخر.وأكد أن العلاقة بين القيادتين طالت جميع المجالات انطلاقا من الجانب البشري ووصولاً إلى الجانب الاقتصادي والجانب العسكري، لما يجمع بين البلدين العديد من الاتفاقيات العسكرية طويلة الأمد. وأشار إلى أن البحرين والأردن جزء لا يتجزأ من التحالف الدولي ضد «داعش» الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة التطرف الإرهابي البشع، مبيناً أن القيادتين تتعاملان مع المنظمات والأحزاب الإرهابية غير المنتمية لأي دين أو عرق أو جنس يمت للإنسانية بصلة بعزم واصرار وحزم، مؤكداً أن على المملكتين القيام بمحاكاة علمية للتصدي للتطرف من خلال التعاون فيما بينهما.عزاء الكساسبة بالرفاعومن جانبه، قال الإعلامي سعيد الزويري إن الجالية الأردنية العاملة في وزارة شؤون الإعلام تلقت اتصالاً من وزير الدولة لشؤون الإعلام عيسى الحمادي لدعوتهم للقاء في مكتبه صبيحة اليوم الثاني من استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حيث نقل تعازيه الحارة وأخبرنا بتعازي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، وكان اللقاء امتثالاً لأوامره لجميع مؤسسات الدولة لتعزية الجالية الأردنية العاملة فيها، وهذا تقدير للروابط الوثيقة بين البلديين، ولمواقف الأردن العروبية والقومية كدولة وقيادة واشقاء.وبين أن إدانة البحرين الإرهاب الذي حدث في الأردن ماهو إلا من باب ما يوازي ما قدمته الأردن من إدانة لما حدث من إرهاب في البحرين إبان أزمتها عام 2011. وثمن احتضان البحرين لبيت العزاء في الرفاع الغربي حزناً وواجباً لمعاذ الكساسبة بليغ على وقفتهم مع الشعب الأردني وحزنهم لحزن الشعب.وقال إن العلاقات التي تربط الدولتين قديمة جداً ومتجذرة بحكم تشابه النظام السياسي بين المملكتين وتنسيق المواقف المشتركة بينهما، فضلاً عن التماس القياديتن المصالح العليا وتوحيد الرؤية بين القيادتين الشقيقتين في مختلف القضايا.وأوضح أن البحرين دأبت على دعم مواقف الأردن، وبالمقابل دعمت الأردن التحركات البحرينية وأيدتها، وتعتبر القيادة الأردنية أنها على ثغر من ثغور الأمة والتحديات التي تواجه البحرين تمس الأمة كلها وأي تدخل في شؤونها يعتبر تدخلاً مباشراً بشؤون الأردن. ووصف الزويري العلاقات السياسية بين القيادتين بالمتفقة والمتناسقة والخاضعة للتشاور، مشيداً على الصعيد الاقتصادي، بالتبادل التجاري الحر الموجود حالياً خصوصاً في عمليات استيراد السلع ولاسيما المنتجات الاستهلاكية كاللحوم والخضراوات والفواكة. وقال إن هناك اتفاق تام بين البلدتين لتشابه النظامين والرؤية الواحدة للدولتين، لذلك نرى أن البحرين دولة حاضنة للخبرات الأردنية لقدرتها علي استيعاب التخصصات الجديدة المختلفة.تقارب القيادتينقال الإعلامي عمر المجالي إنه على الصعيد الشعبي وجد التعازي الشديد في وفاة الشهيد الأردني معاذ الكساسبة من جميع جيرانه أولاً، ومن زملائه في العمل ثانياً ومن الشعب البحريني أجمع ثالثاً حال انتشار الخبر وبثه من قبل القنوات الرسمية. وأضاف المجالي «امتص البحرينيون أحزاننا بمواقفهم الثابتة والداعمة لتحركات الحكومة الأردنية من الحرب على داعش وقتل ساجدة الريشاوي وقالوا بصريح العبارة «معاذ ولدنا»، و«مصابكم مصابنا»، مشيراً إلى أن هذه العبارات تلخص عمق العلاقات بين الشعبين. وأشار إلى أن العلاقات الأردنية البحرينية من العلاقات المميزة عربياً والتي يضرب بها المثل، لتقارب القيادتين، وعلى تواصل لقاءات ومشاريع القيادتين، مدللاً على زيارة عاهل البلاد للأردن أمس.وقال إنه مقيم في البحرين منذ حوالي أربع سنوات ويعمل فيها، ولم يشعر يوماً بأي تفرقه، بل يلقى الحب والاحترام من المواطنين ويشعر بالانتماء من خلال القيادة والشعب. وأكد أن التعاون التعليمي من أكثر مجالات التعاون ازدهاراً، خصوصاً أن وزارة التربية والتعليم تبعث أعداداً كبيرة من الطلبة البحرينيين للجامعات الأردنية كل عام، والعكس كذلك، لأن العديد من الطلبة الأردنيين يدرسون في الجامعات البحرينية، فضلاً عن أعداد المدرسين والأكاديميين الكبيرة الموجودين في البحرين ويعكسون خبراتهم في مجال التعليم، مشيداً بمجالات التدريب المتعمقة بين الشعبين الأمر الذي يدلل على التطلع لمستقبل مزدهر بين البلدين.