اعتبر المهندس عبدالله عمران، وجود 3 مقابر للمسلمين والمسيحيين واليهود في منطقة الحورة، دليلاً على التسامح الديني في البحرين منذ قديم الزمان. وعدد عمران في محاضرة بعنوان «اندثار الشواهد التاريخية والأثرية.. عين الحورة نموذجاً» بمركز عبدالرحمن كانو الثقافي، أسباب تسمية منطقة الحورة بهذا الاسم، لافتاً إلى أن ما ذكره المؤرخون بهذا الجانب جاء بمثابة آراء خاصة وليست حقائق.ونقل عن كتاب عقد اللآلئ للمؤرخ محمد التاجر، أن سبب التسمية يعود لسكنى الحواريين أنصار نبي الله عيسى عليه السلام، بينما قال المؤرخ محمد علي الناصري إن تربة الأرض كانت شديدة البياض وتسمى الحور ومنها اشتق اسم الحورة.وأوضح أن الحورة كانت تسمى سابقاً «حورة الحدادة»، لأن سكان المنطقة كانوا يمتهنون الحدادة، وهي الحورة القديمة وغير معروفة للجميع، أما منطقة الحورة الحالية فكانت تعرف سابقاً باسم حالة بني أنس أو الحورة الكبيرة. وأضاف أن هناك علامات دالة على الحورة مثل المستشفى الأمريكي 1902، ومدرسة الحورة الثانوية وكانت تحتوي على عمود خشبي للاتصالات يسمى بـ«محطة التلغريف»، وسينما أوال وهي من أوائل دور السينما في البحرين وافتتحت في نهاية العقد الثالث من القرن الماضي، وبيت الشاعر إبراهيم العريض، ومدرسة عبدالرسول التاجر، وعين الحورة، ودولاب المقسم، ودالية العوجان، ومقابر المسلمين والمسيحيين واليهود. ولفت عمران إلى أن عين الحورة تقع مقابل المقبرة، وهي عين ماؤها حلو وعذب ونقي، وكانت العديد من المناطق القريبة تعتمد عليها في الشرب كفريج العوضية وفريج سوار وفريج رأس رمان.وأوضح أن عين الحورة تتكون من 3 أقسام، الأول وهو المنبع مخصص للشرب فقط عن طريق فتحة تسمى «الثقبة»، ومنها ينتقل الماء إلى الجزء الثاني المخصص للاستحمام والسباحة للرجال، ومنه يذهب إلى الجزء الثالث المخصص للنساء لغسل الملابس وأدوات الطبخ، وبعدها تذهب المياه للمزرعة.وأكد عمران أن هناك العديد من الشواهد التاريخية والأثرية فقدت نتيجة لعوامل مختلفة، لافتاً إلى وجود دراسات ترى إمكانية إحياء عيون الماء باستخدام التقنيات الحديثة.
عبدالله عمران: مقابر الحورة شاهد على التسامح الديني بالبحرين
15 فبراير 2015