خلص تقرير متخصص أمس إلى أن مؤسسة «المبرة الخليفية» تقوم على قيم تنطوي على مسؤوليتها في خلق ثقافة قائمة على خدمة المجتمع مع تعزيز روح العطاء ورد الجميل للمجتمع البحريني، وتعتمد فكرة العمل الطوعي، وما يتماشى مع سياستها التي حددتها في نظمها وقواعدها الأساسية، وتكريس قيم الجودة والإتقان والعطاء والولاء للوطن باعتباره مسؤولية كل فرد والعلم كحق للجميع، مشيراً إلى أن «أهم ما يميز برامج مؤسسة «المبرة الخليفية» السعي لخلق جيل متوازن اجتماعياً ونفسياً ومعرفياً».وتقدم البحرين نماذج عدة لثقافة العمل الخيري التي تستهدف خدمة الناس وتلبية احتياجاتهم، ويتوفر بالمملكة أكثر من 600 مؤسسة متنوعة تعمل في مختلف مجالات العمل التطوعي وتنمية المجتمع بفئاته كافة.وأوضح التقرير أن مؤسسة «المبرة الخليفية»، التي أنشئت في مايو 2011 بمبادرة من ناشطات في هذا القطاع، تعد واحدة من هذه المؤسسات التي لم تدخر جهداً في دراسة الحاجات المختلفة لمكونات وشرائح المجتمع، وتقديم البرامج والمبادرات التي تستهدف في العموم تنمية المورد البشري الوطني باعتباره من مقومات قوة البلاد وأساس تطورها المستقبلي.وتحظى مؤسسة «المبرة الخليفية» لدى المختصين والمعنيين بالعمل الأهلي باهتمام خاص، ليس فقط لأنها تأسست بعد نتاج أكثر من عشر سنوات من العمل الخيري بالمملكة الذي قادته ناشطات وفرن التمويل اللازم لأنشطتهن الطوعية، وشاركن في العديد من المشروعات التي تنسب لهن وتحسب لمبادراتهن، وإنما لأن المؤسسة تجسد مدى قدرة القطاع الأهلي، فضلاً عن مبادراته الخاصة، على قيادة قاطرة العمل الاجتماعي برمته، والمساهمة مع الدولة بأجهزتها المختلفة في برامج وخطط تنمية المواطن إنسانيا، مما جعل البحرين من أوائل الدول ذات التنمية البشرية العالية، والتي يحظى فيها مواطنوها بمستوى عال من السعادة والرضا حسب ما تؤشر التقارير الدولية المتخصصة. ونظراً لأن المؤسسة تتمتع بالعديد من السمات التي تؤهلها لتكون نموذجا للعمل التطوعي في المملكة، فإنه تجدر الإشارة إلى أنها تعمل ككيان خاص مستقل تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية، وركزت نشاطها على قطاع معين لتحقيق نتائج أكثر وضوحا وبروزا، وبحيث يمكن تلمس أهدافها الجوهرية، وهو ما يفسر مسيرة التميز التي اتسم بها عمل المؤسسة، ويتضح ذلك في عدة أمور:أولها: حرص عضوات مجلس أمناء المؤسسة الذي تقوده سمو الشيخة زين بنت خالد آل خليفة رئيس مجلس الأمناء على تشكيل مجموعات عمل للتعرف على احتياجات المجتمع، وذلك من خلال الدراسات الاستقصائية والميدانية العديدة التي أجريت، حيث بدا أن هناك حاجة ماسة إلى برامج تعليمية متخصصة وبرامج هادفة لتطوير فئة معينة من فئات المجتمع، وهم الشباب البحريني.ووفقاً لما أسفرت عنه هذه الدراسات من نتائج، قامت «المبرة» بإجراء العديد من اللقاءات وحلقات التشاور والبحث والنقاش مع الأطراف ذات الصلة، الحكومية منها والأهلية، وكان في مقدمتها وزارة التربية والتعليم والجامعات والطلاب والمعنيين بالشباب والمجتمع المحلي وغيرهم، وهي الجهود التي أسهمت في خلق وبلورة المؤسسة من حيث الدور والأهداف والبرامج وكذلك النتائج.ثانيها: فرض سمة من سمات التميز على عمل المؤسسة بحيث تكون أكثر قدرة على تحقيق النتائج المطلوبة، وقد تأكد ذلك بالإشارة إلى عدة أمور، منها:ـ معايير اختيار المتقدمين لبرامج المؤسسة المختلفة، والتي تعتمد التميز العلمي والمشاركة في خدمة المجتمع واجتياز المقابلات الشخصية.