اسمها إيمان، لكنها لا تشعر بالأمن إطلاقاً، خوف وحزن وبراءة منزوعة بفعل فاعل، بدت صغيرة وناحلة، لا تعلم ماذا تقول.تنقل الماء في دلو يفوقها وزناً، لأكثر من 2 أو 3 كيلومترات، من الصنبور إلى كرافان العائلة.. تجره جراً، مرة باليمين وأخرى بالشمال، ثم تتوقف لتلتقط أنفاسها. سألها الزميل محمد ارشيدات، مندوب تلفزيون البحرين: ماذا تريدين أن تصبحي عندما تكبرين.. قالت والدموع بدت تلمع في عينيها والخوف باد على محياها «ما بدي أصير شي».حرب قتلت الطفولة وصراع الكراسي أكل الأخضر واليابس.. وأناس لا ناقة لهم ولا جمل باتوا ضحية الديكتاتورية وآلة الحرب والدمار.. لا ذنب لهم سوى إنهم ولدوا في هذا الزمان وبهذا المكان.حاول الفريق البحريني ملاطفة إيمان، والمسح على رأسها، والتصوير معها، لكن كل ذلك لم يجد نفعاً مع القلب المرتجف.. «اتركوني بدي أوصل الماي لأهلي».