عواصم - (وكالات): تستمر السفارات الدبلوماسية بإغلاق مقارها في العاصمة صنعاء، إذ أكد مسؤول بالخارجية السعودية تعليق أعمال السفارة هناك، كما أعلنت الخارجية الألمانية إغلاق السفارة بصنعاء ومغادرة عامليها البلاد، كما أغلقت إيطاليا سفارتها في اليمن وسحبت سفيرها وموظفيها، فيما انتهت جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة باليمن أمس الأول من دون التوصل إلى أي اتفاق بين الأعضاء، حيث اصطدم مشروع القرار الخليجي الذي تقدمت به دول مجلس التعاون، والذي يدين بشدة الانقلاب ويحمل الحوثي أسباب فشل العملية السياسية في اليمن، بالرفض الروسي.وفي حين تزداد عزلة اليمن مع تعزيز ميلشيات الحوثيين سيطرتهم على العاصمة، يجتمع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي اليوم في الرياض لبحث الأزمة.وقال المصدر السعودي إن تعليق كافة أعمال سفارة بلاده في صنعاء وإجلاء جميع العاملين فيها، جاء بسبب التدهور في الأوضاع الأمنية والسياسية هناك.كما ذكرت متحدثة باسم الخارجية الألمانية أن ألمانيا قررت إغلاق سفارتها في اليمن بسبب مخاوف أمنية، مضيفة أن الموظفين غادروا في وقت سابق بسبب الوضع غير المستقر. في هذه الأثناء، قالت وزارة الخارجية في روما إن إيطاليا أغلقت سفارتها في العاصمة اليمنية بسبب تدهور الوضع الأمني، مؤكدة أنها سحبت سفيرها وموظفيها.وكانت الولايات المتحدة قد أغلقت سفارتها لدى اليمن أواخر الشهر الماضي وأجلت جميع طاقمها من صنعاء، كما أغلقت كل من فرنسا وبريطانيا سفارتها، بينما قررت سفيرة الاتحاد الأوروبي بتينا موشايت في صنعاء المغادرة لدواعٍ أمنية. كما أكد ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في اليمن جوليان هارنيس أنه قلق بشأن «أزمة اقتصادية تلوح في أفق البلاد».وذكرت وسائل إعلام يمنية وأجنبية أن واشنطن أوكلت إلى سفارتي تركيا والجزائر إدارة مصالحها في اليمن.وقالت الخارجية الأمريكية إن قوة مشاة البحرية الأمريكية «المارينز» المسؤولة عن حماية السفارة الأمريكية باليمن أتلفت أسلحتها داخل السفارة قبيل مغادرتها البلاد، مؤكدة أنه لم يتم تسليم أي من الأسلحة إلى أي جهة. وسبق أن تحدثت تقارير إعلامية عن استيلاء جماعة الحوثي على 20 مدرعة تقريباً تركها الدبلوماسيون وجنود المارينز عند مطار صنعاء الدولي قبيل مغادرتهم.وقال مسؤولون أمريكيون إن إغلاق السفارة الأمريكية أضعف قدرة واشنطن على تنفيذ عمليات في جهود مكافحة «الإرهاب» في اليمن بما في ذلك استخدام طائرات من دون طيار ضد تنظيم القاعدة، لكنهم أقروا في الوقت نفسه بأن بعض العاملين في هذا المجال مازالوا باليمن ومازال بمقدورهم تنفيذ العمليات.ويعد إغلاق السفارات مؤشراً على أن الأحوال في اليمن مقبلة على مزيد من التدهور، في ظل سيطرة جماعة الحوثي على نصف محافظات البلاد تقريباً ومحاولتها التوسع أكثر. في سياق متصل، انتهت جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة باليمن أمس الأول من دون التوصل إلى أي اتفاق بين الأعضاء. ورفضت روسيا إصدار بيان من المجلس يحمل الحوثيين مسؤولية ما يجري في اليمن.واصطدم مشروع القرار الخليجي الذي تقدمت به دول مجلس التعاون، والذي يدين بشدة الانقلاب ويحمل الحوثي أسباب فشل العملية السياسية في اليمن، أيضاً بالرفض الروسي. ورحب أعضاء مجلس الأمن بمشروع القرار الخليجي فيما عدا موسكو.هذا وتعكف بريطانيا والأردن على صياغة مشروع قرار جديد مبنياً على المشروع الخليجي والذي سيقدم للنقاش في الجلسة المقبلة لمجلس الأمن.وأكد مشروع القرار على الالتزام وبقوة بوحدة الأراضي اليمنية واستقلالها، كما يتضمن المشروع عزم دول مجلس التعاون على الوقوف إلى جانب الشعب اليمني.واعتبر مجلس التعاون في مشروع القرار التطورات الأخيرة في اليمن تهديداً لأمن واستقرار المنطقة ومصلحة شعوبها، كما اعتبر انقلاب الحوثيين تصعيداً خطيراً يعرقل العملية السياسية، ويهدد أمن وسلامة اليمن.ويدعو مشروع القرار إلى حل الأزمة من خلال عملية سياسية شاملة، على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلام والشراكة.من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمام مجلس الأمن إن اليمن «ينهار أمام أعيننا»، داعياً إلى التحرك لوقف انزلاق البلاد نحو الفوضى.وحذر المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر في جلسة خاصة لمجلس الأمن من انهيار اليمن وإقامة إمارة للقاعدة فيه. من ناحية أخرى، قال مسؤول محلي إن مسلحين يشتبه بانتمائهما لتنظيم القاعدة قتلا ضابطاً كبيراً في القوات الجوية في محافظة لحج جنوب البلاد.وذكرت مصادر أن المهاجمين على دراجة نارية أطلقا الرصاص على العميد محمود النقيب عقب خروجه من صلاة الجمعة ولاذا بالفرار.على صعيد منفصل قالت مصادر محلية إن عبوتين ناسفتين انفجرتا في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت جنوب شرق البلاد إحداهما بالقرب من مطار سيئون وأسفرت عن إصابة 4 أشخاص.