عواصم - (وكالات): تبنى مجلس الأمن الدولي أمس بالإجماع قراراً يهدف إلى تجفيف مصادر تمويل مجموعات جهادية مثل تنظيم الدولة الإسلامية «داعش». وهذه المجموعات التي تنشط في سوريا والعراق تجني ملايين الدولارات من تهريب النفط والآثار والفديات التي تطلبها مقابل عمليات الخطف. وهذا النص الذي قدم بمبادرة من روسيا حليفة دمشق، تولت رعايته أيضا 37 دولة بينها أبرز أطراف النزاع في سوريا. ويطالب المجلس الدول الأعضاء بتجميد أصول المجموعات التي تقاتل النظام وعدم القيام بتجارة معها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وضبط تهريب شاحنات تمر خصوصاً عبر الحدود التركية.ويوسع القرار حظر المتاجرة بآثار مسروقة ليشمل سوريا وهو قرار كان سارياً من قبل على العراق.وبحسب خبراء فإن تنظيم «الدولة الإسلامية» يكسب مليون دولار يومياً عبر بيع النفط إلى عدة وسطاء في القطاع الخاص. لكن هذه العائدات تراجعت تحت تأثير الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي ضد الجهاديين والتي أدت إلى تدمير مصاف. وتندرج المبادرة في إطار ضغوط متزايدة على الجهاديين. ويقول مسؤولون أمريكيون إن «التنظيم الإرهابي الأفضل تمويلاً في العالم» خسر السيطرة على أراض بسبب غارات الائتلاف الدولي كما إن عائداته النفطية في تراجع ويجب أن يستعد لمواجهة هجوم بري على نطاق واسع في العراق. ويندرج هذا القرار التقني والذي يشمل أيضاً مجموعات متطرفة أخرى مثل جبهة النصرة ضمن إطار الفصل السابع من شرعة الأمم المتحدة والذي ينص على فرض عقوبات على الدول التي تمتنع عن التطبيق.من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري إن بلاده لم تطلب من حلفائها تدخلاً دولياً على الأرض، فيما يشكل دعماً لتصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يسعى إلى موافقة الكونغرس على الحرب ضد الدولة الإسلامية.وطلب أوباما من الكونغرس دعم الحرب ضد «داعش» لثلاثة أعوام، واعداً بألا ترسل الولايات المتحدة جنودها للقتال في إطار عملية برية واسعة النطاق. وأطلق الرئيس الأمريكي حملة سياسية لإقناع النواب الذين يترددون في دعم استراتيجيته لإلحاق الهزيمة بالجهاديين.في المقابل، قالت زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إنه «سيكون صعباً» على الكونغرس إقرار مشروع سلطات الحرب للرئيس أوباما لمحاربة «داعش». من جهة أخرى، قال الجيش الأمريكي إن قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضرب أهدافاً لتنظيم الدولة الإسلامية شملت 12 ضربة جوية بالعراق و3 ضربات بسوريا. من جانب آخر، قالت مجلة تابعة لتنظيم «داعش» إن حياة بومدين، زوجة أميدي كوليبالي، المسؤول عن احتجاز رهائن في متجر كوشير بباريس الشهر الماضي، وصلت «بسلام إلى دولة الخلافة الإسلامية،» وقد أجرت المجلة لقاء مطولاً معها نشرته منذ أيام. وفي المقابلة، قالت بومدين إنها لم تواجه أي مصاعب عند دخولها «الدولة الإسلامية»، وهي تشر بالأمان حالياً لوجودها هناك.
مجلس الأمن يتبنى قراراً لتجفيف مصادر تمويل «داعش»
13 فبراير 2015