ـ التوجه إلى فئة معينة من فئات المجتمع المستهدفة، وهم في الوقت الحالي الشباب في الفئة العمرية التي تتراوح بين 14 و21 عاما.ـ الاهتمام بنوعية معينة من البرامج، حيث يوزع المستهدفين على برنامجي: «رايات» للمنح الدراسية، و»إثراء» للشباب، اللذين يستهدفان الطامحين للتطور العلمي والمتطلعين إلى استكمال تعليمهم والباحثين عن سبل تطوير الذات والراغبين في خدمة المجتمع والمساهمة في بناء الوطن.ـ التركيز على البرامج التي تساعد الفئات الواعدة في تحقيق التميز العلمي كالمنح الدراسية في الجامعات البحرينية المرموقة، والحوافز المالية، وورش العمل، وبرامج اكتساب الخبرات، وبما يمكن تلك الفئات من المشاركة في خدمة المجتمع وتحقيق النجاح المنشود ليكون المواطن البحريني مؤهلاً وعضواً فعالاً في مجتمعه يتسم بالديناميكية والنشاط والخبرة اللازمة ليتماشى مع متطلبات رؤية البحرين المستقبلية 2030.ثالثها: شمولية وتكاملية البرامج المقدمة من جانب المؤسسة، والتي تتعزز بالنظر إلى مستويين، أحدهما خاص بطبيعة البرامج المتوفرة، والتي تساعد المواطن البحريني بشكل عام على تطوير ذاته وإدراك طاقاته واكتشاف مهاراته وكيفية الاستفادة منها بما يؤهله للنجاح والتفوق وتنمية مهاراته كمواطن منتج يخدم المجتمع.والمعروف أن هذه البرامج والمبادرات تقدم إلى الطلاب والشباب معاً، مثلما أشير سلفاً، بجانب المشاريع الاجتماعية الأخرى، وتهدف هذه البرامج إلى التأهيل العلمي، وفتح السبل التعليمية والتدريبية المناسبة للمستهدفين، إلى جانب تطوير القدرات القيادية للشباب البحريني، وتشجيعه عبر الأساليب العلمية والنظرية ليكون عضواً فاعلاً في مجتمعه منتمياً له ومتمسكا بالقيم النابعة من ثقافته وتقاليده، ناهيك بالطبع عن حزمة البرامج والمشروعات الأخرى التي تستهدف دعم المجتمع المحلي وتطوير المبادرات الاجتماعية التي تسهم في تعزيز راحة ورفاهية المجتمع.ويتعلق المستوى الآخر بقيم مؤسسة «المبرة الخليفية» ذاتها والتي تنطوي على مسؤوليتها في خلق ثقافة قائمة على خدمة المجتمع مع تعزيز روح العطاء ورد الجميل للمجتمع البحريني، وتعتمد فكرة العمل الطوعي، وما يتماشى مع سياستها التي حددتها في نظمها وقواعدها الأساسية، وتكريس قيم الجودة والإتقان والعطاء والولاء للوطن باعتباره مسئولية كل فرد والعلم كحق للجميع.ولا شك أن لهذه الاعتبارات جميعا الفضل في المستوى الذي وصلت إليه مؤسسة «المبرة الخليفية»، حيث:ـ طرحت 40 منحة دراسية خلال عام 2013 ـ 2014، وذلك ضمن برنامج «رايات» للمنح الدراسية الجامعية، وهو البرنامج الذي أنشأته المؤسسة للعام الثالث على التوالي بكلفة تقدر بـ 12.500ألف دينار شاملة ورش العمل والحوافز لكل طالب من المنتسبين لجامعة البحرين بوليتكنك.ـ كما تقوم المؤسسة بدعم طلاب تخصص الطب في جامعة الخليج العربي بتكلفة 75 ألف دينار للطالب شاملة 7 سنوات دراسته.ـ وتغطي المؤسسة تكاليف الرسوم الجامعية لـ 103 طلاب وطالبات مسجلين لدى الجامعات المعتمدة في المملكة.وأهم ما يميز برامج مؤسسة «المبرة الخليفية» السعي لخلق جيل متوازن اجتماعياً ونفسياً ومعرفياً قادر على خدمة مجتمعه ووطنه، ويتضح ذلك من خلال برنامج « إثراء» الذي صمم خصيصاً للفئة العمرية من 14 سنة إلى 18 ويمتد لأربع سنوات، بتكلفة قدرها 45 ألف دينار.