أكد نائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، إن ما جاء في ميثاق العمل الوطني الذي يصادف بعد غد 14 فبراير الذكرى الرابعة عشرة لإقراره والتصويت عليه بإجماع شعبي منقطع النظير، يؤكد أن البحرين تعتبر أن السلام العالمي والإقليمي هدف أساسي واستراتيجي ينبغي أن تهون دونه كل الجهود، وهي طبقاً لذلك، تتمسك بالمبادئ الأساسية التي تقرر ضرورة تسوية كافة المنازعات الدولية بالطرق السلمية، وتحظر استخدام القوة للنيل من سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة.وأكد، لدى تفضله، برعاية حفل افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الثالث لتطوير الذات «الطريق إلى السلام»، الذي تنظمه جمعية البحرين للتأمل وتطوير الذات بمقر غرفة تجارة وصناعة البحرين «بيت التجار»، أن البحرين بفضل قيادتها الحكيمة أدركت منذ قديم الأزل أهمية إرساء السلام المجتمعي الذي يقود لمشاركة العالم في تحقيق السلام الدولي والعمل على رعايته وتطوير مفاهيمه بما يواكب متطلبات العصر، بهدف تحقيق الأمن والتنمية المستدامة للإنسان البحريني.وأشار إلى، أن ذلك النهج القويم والسياسة الحكيمة تنبعان من روح الشعب البحريني الأصيل المتسامح والمحب للسلام، لافتاً إلى أن البحرين تعد واحدة من دول العالم الراعية للسلام والداعمة لكافة الجهود على المستوى الفردي أو الجماعي لنشر مبادئه وقيمه، كونها سمة أصيلة متجذرة في شعبها المتسامح.وأعرب، عن تقديره للجهود التطوعية والأهلية التي تبذلها جمعية البحرين للتأمل وتطوير الذات لإحلال السلام والعمل على تكريسه في المجتمع، من خلال استضافة المؤتمر الدولي لتطوير الذات للمرة الثالثة على التوالي على أرض البحرين بالاستعانة بالخبرات العالمية والمتمرسة في هذا المجال.وأوضح، أن تلك الجهود تعد مكملة للمساعي الرسمية التي تبذلها الدولة على الصعيد المحلي عبر تعزيز هذه القيمة مجتمعياً والحرص على تنشئة الأجيال وفقها وضمان حفظ حقوق الإنسان المدنية والسياسية والاجتماعية، أو على الصعيد الدولي عبر تشجيع الجهود الدولية المبذولة لنشر الأمن ومكافحة التطرف والإرهاب.ويستهدف مؤتمر «الطريق إلى السلام» – الذي يعقد خلال الفترة من 10 إلى 12 الجاري، جميع المتطلعين إلى العيش بسلام أكثر، وبطريقة هادفة وذات معنى باختلاف أعمارهم وتوجهاتهم، كما أنه موجه لأولئك الذين يتمنون أن يكونوا أكثر فاعلية في أعمالهم وعلاقاتهم الإنسانية والطامحين إلى إحداث فرق في العالم.من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للتأمل وتطوير الذات إبراهيم الدوسري، أن عقد المؤتمر بمثابة مساهمة من متطوعين يسعون لنشر المحبة في العالم، حتى يتيقن العالم بأسره أن البحرين كانت ولاتزال مهداً للمحبة والسلام والتعايش السلمي، وهي قيم خالدة في هذا الشعب المتسامح ورثها أباً عن جد، بخاصة وأن العالم يعيش في وقت بالغ الحساسية من الاضطرابات وعدم الاستقرار والتعقيدات.وقال، من المؤسف أن نرى أن عالمنا اليوم تحول لفوضى، فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن عمليات قتل وإرهاب، أو موت مجموعات بشرية كبيرة نتيجة الأمراض والأوبئة، كما أنه من المحزن أن نتابع مشاهد لأطفال مشردين وهم يبحثون عن قطعة خبز تكفيهم شر الفاقة والجوع. وأشار إلى، أن تلك الأحداث المؤسفة تزيد الوضع تعقيداً وتناقضاً، ففي الوقت الذي تستجيب فيه أعداد من البشر للعمل لخدمة العالم والبشرية بطرق متنوعة، يتجه آخرون إلى أنشطة تقود إلى الدمار والتخلف وإلى تدمير نسيج المجتمع، سعياً منهم لمحو مفهوم البشرية برمته».وأعرب، عن ترحيبه بالمشاركين بالمؤتمر والذين بلغ عددهم حوالي 200 مشارك من دول الخليج العربي والشرق الأوسط، مرحباً بالمتحدثين الذين قدموا للبحرين من أوروبا وأمريكا وكندا لإثراء المشاركين بخبراتهم الواسعة في مجال إحلال السلام، وليقدم كل منهم نموذجاً عن كيفية وضع السلام في موضع الفعل والتنفيذ عبر المناقشات وورش العمل والحلقات النقاشية والتجارب التأملية.وفي السياق نفسه، أكدت المحاضرة الرئيسة بالمؤتمر والمسؤولة الإقليمية لجامعة براهما كوماريس العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا ب.ك. جيانتي، أهمية تحقيق السلام الداخلي الذي ابتعد الكثيرون عنه لانغماسهم بالماديات.وذكرت، أن تحقيق السلام مع الذات يعد طريقاً إلى تحقيق السلام في مفهومه الشامل، داعية إلى تطبيق عملي أجرته خلال حديثها إلى استخدام التأمل عبر إيجاد لحظة صمت مع الذات كل يوم لخلق حالة من التوازن والثبات مع العقل، مؤكدة أن أثر هذا التدريب تنعكس نتائجه على الشخص نفسه ومحيطه الخارجي.وتضمن الحفل كلمة عبر الفيديو للمفكرة ورئيسة جامعة براهما كوماريس العالمية دادي جانكي، أعربت فيها عن بالغ تقديرها لنائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، على ما يقدمه من دعم ومساندة تتوجت برعايته للمؤتمرين السابقين للجمعية.وأشارت إلى أن ذلك يؤكد التزامه بخدمة الأهداف الكبيرة لعملية تطوير الذات، وبالتالي التزام البحرين وحكومتها بتنمية هذا المجال وتطويره وتحفيز الجميع على الانخراط فيه.وتخلل الحفل كذلك، وصلة غنائية أداها عدد من أطفال البحرين، دعوا من خلالها إلى أن يعمل الجميع على خلق عالم أفضل يقوم على مبادئ العدل والمحبة، وأن يولي الجميع أهمية إلى حياته كي يعيش سعيداً وفي وسط سعيد ومتسامح.بعدها تمت دعوة نائب رئيس مجلس الوزراء لتوجيه رسالة محبة وسلام وتعليقها على شجرة السلام التي ابتكرتها الجمعية وخصصتها للحضور ليسجلوا رسائلهم تعبيراً عما يجول في خواطرهم، كما دعي لمشاركة المصممة الجرافيكية والفنانة الكندية ميشيل فايفر في وضع لمسة فنية إلى اللوحة التي صممتها الفنانة والتي عكست من خلالها معاني السلام، كما قام بتكريم رعاة المؤتمر، وتسلم هدية تذكارية من المحاضرة الرئيسة بالمؤتمر.